قال رئيس
تحرير صحيفة القدس العربي الدولية
إن أحداث العنف الذي اندلعت في العاصمة البريطانية لندن ومدن أخرى كان
السبب الرئيسي فيها معاناة شريحة من المجتمع البريطاني من السود الذين
يعيشون في أحياء فقيرة.
و على حد
قوله إن الأزمة التي تمر بها بريطانيا لم يكن فقط سببها أمني بل إن
عوامل اجتماعية واقتصادية تركت أثراً عميقاً في نفوس هؤلاء الشبان
جعلتهم يتصرفون بهذه الطريقة.
وذكر في
تصريحات متلفزة نشرتها فضائية بي بي سي،
أن الحكومة البريطانية بسبب خطتها التقشفية قامت بإغلاق مراكز ترفيه
كان هؤلاء الشبان يلجئون إليها، و بذلك جعلت هناك حالة من الفراغ
والإحباط جعلتهم يلجئون للعنف.
وبالرغم
من تصريحات "ديفيد كاميرون" رئيس الوزراء البريطاني التي قال فيها إن
حالة العنف السائدة ذات طابع إجرامي، ومثلما أن هؤلاء كبار لينفذوا
أفعالهم فعليهم أن يكونوا كبار ليتلقوا عقابهم.
وطلب
"كاميرون" من القائد السابق لشرطة نيويورك "بيل براتن" العمل كمستشار
لدى الشرطة البريطانية لوقف أعمال الشغب.
وكانت
أعمال شغب وتخريب ونهب تعد الأسوأ منذ عقود، بدأت في لندن وانتقلت إلى
مدن كبيرة أخرى بينها برمنغهام ومانشستر وليفربول ونوتينغهام.
وقد أدت
إلى مقتل خمسة أشخاص وسببت أضراراً جسيمة في عدد من مدن انكلترا.
ونشرت
السلطات البريطانية حوالي 16 ألف شرطي هذا الأسبوع، بينما قالت وزيرة
الداخلية "تيريزا ماي" إن هؤلاء سيبقون حتى إشعار آخر وسط مخاوف من
عودة العنف في نهاية الأسبوع.
وقالت
شرطة لندن إنها اعتقلت 1144 شخصاً بينهم 693 وجهت اتهامات رسميا إليهم.
وفي مجمل انكلترا مثل 796 شخصا أمام القضاء بينهم 122 شخصا تحت سن
الثامنة عشرة.
وأطلق
"كاميرون" الجمعة دعوى إلى طرد مثيري الشغب من المساكن الاجتماعية.
وقال
لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي
إن الأشخاص الذين "ينهبون جماعاتهم الخاصة" يجب ألا يسمح لهم بالعيش في
المساكن الاجتماعية المخصصة لذوي الدخل المحدود.
وأضاف
"بطبيعة الحال، هذا يعني أن علينا إيواءهم في مكان أخر. عليهم إيجاد
مسكن في القطاع الخاص، وهذا الأمر سيكون أكثر صعوبة لهم لكن كان عليهم
أن يفكروا في ذلك قبل البدء بالسرقة".
الموقف الشعبي
قال
استطلاع للرأي يوم الجمعة إن أكثر من نصف البريطانيين يعتقدون أن رئيس
الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" فشل في إظهار قيادته في وقت مبكر
بشكل كافٍ للسيطرة على أعمال الشغب التي اندلعت في لندن وامتدت إلى مدن
انجليزية أخرى.
واتفقت
نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة كومريس
لصالح صحيفة الاندبندنت مع نتائج
استطلاع أجرته مؤسسة اي سي ام
لصالح صحيفة الجارديان الذي قال
فيه 30 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع أن "كاميرون" رد بشكل جيد على
أعمال الشغب بينما قال رأى 44 في المئة خلاف ذلك.
وقال 36
في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع الذي أجرته
كومريس أنهم يثقون في قيادة "كاميرون" لبريطانيا بشكل عام. وقال
استطلاع مختلف أجرته رويترز/ ايبسوس موري
في يوليو تموز الماضي أن 38 في المئة كانوا راضين عن الطريقة التي يؤدي
بها كاميرون عمله.
وقال 54
في المئة إن كاميرون الذي لم يقطع أجازته إلا بعد أن وصلت أعمال الشغب
إلى ذروتها يوم الاثنين فشل في إظهار قيادته بشكل مبكر على نحو كاف.
وقال نصف
من شملهم الاستطلاع إنهم لا يثقون في قدرة لندن على تأمين دورة الألعاب
الأولمبية العام القادم بينما قال الثلث إنهم لم يغيروا رأيهم.
وأدت
أعمال الشغب كذلك إلى تراجع في ثقة بعض كبار رجال الأعمال. وطبقاً
لاستطلاع آخر أجرته كومريس لصالح
الاندبندنت قال تسعة في المئة فقط
أنها ستقلص الاستثمار في لندن خلال العام القادم رغم أن 90 في المئة
منهم لم يجروا أي تعديلات على خططهم الاستثمارية.
وأجرت
كومريس الاستطلاع من خلال
الانترنت وشمل 2008 بريطانيين بالغين بين يومي الأربعاء والخميس.
واعتبرت البيانات ممثلة ديموجرافيا لكل السكان البريطانيين.
وشمل
استطلاع رجال الأعمال 150 من كبار رجال الأعمال وأجري أيضاً عن طريق
الانترنت بين يومي الثلاثاء والخميس.
|