قالت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري
كلينتون" يوم الخميس : أعتقد أنني قلت كل ما يمكنني أن أقول. أنتمي إلى مدرسة أنّ للأفعال
صوتاً أعلى من الأقوال . هذه إجابتها على سؤال من قبل صحفي وجه لها قال فيه
" هل على "الأسد" أن يترك السلطة؟.
بالرغم من الوصف القوي من قبل البيت الأبيض
للفظائع الذي يرتكبها "الأسد"، إلاّ أن الموقف لا يتعدى الكلام. فلم
يطلب الرئيس الأمريكي من "الأسد" مغادرة السلطة، بل طلب وقف العنف.
وهذا تناقض واضح مقارنة مع موقف الخارجية
الأمريكية الذي تبنته مع المصري "حسني مبارك" الذي أطيح به في (فبراير) والليبي
"معمر القذّافي" الذي لا يزال متشبثا بالسلطة.ويغلب الحذر على الخطابة في
اللغة التي تستخدمها إدارة "أوباما".
و تقول صحيفة القدس إنّ الموقف
الأمريكي ترك بعض المراقبين يتساءلون عن موقف واشنطن الحقيقي من "الأسد"
وبدد الآمال حالياً للمعارضة السورية الوليدة وسلط الضوء على أن الثورات العربية ليست
متساوية على الأقل في حسابات صنّاع السياسة الأميركيين.
ويقول محللون ومسؤولون أميركيون سابقون أن البيت
الأبيض لم يطالب في واقع الأمر "الأسد" بالتنحي لأنه لا يمتلك وسيلة تحقيق
مثل هذا الطلب.
ولا تمتلك واشنطن التي تصارع أزمة مالية لا القوة
العسكرية الفائضة للإطاحة بحكومة الأسد بالقوة ولا النفوذ الذي أعطته إياها في مصر
سنوات من العلاقات العسكرية أو التحالف الدولي الذي أيد الضربات الجوية على دعائم سلطة
"القذّافي".
وقال "اندرو تابلر" من معهد واشنطن لسياسات
الشرق الأدنى ومؤلف كتاب عن سوريا سيطرح قريباً في الأسواق أن مطالبة زعيم بأن
يرحل "تقال عندما يكون النظام على وشك الانهيار".
وقال مسؤول أميركي سابق له علاقات وثيقة بالإدارة
إن مسؤولين داخل إدارة "أوباما" يؤيدون الموقف الحذر يجادلون بأنه إذا قلنا (على الأسد
أن يرحل) وارتفع عدد القتلى ألن ينظر (ساعتها) إلينا على أننا ضعفاء حقا؟.
وأضاف المسؤول السابق الذي طلب عدم الكشف عن هويته
في نهاية اليوم
ماذا يمكننا أن نفعل؟ لن نقصفه.
وفي خطاب كبير عن الشرق الأوسط في 19 أيار (مايو)
أشار الرئيس "باراك أوباما" إلى انه لا يزال يرى بعض الأمل للزعيم السوري
الذي حاول أن يخطب وده في وقت من الأوقات قائلاً إن على "الأسد" أن يقود
انتقالاً (إلى الديمقراطية) أو يفسح الطريق.
لكن بعد شهر واحد ومع زيادة حدة الأزمة قال وزير
الدفاع في ذلك الوقت "روبرت غيتس" إن شرعية "الأسد" عرضة للتساؤل
وبعد يومين فقط في 12 حزيران (يونيو) أعلن البيت الأبيض أن شرعيته كزعيم تبددت بالفعل.
قال الناطق "جاي كارني" سوريا ستكون
أفضل حالا بدون "الأسد".
كما تعد الإدارة عقوبات على قطاعي النفط والغاز
في سوريا اللذين قال "تالبر" أنهما يمثلان ما يتراوح بين ربع وثلث الدخل
الحكومي.
ويقول الخبراء إن مثل هذه العقوبات من غير المرجح
أن يكون لها تأثير كبير بدون مساهمة قوية من أوروبا التي تشتري غالبية صادرات الطاقة
السورية.
و بحسب محللين وخبراء في الملف السياسي للشرق
الأوسط فإن الأزمة في سوريا تشير إلى أن اللعبة السياسية هناك يتحكم فيها قدرة
النظام السوري على الحفاظ على أمن الحدود مع ( إسرائيل) وهذا هو الشغل الشاغل
لأمريكا والغرب، وليس الخوف على المزيد من الضحايا في سوريا.
وكل ذلك يترك انطباعاً بأن "أوباما" وكلينتون لا يعارضان
بقاء "الأسد" إذ كان من الممكن بقاؤه لمجرد فترة قصيرة أخرى يجري خلالها
ترتيب انتقال سلس للسلطة.
ويقول آخرون إن الدرس في ليبيا مختلف حيث يظهر
انه إذا انتظر المجمع الدولي لفترة طويلة قبل التحرك فإن ذلك يجلب الفوضى.
وتواجه الإدارة الأمريكية مشاكل في الاقتصاد
تؤثر على توجهاتها السياسية الخارجية، فقبل يومين تم خفض التصنيف الإئتماني
للاقتصاد الأمريكي وهذا له أثر سلبي يحدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة،
بالإضافة إلى خسائرها في أفغانستان لذلك هي تحاول الحصول على ما تريد مع تجنب
التدخل العسكري.