مهدي المشاط.. خازن أسرار عبدالملك الحوثي

مهدي المشاط.. خازن أسرار عبدالملك الحوثي


مثلت حادثة مقتل رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين صالح الصماد الخميس 20 إبريل 2018 ضربة موجعة لجماعة الحوثي، إذ يعتبر الصماد بمثابة الرجل الثاني في الهيكل السياسي للجماعة بعد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

تكتم الحوثيون على مقتل الصماد في غارة جوية بمدينة الحديدة لمدة أربعة أيام، وخلال تلك الفترة جرى النقاش الداخلي حول من يخلف صالح الصماد في رئاسة المجلس السياسي وبالتالي إدارة شؤون البلاد في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثي، وفي النهاية جاء الاختيار على القيادي الشاب مهدي المشاط، فمن هو مهدي المشاط؟.

مهدي محمد حسين المشاط هو الاسم الرباعي للرجل الذي سيكون بمثابة الحاكم الفعلي في الأيام القادمة للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ورئيساً للمجلس السياسي الأعلى للجماعة، وبيده القرار النافذ بعد عبدالملك الحوثي.

يلتقي مهدي المشاط بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي باعتبارهما في سن متقارب، ودرسا سوياً في حلقات التعليم عند حسين الحوثي، وشاركا في الحرب الأولى سوياً، ثم استمرت العلاقة إلى ما بعد مقتل حسين الحوثي والمشاركة في الحروب الست داخل صعدة ضد الجيش اليمني.

عندما برز نجم عبدالملك الحوثي بعد مقتل شقيقه حسين، قرب منه صديقه مهدي المشاط وجعله مديراً لمكتبه وأوكل إليه العديد من المهام من ضمنها مسؤولية ملف الحرب على مركز السلفيين في دماج، وكان المسؤول عن التفاوض مع اللجنة الرئاسية التي أرسلت من صنعاء، وهو من نفذ عملية تهجير السلفيين من داخل صعدة في  بداية عام 2014.

بعد ذلك زادت رغبة الحوثي في التوسع، وأوكل عبدالملك الحوثي لمهدي المشاط العديد من المهام العسكرية والسياسية من ضمنها مشاركته في بعض المفاوضات السياسية كمفاوضات الكويت، والتوقيع على اتفاقية السلم والشراكة ليلة سقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.

بعد أن توسعت الجماعة عسكرياُ في المحافظات اليمنية قرر عبدالملك الحوثي أن يعفي مهدي المشاط من إدارة مكتبه، وأعطاه مهمات أكبر في المحافظات، وأصبح له حضور في المشهد السياسي والعسكري رغم قلة خبرته، وتعامله السيء في حلقات الحوار، وغلظته الشديدة في التعامل مع وسائل الإعلام، نظراً للخلفية العسكرية التي تربى عليها منذ صغرة، فهو لم ينل من التعليم إلا القليل في بداية حياته.

رغم وجود الكثير من القيادات السياسية والعسكرية العتيقة داخل كيان جماعة الحوثي إلا أن الخيار ثبت على الشاب الثلاثيني مهدي المشاط، وهو ما يعني أن عبدالملك الحوثي قد اختار صديقة طفولته ومالك كنز أسراره، ورجله الأول، ومدير مكتبه السابق، لإدارة الشؤون السياسية للجماعة، والمناطق الخاضعة لسيطرتهم.

كل التحليلات تذهب إلى أن مهدي المشاط رغم قسوته ومواقفه الصلبة إلا أن تجربته الضعيفة ستجعله في حالة توهان ولن يستطيع أن يغطي مكان صالح الصماد الذي كان له حضور كبير في وسط الجماعة والتيارات الموالية لها، وعرف بالهدوء وعدم التطرف في المواقف على عكس مهدي المشاط، وهذا لا يعني أن كلا الرجلين يرتبطان ارتباط مباشر بعبدالملك الحوثي ويتلقيان التعليمات منه بشكل دائم في كل صغيرة وكبيرة.

كان مهدي المشاط من أشد أعداء الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وظهر ذلك من خلال مشادات في أكثر من موقف، وتم اختياره من قبل الجماعة عضوا للمجلس السياسي الأعلى خلفاً ليوسف الفيشي في مايو من العام الماضي وذلك لطبيعة المواقف المتطرفة التي يتخذها المشاط لحسم الأمور مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح آنذاك، وهو ما حدث حيث انتهى الأمر بتصفية صالح وعدد من رجاله.

ينتمي المشاط في إطار التقسيمات الداخلية لجماعة الحوثي إلى تيار الصقور المتطرفين إلى جانب محمد علي الحوثي رئيس اللجان الشعبية، وأبو علي الحاكم القائد العسكري للجماعة، مقابل جناح آخر كان يمثله صالح الصماد يطلق عليها جناح الحمائم، فيما يعني أن هناك صراع داخلي بين أجنحة مختلفة داخل الجماعة، لكن تلك الخلافات تتركز حول المناصب والسلطة والثروة وعمليات النهب ومناطق السيطرة.

أعلى