بغداد : ترسف في أصفاد الصفويين وعلوج الروم..!!
ليس من المبالغة القول: إن بغداد السلام
اليوم ترسف في أصفاد الصفويين وأسيادهم من علوج الروم، فبعد أن انكسر عنها قيد
البعث الفاجر وقعت أسيرة بيد العلج الكافر وأعوانه من الصفويين الحاقدين على بغداد
وتاريخها الوضيء في عالم الحضارات والشموخ. إنها هجمة شرسة تتعرض لها بغداد
العتيدة، بلد الرشيد ومنارة المجد التليد، ورمز الحضارة الإسلامية لزمن مديد، دار
الخلافة الإسلامية، ومركز النور والعلم والمعرفة، بلد العلماء الأعلام من أمثال
الإمام أحمد، والإمام أبي حنيفة النعمان، وبلد الشعر والشعراء والأدب والأدباء،
ومركز كل العلوم والفنون، بغداد السُّنَّة، والزهد والإيمان.
واليوم بغداد السلام يُرَاد لها أن تتحول
إلى بغداد الهرج والمرج، والجهل والظلام، والبدعة والشرك والضلال بعد أن عربد بها
العلوج الصفر، وأعوانهم من أحفاد ابن العلقمي المجوسي.
للأسف الشديد المخطط الشيعي المدعوم
إيرانيًّا في تفريغ بغداد من السنة، ومسلسل القتل والخطف والتهجير القسري تجاه
السنة في مناطق بغداد من قِبَل المليشيات الطائفية، وبغطاء حكومي منقطع النظير
جارٍ على قدم وساق، أما مساجد بغداد فهي الأخرى أصابها ما أصاب أهلها، والمساجد
التي سلمت من الحرق والتدمير والاغتصاب من قبل الصفويين فقد أصبحت اليوم مهجورة من
رُوّادها؛ بسبب المخاطر المحققة من قِبَل فِرَق الموت الشيعية التي تتربص بكل من
يتردد على المساجد.
اليوم التخندق الطائفي في مناطق بغداد أصبح
معلماً واضحاً لا يجادل فيه أحد، فالمناطق السنية لا يمكن أن يدخلها شيعي إلا
ويُقتل، والمناطق الشيعية لا يدخلها سُني إلا ويُقتل. والذي يزيد الأمر فظاعة أن
المناطق السنية اليوم في بغداد تُقصف بالهاونات من قِبَل المليشيات تحت سمع وبصر
حكومة المالكي الوطنية؟!
بغداد الرشيد اليوم تشهد هجرة سنية واسعة
النطاق من بغداد إلى المحافظات السُنية، وإلى سوريا و الأردن و مصر ودول الخليج،
ليس هذا فقط، بل الحزام الذي حول بغداد، المتشكل من مدن اليوسفية و المحمودية و
الإسكندرية، ومدينة المدائن التي فيها إيوان كسرى، و الطارمية، والعديد من القرى
الكبيرة، مثل النهروان و الراشدية و التاجي، وقرى ذراع دجلة، وغيرها التي تشكل
محافظة بغداد: كُلها سُنية خالصة، أو ذات أكثرية سُنية وأقلية شيعية، ولذلك كان
التركيز عليها من قِبَل الميليشيات الشيعية
" الصفوية " في ممارسة
أبشع الجرائم والخطف، والتهجير القسري في ساكنيها، بالإضافة إلى إحلال عوائل شيعية
فيها جاءت من إيران، وبمباركة المرجعيات الكبرى والقوات الأمريكية من ورائهم. وهو
الأمر الذي دفع بظهور المقاومة السنية بقوة في هذه المناطق؛ للحيلولة دون تشييع
هذه المناطق بالقوة من قِبَل المليشيات المدعومة إيرانيًّا وبمباركة أمريكية. وهو
ما يدق ناقوس الخطر الحقيقي فيما إذا استمر الحال على ما هو عليه، وهو ما يحقِّق
غلبة الوجود الشيعي فيها مستقبلاً. وهو أيضًا ما حذّر منه رئيس جبهة التوافق
السنية العراقية " عدنان
الدليمي " مجددًا من جرائم العصابات
الصفوية بحق العراقيين السنة، مشيرًا إلى مخطط لتهجير السنة من بغداد، وتحويلها
إلى مدينة شيعية.
وقال الدليمي لصحيفة " البيان
" الإماراتية: إن هناك أطرافًا عراقية تسعى لتحويل بغداد إلى " مدينة شيعية خالصة "، مشيرًا إلى ظاهرة التهجير القسري
للسكان السنة من المناطق الشيعية.
واتهم الدليمي عصابات ما يسمى " جيش المهدي " باستهداف أهل السنة بدعم من عناصر
في " فيلق بدر "، وأكد الدليمي أن عمليات القتل المتعمد
على أساس الهوية تستهدف العراقيين السنة، وأضاف أنه لا يوجد رقم دقيق لأعداد
الضحايا في العراق، ولكنه قدّر عددهم بمئات الآلاف.
كما ندَّد رئيس جبهة التوافق بظاهرة قتل
النُّخَب التي تستهدف علماء وخبراء وأكاديميين وطيارين عراقيين شاركوا في الحرب ضد إيران، بل
وحتى الصحفيين والفنانين العراقيين لم يسلموا من دائرة الاستهداف.
وكان
" الدليمي " قد اتهم في
وقت سابق حكومة " نوري المالكي " الموالية للاحتلال بتسهيل مهمة العصابات
الصفوية في ارتكاب أبشع الجرائم بحق أهل السنة في العراق.
ومن المؤسف أن كل هذه الممارسات العدوانية
التي تتعرض لها بغداد الرشيد وحاضرة العالم الإسلام، كل هذا يحدث في غفلة من
المحيط الإقليمي العربي السني، وهم يرون ذلك النفوذ الطائفي المقيت الذي تقف ورائه
إيران الصفوية العنصرية للنَّيْل من بغداد وأهلها.
فهل من مجيب لصرخة بغداد وأهاليها وحرائرها
ومساجدها، مثلما أجاب المعتصم بالله الخليفة العباسي صرخة المرأة في عمورية..؟!
:: البيان تنشر - مـلـف
خـاص- (الـخـطـر الإيـرانـي يـتـمـدد)