"مينداناو" مستقبل السلام والحرب للمسلمين في الفلبين

"مينداناو" أحد أكبر الجزر جنوب الفلبين ذات الأغلبية المسلمة، ارتبطت بالأذهان العربية والإسلامية منذ وقت مبكر مطلعِ سبعينيات القرن الماضي، وسكانُها المسلمون هم العائلات الأعرق في الفلبين، وسكانُها الأصليون.

تتألف البلاد الفلبينية من أرخبيل من الجزر يضمُّ أكثر من سبعة آلاف جزيرة، لكنَّ الجزرَ المسكونة عددُها 730 جزيرةً فقط. وتضمُّ هذه الجزر أكثرَ من خمسين مجموعةً عرقيةً عاشت على سجيَّتها منذ آلاف السنين وسط الغابات الكثيفة والبراكين الثائرة.

خلفية تاريخية:

وصل الإسلام إلى جزر الفلبين في أعقاب القرن السادس الهجري، وكانت بداية الوصول عبر جزيرة صولو، وحمل المسلمون من أهل المنطقة مسؤولية الدعوة بمساعدة من وصل إليهم من التجار العرب فانتشر الإسلام في مينداناو، حيث وصل بعض الأشراف إليها سنة 880هـ يدعون إلى الإسلام فوصلوا إلى ماجنداناو ثم واصلوا إلى لاناو في الجنوب الفليبيني وتقدموا إلى مانيلا في الشمال وتأسست ممالك إسلامية في الجزر السابقة.(1)

حتى القرن الرابع عشر الميلادي بدأت الأطماع الغربية ورُدَّت جحافل الغزاة بمقاومة شرسة من الملاويين المسلمين الذين قاموا بإنشاء إمارتين إسلاميتين فيها وهما: مانيلا في جزيرة لوزون، وجولو في جزيرة منداناو.

وانتشر الدين الإسلامي بين سكان الجزر حتى أصبح معظمهم مسلمين، كأول ديانة سماوية تصل تلك البلاد، وهدموا الوثنية. ومع سقوط الأندلس عام 1492م تراجعت هيبة المسلمين بشدة، وبدأت سلسلة من الحملات الاستعمارية على جزر "عذراء ماليزيا" ووصل إلى تلك الجزر البرتغالي فرديناند ماجلان عام 1521، وحاول السيطرة عليها، لكنه دخل في حرب مع سكانها المسلمين وهو ما أدى إلى مقتله وانهزام الأسطول البرتغالي الذي كان مرافقاً له. وسمع الإسبان بما حدث لماجلان وأسطوله في تلك الجزر النائية، فأرسل الملك الإسباني شارل الخامس أسطولاً لاحتلالها، كان بقيادة النوخذة روي لوبيز دي فيلا لوبوس عام 1536، فدخلها وأقام قاعدة بحرية إسبانية في جزيرة لوزون، وأطلق على تلك الجزر اسم "الفلبين" على اسم الأمير فيليب ابن الملك شارل الخامس.(2)

ومن ثَم قام الجيش الإسباني بقيادة ميغل لوبيز دي لاجازي بغزو الفلبين عام 1565 واحتلال كامل جزرها، وجعل مانيلا عاصمة لها. وجاءت محاكم التفتيش مع الغزاة الإسبان، وراح الجزويت والفرنسيسكان ينشرون النصرانية، وأكرهوا السكان المسلمين هناك على ترك دينهم واعتناق الديانة الكاثوليكية الرومانية، والموت كان ملازماً للرافضين، وتحوّل معظم شعب هذه الجزر عن الديانة الإسلامية إلى الحدّ الذي لم يبقَ من معتنقيها سوى نحو 5% من مجموع السكان البالغين اليوم نحو 80 مليون نسمة، والمسلمون موجودون في جزيرة منداناو القريبة من بلاد الملايو. ومن بين الفظائع التي ارتُكبت حرقُ مدينة "أمان الله" وتدميرها بالكامل، ثم تم إعادة بنائها دون ترك أيٍّ من معالمها الإسلامية.

الفلبينيون شعب قوي ومحارب بشكل عام؛ فبعد أن انهزمت إسبانيا (1898م) أمام الولايات المتحدة الأمريكية، رأت مدريد أنها لن تستطيع الاحتفاظ بالفلبين، فسلمتها للولايات المتحدة الأمريكية مقابل ملايين الدولارات. الكاثوليكيون الجدد الذين تحولوا عن دينهم مع الإسبان قاتلوا بشراسة واستمرت انتفاضتهم حتى عام 1901 حيث تمكَّن الجيش الأمريكي من إخماد الثورة بعد أن قتل منهم 200 ألف شخص، وأقام الأمريكيون قواعد عسكرية دائمة لهم في الفلبين.

وخلال الحرب العالمية الثانية سقطت هذه البلاد في أيدي اليابانيين الذين ظلوا فيها حتى انهزموا في نهاية الحرب عام 1945م. فأعطت واشنطن الفلبين الاستقلال 1946م مع الاحتفاظ بقواعدها العسكرية.

من الوهلة الأولى للاستقلال تطلع المسلمون في جزيرة منداناو نحو الاستقلال لعدم إيمانهم بالانتماء إلى الفلبين، وبدأ الصدام بينهم وبين الدولة الفلبينية. ورغم المساعدات العسكرية الكبيرة التي قدَّمتها الولايات المتحدة إلى الفلبين لمواجهة المقاومة الإسلامية، إلاّ أن الجيش الفلبيني عجز عن قهر الثوَّار. وتكونت جماعات مقاوِمة أبرزها جبهة تحرير مورو الوطنية في عام 1962م لتخوض حرباً ضد التحدي الذي تعرض له المسلمون الذي تمثله منظمة "إلاجا"؛ حيث قتلت أكثر من مائة ألف مسلم، وشرَّدت نحو مليوني مدني مسلم، واغتصبت مئات آلاف الهكتارات من أراضي المسلمين، وأحرقت البيوت والمساجد والمدارس.(3)(4)

وتُوجَّ نضال هؤلاء المسلمين بعد فشل النظام الحاكم، بعدة اتفاقيات اعتراف النظام الحاكم بنظام حكم واسع الصلاحيات للجزر الإسلامية وبالرغم من فشل التنفيذ عدة مرات بخروقات النظام، إلا إنه في عام 2014م، جرى التوقيع على اتفاق يفضي إلى نظام فيدرالي يضمن تحويل الجزر الخمس ذات الأغلبية الإسلامية إلى كيان جديد يسمى (بانغسامور) كنظام حكم ذاتي له برلمانه وحكومته والسيطرة على ضرائبه، وهو ما اعتبرته جبهة تحرير مورو بداية انتصار لقضية المسلمين هناك، ويراه محللون بداية للاستقلال، بينما عارضته حركات مسلحة أخرى.

مجازر الإبادة الجماعية:

اتَّخذ الحكمُ الفلبيني الظالم قراراً بمجرد أنِ اعترفت واشنطن عام 1946م بالفلبين كدولة مستقلة، واتخذت قراراها بضم جزر (بانغسامورو) لهذه الدولة، حيث أصدر قراراً ينص على أن "ممتلكات المسلمين هي جميعاً للقطاع العام"، وعندما بدأ المسلمون الذين سُلبتْ منهم الحقولُ والجوامع والحدائق في المقاومة، بدأتِ الحكومةُ مذبحةً جماعية، غير أن أكبر مذبحة في الفلبين حدثتْ في السبعينيات في جزيرتي (مينداناو) و (مورو)، حيث كان يحكم الفلبين في ذلك الوقت شخصٌ يهودي أتى من إسبانيا، يدعى (مانوال الكوصون)، فأحضر الناس من شمال الفلبين، أو من دول أخرى من العالم، وعمل على توطينهم في جنوب الفلبين، تماماً مثلما يبيدون الفلسطينيين بتوطين اليهود في فلسطين، واحتلَّ النصارى المهاجرون منازلَ وحدائق ومساجد المسلمين، وبدؤوا في محاربتهم، وأثناء هذه الحرب اتَّخذ الجيش الرسمي للفلبين جانب النصارى الذين يحاربون المسلمين العزل من السلاح.(5)

وبدأت قضية شعب المورو المسلم تأخذ الطابع الدولي منذ عام 1967 ميلادية، حينما حلَّت النكسة بالدول العربية باحتلال الكيان الصهيوني لأراض من الأردن وسوريا ومصر، فوجدت حكومة الفلبين في انشغال العالم الإسلامي بمشكلة الشرق الأوسط فرصة فعملت على تصفية قضية شعب المورو المسلم نهائياً، ووضعت العالم الإسلامي والعالم كله أمام الأمر الواقع.(6)

قامت الحكومة الفلبينية بتشكيل منظمة إرهابية لاغتيال المسلمين، وهي منظمة "إيلاجا" التي نفَّذت كثيراً من عمليات اغتيال المسلمين من أبناء المورو.(7)

ولأجل مواجهتها تكونت جبهة تحرير "مورو" لتخوض غمار حرب صليبية طويلة الأمد، وبدأ التحدي الصليبي بشن هجمات إبادة جماعية على المسلمين في الفلبين، كما جاء في عريضة منظمة تحرير شعب المورو المرفوعة إلى لجنة حقوق الإنسان، التي اتهمت فيها حكومةَ الفلبين بقتل وجرح ما لا يقل عن مائة ألف مسلم، وشردت نصف مليون، واغتصبت مليون هكتار من أرضي المسلمين، وحرقت البيوت والمساجد والمدارس، وجاء في الكتاب الأبيض الذي قدمه المسلمون إلى حكومة الفلبين في سنة 1956م: إن عدد المذابح والحوادث الدامية التي ارتُكبت ضد المسلمين في جنوبي الفلبين بلغ 417 حادثة في ثلاث سنوات.(8)

وحتى توقيع معاهدة وقف إطلاق النارعام 2003م كان عدد القتلى من هؤلاء المسلمين قرابة 150 ألف، وجُرِّفت آلاف الهكتارات من المزارع ومئات المدارس والمنازل دُمرت.

اقتصاديات المناطق الإسلامية:

في سنة 1388هـ كان إنتاج جزيرة مينداناو 56% من إنتاج الذرة في الفلبين و 55% من إنتاج البن الفلبيني، و 50% من جوز الهند، و 50% من الأسماك، و 39% من إنتاج اللحوم، و 29% من إنتاج الأرز، و 100% من إنتاج المطاط بالفلبين، و 50% من إنتاج الفاكهة، و 100% من إنتاج الموز، وهكذا دور جزيرة مينداناو في اقتصاديات الفلبين. ولقد اكتُشف البترول أخيراً في منطقة بحر سولو، لهذا زحف النصارى على المناطق الإسلامية في ظل الحكم الحاضر، وانتزعوا الأراضي الزراعية من المسلمين بقوة الجيش الفلبيني.

وبالرغم من ذلك فالمسلمون يعيشون في ظل مستوى اقتصادي متدهور نتيجة الكفاح لتحرير المناطق الإسلامية ونتيجة للخسائر المروعة التي يسببها جيش الفلبين بإحراق القرى والمزارع، وكذلك نتيجة لمؤامرات التخريب التي تدبرها السلطات الحاكمة، فحوالي 80% من المسلمين يعيشون بدخل أدنى من المتوسط وهم فئات الفلاحين، والصيادين ويعانون من(10):

1- الجهل بتعاليم الإسلام.

2- تعدد اللغات.

3- انتشار الأمية.

وبالرغم من أن المسلمين في جزيرتي (مينداناو) و (مورو) هم الأغلبية، إلا أن النصارى هم من يديرون ويسيطرون على كل شيء في الدولة، ومع الأسف لا يعترفون بقدرة المسلمين على فعل شيء كهذا، إلا أنه توجد مدارس خاصة بالمسلمين؛ فعلى سبيل المثال توجد جامعة خاصة تنتمي لجمهورية فلسطين الإسلامية، ويتم تدريس موادَّ مختلفةٍ للغاية في هذه الجامعة، كما لا توجد قيود بخصوص فتح مدارس ابتدائية وثانوية خاصة.(11)

وتحاول حكومة الفلبين ضم هذه المؤسسات التعليمية إليها، لتعرقل نمو القطاع الإسلامي في البلاد، وتعاني المؤسسات التعليمية من عدة مشكلات، منها مشكلات إدارية، ومالية، وتشرف على تعليم المسلمين جمعيات إسلامية، وتدار هذه المؤسسات بجهود ذاتية، وإلى جانب المشكلات السابقة هناك النقص في عدد المعلمين، وتخلُّف المسلمين من أبناء البلاد ثقافياً، وكذلك قلة الكتب، والعجز المالي، ومن المؤسسات التعليمية معهد مينداناو العربي الإسلامي وتتبعه 316 مدرسة، وهناك معهد ماراواي الإسلامي، وتتبعه 52 مدرسة، وكذلك كلية فكاسم، وتوجد في مدينة مداراوي، ويتبعها العديد من المعاهد، وتقدم تعليماً إسلاميّاً باللغة العربية. ويضاف إلى ما سبق جامعة الفلبين الإسلامية وكانت تسمى معهد كامل الإسلام، ولها فروع في عدة مدن، في تامبادان، ولمباتان، ومالاينج، وميدالام، وغيرها من المدن الإسلامية. وفي الفلبين مركز الملك فيصل للدراسات العربية الإسلامية، ويوجد ضمن جامعة مينداناو. وهناك المدرسة التجريبية لتعليم اللغة العربية التي تتبع مركز الملك فيصل.(14)

الاتفاق:

بعد أربعة عقود من صراعٍ دامٍ خلَّف مئات الآلاف من القتلى والمشردين في جزيرة مينداناو جنوبي الفلبين، أعلنت الحكومة الفلبينية أنها توصلت لاتفاق "تاريخي" مع جبهة تحرير مورو الإسلامية لإحلال السلام، ويتضمن الاتفاق - الذي تم التوصل إليه برعاية ماليزيا ورحبت به الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تعهدتا بدعمه - إقامة منطقة حكم ذاتي يطلَق عليها اسم "بانغسامور" التي تشير إلى المسلمين والأقلية غير المسلمة التي تعيش في جنوب الفلبين، تحل محل المنطقة الموجودة حاليا في مينداناو التي أقيمت عام 1989 وتشمل خمس مناطق تقطنها أغلبية مسلمة يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة.(15)

تلك التجربة التي مضى عليها 23 عاماً اعتبرها الرئيس الفلبيني بنيونو أكينو لدى إعلان الاتفاق "تجربة فاشلة"، معللاً ذلك بأنها أدت إلى "استمرار الشعور بالغربة لدى كثير من الناس لم يجدوا وسيلة للتعبير عن حزنهم إلا عبر فوهة البندقية".

ومنطقة الحكم الذاتي التي ستمثل 10% من أراضي الفلبين ستكون لها شرطتها الخاصة وبرلمان محلي وصلاحية جباية الضرائب. أما الدفاع فيبقى من صلاحيات الحكومة المركزية. وسيترأس قادة جبهة مورو سلطة مؤقتة في المنطقة قبل تنظيم انتخابات محلية عام 2016.(16)

ونبه أكينو إلى أن هذا الكيان الجديد (بانغسامور) سيلتزم بالدستور "لضمان أن البلاد ستظل دولة واحدة وشعباً واحداً وستواصل الحكومة الوطنية ممارسة الاختصاصات الحصرية بشأن الدفاع والأمن والسياسة الخارجية والسياسة النقدية والعملة والجنسية والتجنس". وأضاف "سيحصل المواطنون الفلبينيون في بانغسامور على حصة عادلة من "الضرائب والعائدات وثمار الإرث الوطني".

ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الحكم الذاتي قبل نهاية ولاية الرئيس الفلبيني التي تنتهي في يونيو 2016م الحالي، ويظهر أن الجبهة متماسكة من أجل تنفيذ القرار بينما رفضت بعض المجموعات الصغيرة المقاتلة هذا القرار وطالبت بانفصال كامل. ويستشهد مراقبون بانفصال أحد قادة المقاتلين ويدعى أمريل أومبرا كاتو عن الجبهة عام 2011 وتشكيله فريقاً يرفض المفاوضات، ويشن هجمات على الجيش التابع للنظام الفلبيني.

صعوبات وعقبات:

نستطيع أن نبين أبرز الصعاب والعقبات التي يواجهها المسلمون في الفلبين، منها:

1- كون المسلمين قلة قليلة في البلاد، إلى جانب العديد من الديانات، وهذا حاصل أيضاً في غير الفلبين من المناطق التي تكون ضمن الأقليات الإسلامية.

2- التخلف الشديد الذي يتجلى في النقص الحاد في الخدمات التعليمية والصحية، والذي يعود سببه - من وجهة النظر الإسلامية - إلى سيطرة الحكومة في مانيلا على الثروات الطبيعية للمناطق الإسلامية.

3- الخلخلة السكانية: حيث يتهم المسلمون الحكومة المركزية بتهجير آلاف النصارى إلى الجنوب لإحداث تفوق عددي على المسلمين هناك. فمع سياسة التهجير انتشرت الدعوة الإسلامية في معظم البقاع بالفلبين حيث يبلغ عدد المراكز الإسلامية في الفلبين أكثر من 40 مركزاً إسلاميّاً تقريباً، منتشِرة في عواصم المسلمين جنوب البلاد، كما يبلغ عدد المساجد أكثر من تسعين ألف مسجد تقريباً، سوى المصليات.(19)

4- إن مناطق المسلمين هي من أغنى المناطق في البلاد؛ فهي تنتج أكثر من 60% من جملة محاصيل الدولة، ومع ذلك تجد المسلمين هم أشد الناس فقراً، وهذا يعود إلى أن الحكومة الفلبينية تَظْلِم المسلمين وتَحْرِمُهُمْ من حقوقهم.(20)

5- استمرار الصدام العسكري بين الثوار المطالبين بحقوقهم والاستقلال وبين الجيش النظامي الفلبيني.

6- التهميش السياسي؛ إذ ليس لدى المسلمين أي ممثل في الحكومة أو القضاء.

7- انشقاق الحركة الوطنية بسبب الخلافات القائمة بين الجبهتين الوطنية والإسلامية حول أسلوب العمل الوطني بين الاستقلال التام أو الحصول على بعض المكاسب المؤقتة.

8- ضعف الاهتمام الدولي وخاصة الإسلامي بقضيتهم.

9- تُماطل الحكومة الفلبينية في منح المسلمين حقهم في حكم أنفسهم، واستمرار دعم الجماعات النصرانية ضدهم.

مستقبل الحرب والسلم في مينداناو:

يضمن الاتفاق الذي تم توقيعه رسمياً عام 2014م، وسيطبق هذا العام 2016م، إيجاد الحلول الكفيلة بإنهاء المعوقات والأوضاع السيئة للشعب المسلم في الفلبين، صحيح أن نظام الحكم الذاتي ليس استقلالاً، لكنه كفيل بإنهاء صراع ثلاثة أجيال من المسلمين ويبدأ بالتركيز نحو تنمية المجتمع المسلم، وهو ما يعتبر أيضاً استقلالاً وإن كان جزئياً؛ فالمسلمون في الفلبين ليسوا بحاجة - خلال الجيل الحالي على الأقل - إلى إيجاد سياسة خارجية كاملة تخصهم، هم بحاجة ابتداءً إلى تكوين دعائم وجودهم ككيان موحد لإبقاء حقوقهم لذلك:

1.  إن استمرت الحكومة وأنجزت الاتفاق فسيكون نهاية الزمن المرير للمسلمين وسيبقى في أذهان الأجيال القادمة من أجل الدفاع.

2.  إلقاء السلاح من قبل الثوار- الذي يقدر بـ 15 ألف قطعة سلاح - ليس بتلك الأهمية التي قد ينظر إليها بعض المتحمسين الإسلاميين في الفلبين فالأسلحة هي أسلحة خفيفة وإن كانت أكبر قليلاً إلى المتوسطة، وقديمة جداً، فبكل الأحوال قد انتهت خدمتها، وعندما تحين الحاجة ستعود الأسلحة بشكل أحدث بالتأكيد.

3.  استمرار النضال بمستوى آخر كما قال رئيس جبهة تحرير مورو مراد إبراهيم: "نضالنا لم ينته بالتوقيع على هذا الاتفاق؛ ولكنه رفع نضالنا إلى مستوى آخر وهو النضال من أجل بناء أمتنا التي تعرضت للدمار على مدى عقود، ولذلك فإن اتفاق الإطار هذا يفتح المجال لنا لإقامة حكومة بانغسامور والتي تشمل جميع شعب بانغسامور وتمنحنا فرصة لتطوير وتنمية وطننا وشعبنا وتمكننا من العيش كشعب منفصل تحت سلطة الحكومة الفلبينية، العلاقة ستكون متماثلة بمعنى أنه سيكون لنا شكل خاص بنا للحكم وبالتحديد حكومة وزارية ولكنها في ظل حكومة الفلبين".(21)

4.  ستستمر المطالبة بالتحرر والانفصال سواءٌ جماهيرياً أو عبر الحركات المسلحة التي رفضت الاتفاق، ومع ذلك سيكون العنف قد تراجع بشكل كبير جداً، وسيشعر شعب المورو بالأمان، وبداية تكوين حياتهم المستقرة، والتي تبدو ظاهرة منذ 2012م عندما توقف إطلاق النار عدا بعض الحوادث البسيطة.

5.  سيضمن الشعب المسلم انتزاعه لثمرة نضاله وتضحياته خلال العقود السابقة وسيكون لهم التمثيل السياسي والوظيفي والمحاكم والحكومة وحتى البرلمان العادل الذي يمثلهم ضمن الإقليم، بالإضافة إلى حصة الإقليم من موازنة الفلبين، مع احتفاظ إقليمهم الإسلامي بعائدات الضرائب والتجارة.

 

المراجع

(1) الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا - سيد عبد المجيد بكر.

(2)  Islam in the Philippines https://en.wikipedia.org/wiki/Islam_in_the_Philippines

(3) الفلبين، أزمة أمة لم تلد بعد، محمد خليفة 2008-02-13

http://www.ssnp.info/index.php?article=35987

(4) راجع المصدر(1)

(5) د. صفر الله ديباتوان رئيس مركز حركة العدالة الاجتماعية في (بانغسامورو).

الفلبين تقوم بمذابح جماعية للمسلمين 12/7/2009

http://www.alukah.net/world_muslims/0/6610/#ixzz45pI6ODPv

(6) عبد الباقي أبو بكر، أمين عام العلاقات الخارجية لجبهة تحرير شعب المورو. مقابلة مع الإسلام اليوم

http://www.islamtoday.net/nawafeth/services/saveart-42-4662.htm

(7) عبد الباقي أبو بكر، أمين عام العلاقات الخارجية لجبهة تحرير شعب المورو. مقابلة مع الإسلام اليوم

http://www.islamtoday.net/nawafeth/services/saveart-42-4662.htm

(8) كتاب حاضر العالم الإسلامي: وقضاياه المعاصرة. جميل عبدالله محمد المصري، ص370

(9) جبهة تحرير مورو الإسلامية - الجزيرة نت 2008م.

http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/3d5218e5-9844-4781-b914-b877f211dd11

(10)  http://www.alukah.net/world_muslims/0/41234/#ixzz45pTrmz5A

(11) د. صفرالله ديباتوان رئيس مركز حركة العدالة الاجتماعية في (بانغسامور).

الفلبين تقوم بمذابح جماعية للمسلمين 12/7/2009

http://www.alukah.net/world_muslims/0/6610/#ixzz45pI6ODPv

(12)  http://www.alukah.net/world_muslims/0/41234/#ixzz45pTcoMIP

(13) الأقلية المسلمة في الفلبين - موقع الإسلام 23/5/2012

http://www.alukah.net/world_muslims/0/41234/#ixzz45pU3uzza

(14) المصدر السابق

(15) حكومة الفلبين وجبهة مورو توقعان اتفاق سلام - الجزيرة نت 27/3/2014م.

http://www.aljazeera.net/news/international/2014/3/27/%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%88-%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85

(16) الجزيرة نت، انظر المصدر (14).

(17) الجزيرة نت، انظر المصدر (14).

(18) جبهة تحرير مورو الإسلامية - الجزيرة نت 2015م.

http://www.aljazeera.net/encyclopedia/movementsandparties/2015/7/4/%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9

(19) رئيس جمعية التنمية الإسلامية في الفلبين، الشيخ إسماعيل إبراهيم كلالاغان - شبكة الألوكة - 28/3/2013.

http://www.alukah.net/world_muslims/0/52357/#ixzz45pOh1PGy

(20) المسلمون في الفلبين2005 محمود بيومي

(21) مقابلة مع تلفزيون الجزيرة يناير 2013 – برنامج لقاء اليوم، شاهده الباحث.

 ملف الاقليات

 

أعلى