شهباز شريف: تركيا تحارب من أجل السلام بين الهند وباكستان

شهباز شريف: تركيا تحارب من أجل السلام بين الهند وباكستان


رحب رئيس وزراء اقليم البنجاب الباكستاني، شهباز شريف، بإبداء تركيا استعدادها للوساطة بينها وبين الهند لوقف التوتر بينهما، مشددا على أن إسلام آباد لا تريد حربا مع نيودلهي، سيما أن 60 سنة من الحروب أثبتت أنها لا تجلب سوى "الموت والدمار والتراجع الاقتصادي".

وفي حوار صحفي أجرته معه وكالة أنباء الأناضول، قال شريف الذي يزور تركيا حاليا، إن "تركيا تحظى بمكانة محترمة في المجتمع الدولي، وإسلام أباد ترحب بوساطة أنقرة بين باكستان والهند".

وسبق أن عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد بلاده لبذل جهود وساطة بين الهند وباكستان لتخفيف حدة التوتر بينهما.

وأكد شريف، في المقابلة التي أجريت معه في مدينة قيصري التركية، أن بلاده لا تريد حرباً مع الهند، بل تريد أن تجلس معها على مائدة الحوار القائم على أساس "العدل والاحترام المتبادل"، الأمر الذي اتهم نيودلهي برفضه. وأضاف: "تعلمنا من الحروب التي امتدت لـ60 عام، أنها لا تجلب سوى الموت والدمار والتراجع الاقتصادي".

واتهم شريف حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بتأزيم الملف الكشميري، والتسبب بالتوتر الأخير مع باكستان، وهو ما سبق ان نفته نيودلهي.

كما أعاد المسؤول الباكستاني، التذكير بالأحداث الأخيرة في كشمير، واصفاً الممارسات الهندية بـ"العبثية"، وقال إن "تضحيات الشعب الكشميري، على مدى العقود الماضية، أوصلت القضية إلى مرحلة لا يمكن فيها سوى منحه حق تقرير المصير"، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لحل هذه الأزمة.

وتوجه مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية، سرتاج عزيز، إلى الهند، للمشاركة في أعمال المؤتمر الوزاري السادس لمجموعة "قلب آسيا - عملية إسطنبول"، بحضور رئيس الوزراء الهندي، والرئيس الأفغاني أشرف غني، ووزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بجانب وفود رفيعة المستوى من 40 دولة.

يشار إلى أن الجزء الخاضع للهند من كشمير، يشهد منذ 8 يوليو 2016، احتجاجات واسعة إثر مقتل "برهان واني" القيادي في جماعة "حزب المجاهدين"، إحدى الجماعات التي تكافح ضد السيطرة الهندية على الإقليم، الأمر الذي تفاقم ليعيد التوتر على طول خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.

ووقعت ثلاثة حروب، بسبب الإقليم، بين باكستان والهند منذ استقلالهما عن بريطانيا (1947، و1965، و1971)، وتحوم مخاوف من اندلاع حرب رابعة مع تسارع وتيرة تبادل إطلاق النار بين الجيشين الباكستاني والهندي في الآونة الأخيرة، إلا أن المسؤول الباكستاني كرر في حديثه للأناضول التأكيد أن "الحرب ليست خيار إسلام أباد، ووقوعها كارثة على الجميع".

ووصف رئيس وزراء إقليم البنجاب، العلاقات التي تجمع بلاده بتركيا بـ"الروح الواحدة في قلبين".وأكد على وجود تعاون وتنسيق دائمين بين الجانبين، وتقارباً كبيراً في مواقف البلدين من القضايا الدولية.

ولفت شهباز شريف، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزعيم الدولي الوحيد الذي خاطب البرلمان الباكستاني ثلاث مرات، مشيداً بما تضمنه الخطاب من دعم لإسلام أباد.

وأضاف أن تلك العلاقات القوية على المستويين الشعبي والسياسي، تحتاج إلى ترجمة على المستوى الاقتصادي، حيث يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بأقل من مليار دولار سنوياً، الأمر الذي يسعى المعنيون في الجانبين إلى زيادته.

وأوضح في هذا السياق أنه من المزمع أن يوقع الجانبان اتفاقاً للتجارة الحرة، في ديسمبر/كانون أول الجاري، علاوة على الاتفاقيات التي وقع عليها الجانبان أثناء زيارة الرئيس أردوغان إلى باكستان، في نوفمبر الماضي.

وثمن شريف التوجه التركي للاستثمار في بلاده، وخصوصاً في إقليم البنجاب، موجهاً الشكر إلى الشركات التركية التي استثمرت في بلاده في قطاعات مختلفة، داعياً إلى تعزيز تلك الاستثمارات.

كما تطرق إلى الخطوات الجارية حالياً تجاه أعضاء منظمة فتح الله غولن الإرهابية، موضحاً أن المحكمة العليا في إسلام أباد، رفضت التماساً من أعضاء التنظيم لعدم مغادرة باكستان، وأن محكمة في مدينة بيشاور (شمال غرب)، وأخرى في مدينة لاهور (شمال شرق) طلبتا توضيحات من الحكومة حيال إجراءاتها تجاه تلك العناصر، وهو ما سيتم تجاوزه قريباً.

وكانت وزارة الداخلية الباكستانية، طلبت من 108 معلم يعملون في مدارس منظمة "غولن" مغادرة البلاد مع أسرهم، نوفمبر الماضي، علاوة على وضع الحكومة يدها على المؤسسات التابعة للتنظيم.

وألقى الرئيس أردوغان، كلمة أمام البرلمان الباكستاني، أثناء زيارته إسلام أباد، في 17 نوفمبر الماضي، قال فيها إن علاقات بلاده المميزة مع باكستان "تتجاوز كونها علاقات دبلوماسية بين بلدين".

وأضاف: "نحن بلدان شقيقان بالمعنى الحقيقي، وروابط الأخوة بين شعبينا قوية جدًا إلى درجة أننا نفرح لفرح إخوتنا الباكستانيين ونحزن لأحزانهم".وأشاد أردوغان، بموقف باكستان من تنظيم "غولن" الإرهابي، والمحاولة الانقلابية التي نفذها في 15 يوليو/تموز الماضي في تركيا.

وصدر بيان مشترك، عن تركيا وباكستان، بعد الخطاب، دعا إلى تحويل التعاون الثنائي إلى "شراكة استراتيجية قوية"، مشيراً إلى توصل البلدين إلى تفاهم بخصوص "تطوير إطار مستقبلي، شامل وطويل الأجل، مرتبط بالتعاون في مجال الدفاع بين البلدين".

وزار رئيس وزراء البنجاب، شهباز شريف، مدينة قيصري، وسط تركيا، الأحد، للمشاركة في حفل افتتاح "متحف ومكتبة عبد الله غل"، التابع لرئاسة الجمهورية، داخل حرم الجامعة التي تحمل الاسم نفسه، وذلك بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، وعدد من القادة والشخصيات من مختلف الدول، الذين لبوا دعوة الرئيس التركي السابق، عبد الله غل.

 

أعلى