تريزا ماي، ودونالد ترمب،
وإيمانويل ماكرون، وفيكتور أوربان، وماتيو سلفيني جميعهم ينتمون
إلى كنائس مسيحية وإن اختلفت في الاسم فهي تتفق في الرسالة
والوسيلة. لا يستطيعون إظهار مشاعرهم الدينية من خلال السلوك الذي
أظهره كل من رادوفان كاراديتش، وآندرس بريفيك، وبرينتون تارانت آخر
من تمرد على النظم العلمانية التي حولت الهوية الدينية المسيحية
إلى نظام سياسي يستخدم أدوات أكثر تعقيداً في الصراع مع الإسلام.
من يبحث عن النصوص في الكتب المقدسة والروايات الغربية والأفلام
السينمائية سيجد «الإرهاب» له تاريخ عميق في العالم الغربي، ففي
عام 1995م فجر المسيحي الكاثوليكي، تيموثي مك فاي، مجمعاً للحكومة
الأمريكية في أوكلاهوما، قُتل خلال الهجوم 168 شخصاً نسبة كبيرة
منهم أطفال، وحينما برر سبب هجومه قال إنه رد على مهاجمة الشرطة
الفدرالية لمزرعة تمتلكها «طائفة الديفيديين». هناك هوية عميقة
للإرهاب المسيحي في العالم الغربي عبر عنه صعود اليمين المسيحي
للسلطة لرفعه شعارات تناهض المسلمين والمهاجرين، لكن الأمر المهم
هنا هو أن الأحزاب التقليدية بدأت تكون ضمن اللعبة بالتحالف مع
الأحزاب اليمينية لتشكيل الحكومات، وهذا يؤكد أن الهوية الدينية هي
التي تسيطر على توجيه العالم الغربي في الفترة الراهنة وينعكس ذلك
في تأثيرها على المنظمات الدولية التي تسيطر على العالم.
جريمة نيوزيلندا تمت في مكان
عبادة وتم بثها مباشرة؛ فهل من المشروع السؤال إن كان المقصود
إدخال المتدينين في صراع دموي يبدأ من العامة ليتبناه السياسيون!
هل الهدف حملة صليبية جديدة؟ هل هو تأكيد على ما أعلنه بوش الابن
عن حرب صليبية؟!
|