• - الموافق2024/04/20م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
محكمة ألمانية تبدأ بمحاكمة عناصر من النظام السوري

قضت محكمة ألمانية الأربعاء بالسجن أربع سنوات ونصف السنة على عضو سابق في الاستخبارات السورية لإدانته

 

البيان/وكالات:قضت محكمة ألمانية الأربعاء بالسجن أربع سنوات ونصف السنة على عضو سابق في الاستخبارات السورية لإدانته بتهمة "التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية"، في إطار أول محاكمة في العالم تتعلق بانتهاكات منسوبة إلى نظام بشار الأسد.

ومع اقتراب الذكرى العاشرة لانطلاق الحراك الشعبي في سوريا في 15 مارس 2011، كانت هذه المرة الأولى في العالم التي تدين فيها محكمة عنصراً من النظام السوري رغم أنه غير بارز، بتهمة "قمع واسع النطاق ومنهجي" للتظاهرات من أجل الحرية والديموقراطية، وفق قول رئيسة المحكمة آن كيربر.

ودانت محكمة كوبلنتس الإقليمية العليا السوري إياد الغريب (44 عاما) بالمشاركة في اعتقال ثلاثين متظاهرا على الأقل في دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، في سبتمبر أو أكتوبر 2011، ونقلهم إلى مركز احتجاز تابع للاستخبارات يسمى "الفرع 251" أو الخطيب.

ورحّب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بصدور "حكم تاريخي". وكتب في تغريدة "إنه أول حكم يحاسب مسؤولين عن التعذيب في سوريا" مشيراً أيضاً إلى "الدلالة الرمزية العالية" التي يحملها هذا الحكم بالنسبة للسوريين.

واعتبر السوري وسيم المقداد وهو الطرف المدني في هذه القضية وكان بنفسه ضحية للتعذيب في معتقل الاستخبارات السورية، أن هذا الحكم "يفتح باباً نحو الأمل (...) وجود حكم بحدّ ذاته هو أهمّ من مدة العقوبة لأنه أول خطوة نحو طريق طويل لإحقاق العدالة".

وقال وكيل الدفاع عن الأطراف المدنية باتريك كروكر إن "اسم الأسد لُفظ على الأقلّ خمس مرات أثناء إعلان الحكم"، فيما رأى المدعي ياسبر كلينغه أن الحكم "رسالة إلى مرتكبي" الجرائم الجماعية في سوريا.

ورحّب السوري فراس فيّاض الذي أخرج فيلمين وثائقيين رشحا لجوائز أوسكار ("آخر الرجال في حلب" و"الكهف") وتعرّض بنفسه للاغتصاب من جانب عامل في سجن الاستخبارات السورية، أيضاً بالحكم. وقال "آمل أن يتمكن الضحايا من النوم بشكل أفضل هذه الليلة، آمل أن أتمكن أنا من النوم".

وهناك دعاوى أخرى مرفوعة أمام المحاكم الوطنية في ألمانيا وكذلك في السويد وفرنسا استناداً إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي أخطر الجرائم بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم.

وهذه الدعاوى التي تعوّل عليها كثيراً الجالية السورية الكبيرة في أوروبا، هي حالياً الإمكانية الوحيدة للمحاسبة على الانتهاكات المرتكبة في سوريا بسبب شلل القضاء الدولي.وأخفى الغريب وجهه عن الكاميرات بملف واستمع إلى الحكم بصمت مكتوف اليدين واضعا كمامة على وجهه. وأعلن محاموه نيّتهم استئناف الحكم.

وهو الأول بين متهمين يمثلان منذ 23 أبريل أمام المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنتس (غرب)، الذي يصدر الحكم في حقه بعدما اختار القضاة تقسيم الإجراءات إلى قسمين.أما المتهم الثاني أنور رسلان (58 عاما) فيعتبر أكثر أهمية في جهاز الأمن السوري الواسع وملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ولا سيما في قتل 58 شخصا وتعذيب أربعة آلاف معتقل.ومن المتوقع أن تستمر محاكمة هذا العقيد السابق حتى نهاية أكتوبر على الأقل.

وكان إياد الغريب مسؤولا في أدنى مستويات الاستخبارات قبل أن ينشق في 2012 ويهرب في نهاية المطاف من سوريا في فبراير 2013.وقد وصل في 25 أبريل 2018 إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة في تركيا ثم في اليونان ولم يخف ماضيه يوما.

وعندما روى رحلته الشاقة للسلطات المسؤولة عن البت في طلب اللجوء الذي قدمه، أثار اهتمام القضاء الألماني ما أدى إلى توقيفه في فبراير 2019.ويؤكد الادعاء أنه كان جزءا من نظام يُمارس فيه التعذيب على نطاق واسع.

 

وشدّدت المحكمة على واقع أنه "كان على علم أن التعذيب كان يُمارس" في المعتقل إلا أنه لم يقرّ بأنه ضرب متظاهرين موقوفين.وقُتل 88 ألف شخص تحت التعذيب في سجون النظام السوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

أعلى