• - الموافق2024/04/26م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha

الــتــوقــيــع

 

كان الثوار الأبطال في ليبيا في مقدمة الصفوف، وإذا اشتد الأمر وحمي الوطيس رأيتهم يدعون فيستجيبون بكل حمية واقتدار؛ فلمَّا قضي الأمر وسقط القذافي وأشياعه، تسابق بعض السياسيين على قطف الثمار، وتدافعوا لتحقيق مصالحهم، وتقاسم المناصب السياسية والإدارية.

أما الثور فوجدوا أنفسهم على هامش الأحداث، بل أصبحوا عبئاً على الساسة ولم يجاملوهم بمواقف عملية، ولم يحفظوا حقوقهم بمناصب سياسية، بل وقف بعضهم سداً منيعاً معارضاً لإدماجهم في بعض مؤسسات الدولة كالجيش والشرطة.

وها نحن نشهد مساراً مشابهاً لذلك في الثورة السورية، فهل ستخطف الثورة السورية ويبقى صناع الثورة الأبطال يلعقون جراحهم ويكونون مصعداً للرويبضات يمتطون من خلالهم صهوة الحكم؟! أم سيستدركون الواقع يبادرون بتشكيل جناحٍ سياسيٍ مستقل قادرٍ على حمل مشروعهم بقوة، وتحقيق أهدافهم باعتزاز، بعيداً عن مزايدات بعض السياسيين المقيمين في الخارج الذين لا يُعبِّر أكثرهم عن نبض الثورة حقاً، ولا عن مسعاها واقعاً.

تعرض جنوب اليمن في ظل النظام السابق لتهميش كبير ومظالم قاسية تراكمت عبر سنين متتابعة، ممَّا أوجد احتقاناً شديداً بين إخوة الجنوب والشمال. زاد من استثارتها وتصاعدها العصبيات الحزبية والقبلية، ومن حق الجنوبيين أن يرفعوا أصواتهم قوية للمطالبة بحقوقهم والدعوة إلى إنصافهم، ومن الواجب أن يتصدى لذلك العلماء والدعاة ووجهاء القبائل؛ فرفع الظلم وإقامة العدل ممَّا تواتر الأمر به في نصوص الكتاب والسنة، وتوافقت عليه العقول الصحيحة والفطر السليمة.

ومع إقرارنا بتلك الحقوق والواجبات إلا أنني أُنبِّه إلى أن الدعوات الانفصالية التي تطالب بالانقسام أو بحق تقرير المصير دعوات جاءت في غير محلها، وخارج وقتها وسياقها؛ فاجتماع المسلمين ووحدتهم من أصول الإسلام التي تواترت النصوص على تقريرها والأمر بالاعتصام بها، قال الله – تعالى -: }واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا{ [آل عمران: 103]، وقال - عز وجل-: }ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم{ [الأنفال: 46]، وقال - سبحانه وتعالى -: }ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات{ [آل عمران: 105]، وقال تعالى: }إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء{ [الأنعام: 159].

ولا يجوز شرعاً، ولا عقلاً أن يتجاوب الدعاة والوجهاء مع دعوات العامة العصبية، أو يجاملوهم في التشرذم ويزينوا لهم ذلك، أو يستخدموا ورقة الوحدة أو الانفصال لتحقيق مصالح مناطقية أوحزبية أو شخصية، وقد صح في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من نصر قومه على غير الحق، فهو كالبعير الذي تردى، فهو ينزع بذنبه)، وإنما الواجب على الدعاة والوجهاء بيان حكم الله – عز وجل – في التنازع والتفرق، وترسيخ دعائم الوحدة، وتبصير الناس بمخاطر الانفصال، ويبنى ذلك على قاعدتين:

الأولى: تعزيز أصول المحبة والأخوة والاجتماع والائتلاف والوحدة على شرع الله تعالى، ومعالجة المشكلات التي تحدث برؤية شرعية واعية.

الثاني: الدعوة إلى بسط العدل, وإقامة الحق بتجرد وموضوعية.

والداعية الرباني ينبغي أن يكون له دور رائد في إزالة الاحتقان العصبي ومعالجة النعرات الجاهلية، وإطفاء فتيل الصراعات القبلية، وتربية الناس على تعظيم الشريعة والاعتصام بالجماعة، وتصحيح اتجاهات الرأي العام بوعي وحكمة؛ فالرائد لا يكذب أهله.

صور الدماء والأشلاء في سوريا تقطع نياط القلب ألماً وحزناً، لكنها في الوقت تبعث الأمل؛ فثبات أولئك الأبطال و إقدامهم رغم ما يرونه من مجازر، يعيد العزة والفأل الحسن في أبطال الأمة شيباً وشباباً.. رجالاً ونساء، فاللهم ثبتهم وانصرهم واربط على قلوبهم .

إحدي المنظمات الغربية في الأردن توزع استبانة في وسط اللاجئات السوريات، توجد فيها فقرة تقول: هل لديك الاستعداد أن تكوني عاملة في الجنس!

أرأيتم حقيقة الإنسانية التي يتشدق بها الغرب؟!

لكم يا أهلنا في الشام، وما خاب من اعتصم بحبله المتين .

توجد شريحة كبيرة من المصريين خائفة من إعادة النظام القديم بانتخاب شفيق، وفي الوقت نفسه قلقة من الإخوان المسلمين؛ ولهذا ينادون بمقاطعة الانتخابات، ومع تقديري لهذه الاجتهادات أعتقد أن محصلة المقاطعة تصب في مصلحة الفلول وتجريد الثورة من جميع مكتسباتها .

فكونوا صفاً واحداً أيها الأحرار لمواجهة شفيق و فلوله .

 من صرعته الشهوة وسيطرت على قلبه الشبهة، استسلم لدواعي الهوى وأصبح أسيراً لا يقوى على الحراك إلا في مهاوي الرذيلة؛ فإياك أن تكون عبداً لأهوائك !

المرأة المنتجة: هي التي تسمو باهتماماتها، وتشمخ بتطلعاتها، وتزدري تلك الهموم الوضيعة التي يصطنعها لها دهاقنة الإعلام، وساسة الوهم! 

المرأة المنتجة: هي المرأة المربية التي تصنع الرجال و تبني الأجيال .

وهي المرأة السامية بفكرها، الشامخة بعزتها، الصادقة بعفتها.

لا والله ما كان الرئيس المخلوع مباركاً على اسمه، بل كان نقصاً وشراً على مصر وأهلها. ولن يكون المرشح الرئاسي شفيقاً على اسمه رحيماً، بل سيكون غليظاً شقاء وبؤساً؛ فإياكم وإياه يا أهل مصر الأحرار !

عالم الثقافة والفكر في عصرنا الحاضر، يصح أن نصف أكثره بعالم الوجوه المستعارة، أو الوجوه المستنسخة !

صراع الهوية في مصر لن يتوقف عند معركتي الدستور والرئاسة؛ فالمكتسبات العلمانية التي فرضها الاستبداد وجذرها في مفاصل الدولة، وبناها خلال العقود الماضية، لن يفرط فيها خلال عشية وضحاها تحت مسمى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة .

بعد إعلان نتائج محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك من حق المصريين أن يقلقوا من لعبة الانتخابات الرئاسية القادمة، و قد آن أوان التوحد صفاً واحداً لحماية مصر من الفلول ولاستنقاذ الثورة وراء محمد مرسي .

ألا ترون أن كثيراً من الشبهات التي يثيرها الليبراليون و العصرانيون ليست مسائل علمية ملتبسة؛ بل هي أقرب إلى اللدد والشغب والخصومات الرخيصة؟!

أحياناً ننقم على بعض السياسيين ظلمهم وقسوتهم، وهذا حق لا تثريب فيه إذا كانوا يستحقون ذلك، لكننا نمارس أحياناً بعض الجور والظلم على بعض العمال ومن تحت أيدينا من الضعفاء!

ألا يعد هذا تناقضاً غير محمود ؟!

يا أهل مصر، يا أيها الشرفاء والشريفات!

والله لايجوز شرعاً.. والله لايجوز شرعاً التصويت لأحمد شفيق، و من امتنع عن التصويت لمحمد مرسي لأنه من الإخوان المسلمين، فقد خالف الشرع والعقل، وشارك في الإثم والعدوان. فاتقوا الله، اتقوا الله في مصركم فهي كنانة الإسلام.

قصص مؤلمة سمعناها من اللاجئين السوريين، فكل أسرة تمثل مأساة خاصة، فأحدهم يذكر أن زوجة جاره اغتصبت أمام أبنائها وهذا ما دعاه هو للفرار بأهله، و تاجر أحرق متجره وأصبح لا يملك شيئاً. وشاب أراني يده التي أصيبت بشلل وأصبح لا يحركها بسبب ضربه بالعصى من الشرطة، وآخر هدمت مزرعته واقتلعت أشجارها، وآخر قتل سبعة من أهله.. يا الله هل تقوى النفوس على سماع مثل هذه المآسي والجراحات ؟!

مجازر سوريا الوحشية تدل على أمور، منها: عجز النظام عن حسم المعركة وإفلاسه ويأسه، ومنها: محاولة تحطيم الحالة المعنوية للثوار والفت في عضدهم. 

وأف ثم أف لمن يرى جرائم النصيريين والرافضة في سوريا ثم يسكت عنها بحجة التسامح والتقارب، أو ينفي دوافعهم الطائفية التي ضجت من هولها واحات العراق، وصرخت من لهيبها سهول الشام !

بعد مجزرة الحولة التي مارس فيها الطائفيون في النظام الأسدي أبشع الجرائم؛ تأكد لكل عاقل أنه لا مكان لأنصاف الحلول أو الحياد والتردد في المواقف، مشهد الأشلاء وجثث الأطفال المتناثرة يستنهض كل أحد مهما كانت طاقته لنصرة إخوانه، فلا مكان للقاعدين.. لا مكان للمتثاقلين!

هنيئاً لمصر وأهلها الكرام بتقدم الدكتور محمد مرسي، ولا يسع العقلاء في مصر إلا رصّ صفوفهم وتوحيد كلمتهم في الجولة الثانية، فتقدم شفيق إزراء بالثورة والثوّار، وكل تبرير يخالف ذلك يعد انتكاساً و اختيارا لمستنقعات الفساد!

وأقول لإخواني و أخواتي في مصر: لا بأس أن تنتقدوا الإخوان المسلمين في مصر، ومن واجبكم أن تمحضوا لهم النصيحة، لكن توقيت النقد -الذي يؤدي لتفريق كلمة الناس وتصدير الفلول- في هذا الشهر خصوصاً كبيع السلاح وقت الفتنة؛ فتأملوا في المآلات قبل أن تتسرعوا !

الفلول في لغة العرب تعني: المنهزمون، وفي اصطلاح المصريين: بقايا الخونة من النظام المخلوع ومعاذ الله أن يسمح المصريون الشرفاء بعودتهم لحكم مصر من خلال صناديق الاقتراع !
حفظ الله مصر من الفلول ومن كل جبار أشر !

أيها المصريون اختاروا من شئتم من المرشحين، وأذكركم بمسألتين: 
الأولى: اختر بتجرد وصدق من هو لله تعالى أقرب ولأداء الأمانة أقدر. قال عزوجل على لسان يوسف عليه الصلاة والسلام: {قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}.
الثانية: اختيار أحد الفلول (موسى أو شفيق) عودة لمستنقعات الفساد والاستبداد من جديد، أجاركم الله.

سرني جداً الحوار الجاد بين بعض الإسلاميين في مصر حول مرشح الرئاسة، لكن ساءتني جداً نماذج أخرى سقطت في الجدل واستهلكت في التهارش والتعانف اللفظي والاتهام الجائر.

يا أيها المصريون! قوتكم في تكاملكم، فهل يسعكم الاختلاف في هذه المرحلة التاريخية؟!
وتذكروا قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .{

مشكلة الطواغيت أنهم لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا، وإلا ما معنى أن يتقدم الحزب الحاكم في انتخابات الجزائر بالأغلبية ؟ 

لكن العتب على الإسلاميين الذين تسابقوا لتصديق هذه اللعبة رغم سوابق النظام بالتزوير والانقلاب على الديمقراطية !

عمرو موسى من رجالات مبارك تربى في حكومته عشر سنوات ولم يعرف عنه معارضة لفساده ولا لسياساته الاستبدادية. وسياسته الخارجية كانت في سياق المشروع الصهيوأمريكي، وانتخابه عودة لجلباب التبعية و الفساد، ورجوع بمكتسبات الثورة إلى الوراء!

من اعترافات أحد الليبراليين العرب قوله: (يبدو أننا معاشر المفكرين العرب لا نزال في دوامة التقليد والنقل إلى درجة تفوق ما نتصوره). ثم يذكر أمثلة على هذا قائلاً: (لقد أخذنا الاشتراكية كوصفة من الكتب، ونحاول اليوم كما يبدو لي أن نفعل الأمر ذاته في مسألة الديمقراطية).

تمر مصر بمخاض سياسي معقد جداً، والحقيقة أن الحراك الدائر ليس مجرد اختلاف على صياغات قانونية للدستور أو سباق حزبي نحو الرئاسة؛ بل هو صراع على هوية مصر ومستقبلها العقدي والفكري، فاللهم احفظ مصر من كل سوء .

الانتخابات السورية مهزلة حقيقية مكشوفة، لا يصدقها إلا من انتكست رؤيته، وكل دعوات الإصلاح التي يزعمها النظام لا قيمة لها، لأنها تأتي من مجرم قاتل ساقط الأهلية !

أرأيتم لو أن شخصا سار في مخاضة وعرة، كثيرة الأحراش والمستنقعات، أيأمن على نفسه من الانزلاق والسقوط ؟
وهكذا من قرأ كتب أهل الأهواء، وجالس أهل الفساد، أيأمن على نفسه الفتنة ؟!

تحزننا كل قطرة دم تراق في سوريا فدم المسلم غالٍ علينا، لكن في أي عالم يعيش أولئك المفكرون الإسلاميون الذين لا زالوا يتحدثون عن سلمية الثورة ويحذرون من عسكرتها والشعب يذبح ويستأصل بكل وحشية ؟!

 خزي والله وأي خزي.. أن تتحرك جحافل التنصير مستغلة حاجة اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان وتنشر الإنجيل صراحة بينهم، وبعضنا لا يزال معرضاً متباطأ عن نصرة إخوانه .

لم يتطاول الرافضة على أحد من الصحابة رضي الله عنهم كتطاولهم على أبي بكر وعمر، ولم يجرح المستشرقون أحداً من الصحابة كجرحهم لأبي هريرة، ولم يتجرأ العصرانيون بالنقد على أحد من الصحابة كجرأتهم على معاوية، والقدح في واحد منهم مقدمة للقدح في مجموعهم، رضي الله عنهم أجمعين، بل قدح في الرسول عليه الصلاة والسلام ودين الإسلام .

زرنا مواقع اللاجئين السوريين في الأردن بصحبة عدد من الفضلاء وسمعنا من الآلام والجراحات ما تتقطع له الأفئدة، وتتصدع له النفوس، وتدمع له العيون؛ فيارب لطفك وعونك ونصرك .

وزرنا موقعاً للاجئين مخصصاً للشباب وأكثرهم من العوام، فقال لي أحدهم: الشيعة يقتلوننا.. إيران وحزب الله هم الذين يحاربوننا؛ فأين أهل الإسلام؟!

تأمل أحوال المنتكسين وسوف تجد أن الإعراض عن الوحي من أعظم أسباب انحراف الفكر واضطراب الفهم وفساد الذوق !

إذا أردت أن تعرف قدر الرجل فانظر إليه في ثلاثة مواضع: أخلاقه في الرضا والغضب وعند الاتفاق والاختلاف، وغضه للبصر، وورعه في المعاملات المالية.

الأقلية النصيرية تستأصل أهل السنة في سوريا، والأقلية النصرانية تتفرج، وأمريكا تضغط على السياسيين حتى يقبلوا بدولة علمانية، وبرئاسة المرأة أو غير المسلم، و تطالبهم بالحفاظ على حقوق الأقليات.

أما الأكثرية السنية فتنتهك حقوقها وتصادر خياراتها ، ويدفع الليبراليون لتمثيلها والتحدث باسمها، وسلب حقوقها !

بيت لا يقرأ فيه بالقرآن العظيم بيت خراب.. خراب.. وإن أحسن أهله عمارته بالطوب. وبيت لا يوجد فيه تفسير يسهل على المرء فهم وتدبر القرآن مثل تفسير الإمام السعدي أو تفسير الإمام ابن كثير أهله محرومون من خير كثير .

التدين ليس سمات ظاهرة فحسب، وإن كان الظاهر مهما، لكنه هيئة راسخة في النفس، و يقين متجذر في الفؤاد، و مراقبة لله في الخلوات، واستسلام صادق للأمر والنهي .

أخبرني أكاديمي ليبي أن إيران استقطبت أكثر من مائة وخمسين ليبيا للدراسة والتدريب في إيران بعلم من المجلس الانتقالي الليبي. ثم نقول كيف ينتشر الفكر الصفوي ؟!

فأرجو من إخواني وأخواتي أن يذكروا ما عندهم من معلومات عن الانتشار الصفوي في بلدانهم، مع الحرص على الدقة في العرض وتوثيق المعلومات قدر الإمكان .

كلما اتسع صدر الإنسان للخصومات وتتبع الأغلوطات والشغب على العلماء والدعاة، زاده ذلك بعدا عن العمل، و أورثه العجز والكسل، أليس كذلك ؟!

وصلني بيان من علماء الأنبار وآخر من خطباء محافظة صلاح الدين العراقية يشكون فيها من مصادرة أوقافهم وتحويل إدارة مساجد أهل السنة إلى الوقف الشيعي، ويستصرخون السنة لاستنقاذ جوامعهم ومساجدهم.. لكم الله يا أهلنا في العراق.

العالم اتخذ قراره بإسقاط الأسد، لكنه يعطيه مزيداً من الوقت لتدمير سورية وتحطيم بنيتها العسكرية والإستراتيجية، حتى إذا جاءت أي حكومة إسلامية أو وطنية تكون منهكة في إعادة البناء والإعمار، مثقلة بالديون والأعباء، وغير مؤهلة لمواجهة الصهاينة.

الجفري يزور القدس بالأمس، واليوم يتجرأ مفتي مصر بزيارتها، فهل جاء دور المتصوفة في تسويق التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد أن فشل فيه الساسة والمثقفين؟

وما سر منع الاحتلال الصهيوني علماء بيت المقدس مثل عكرمة صبري ورائد صلاح من دخول المسجد الأقصى ثم يرحب بالجفري ومفتي مصر؟ هل هناك سبب غير التواطؤ والرغبة في التطبيع؟

ما أحوجنا إلى صقل قلوبنا وتطهيرها بنور الذكر الحكيم، فالدنيا بلهواتها ومغرياتها أشغلتنا عنه، وجعلتنا كالآلات الصماء التي تعمل بلا روح. قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب{.

راهن السودان على طي صفحات الحرب باتفاقات جائرة أدت لانتزاع الجنوب، والتفريط بمنابع النفط، وظن أنه سيتفرغ بعد ذلك للتنمية، فلم تقف الحرب ولم تلغ العقوبات الغربية، وأصبح المتمردون الجنوبيون دولة لها قوتها ونفوذها، وصدق المولى جل وعلا : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم  .{

حدثني أحد أشياخنا من مصر أنهم جمعوا أموالاً لنصرة سوريا في المساجد، وكان بعض الناس يتصدق وهو في الحقيقة أهل لأن يعطى من الزكاة لفقره ، وأرجو أن يكون ذلك مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( سبق درهم مائة ألف درهم ) .

طفل في العاشرة من عمره ذهب إلى أبيه وقد اغرورقت عيناه بالدموع، ثم دار بينهما هذا الحوار :

الطفل: كم بقي على الإجازة ؟

الأب: شهرين تقريبا !

الطفل: كم ريالا مجموع فسحتي اليومية حتى بداية الإجازة ؟

الأب: حوالي مائتي ريال .

الطفل: هل يمكن أن تعطيني كامل المبلغ الآن ؟

الأب: لماذا ؟ هل تريد أن تشتري لعبة ؟

الطفل: لا..لا.. أريد أن أتبرع لأطفال سوريا ؟

الأب: هذا جميل ، لكنك ستجوع يوميا في المدرسة !

الطفل: لكنني لن أعذب أو أقتل .

الأب: سأعطيك المبلغ ، وسأعطيك فسحتك يوميا .

الطفل: لا .. لا .. أريد أن أتبرع من مالي وليس من مالك !

الأب: يا الله ! لكنني أنا لم أتبرع بعد !

لا أستغرب أن في استبعاد بعض المرشحين من سباق الرئاسة المصرية مكيدة سياسية، وهناك احتمالين :

الأول: أن الهدف استبعاد حازم وخيرت واستبعد معهما سليمان ليخفف من الاحتقان الشعبي، ثم يقبل استئناف سليمان ويرفض استئناف البقية .

والثاني: أن دخول سليمان في السباق ليس حقيقياً، وإنما الهدف هو استبعاد حازم وخيرت، وإخراج سليمان معهما يخفف من صدمة خروجهما ويسمح بوصول مرشح معتدل في نظرهم .

استطلاع الأهرام عن تقدم عمرو موسى مرشحي الرئاسة في الانتخابات المصرية، استطلاع موجه بهدف التأثير على عقلية الناخب المصري، أما محاولات قناة العربية وأشباهها لتلميع عمر سليمان فهي أضحوكة مستهجنة !
ولا أجد وصفاً لأولئك السياسيين وأذنابهم من الإعلاميين الذين يتسابقون لتلميع وجه عمر سليمان الكالح أبلغ من قوله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون {

من لم يتمعر وجهه لرؤية المنكر الصريح إما أن في قلبه دخن يجعله يستروح الفساد، وإما أنه بارد القلب ضعيف الإحساس!

أخطاء بعض من ينسب إلى العلم والدعوة تكون فتنة تصرف بعض الناس عن الحق، وسلما يتطاول عليه بعض أهل الأهواء، فهل يدرك القدوات خطورة أقوالهم وأعمالهم ؟!

بعض العرب منشغلون بثوراتهم، سورية خطفت الأنظار وأضواء الإعلام، وآخرون غارقون في ترفهم أو لهواتهم؛ بينما اليهود يستثمرون هذه الأجواء في تهويد القدس والاعتداء على المسجد الأقصى وتهجير الفلسطينيين. فنعوذ بالله أن نكون من أهل الخذلان.

معركة الانتخابات المصرية تدخل مرحلة حرجة، وأخطر ما فيها دخول "عمر سليمان" وهو رجل مخابرات مشبوه، من أخطر فلول النظام المخلوع وأكثرها تواطأ مع الصهاينة والأمريكا.

والتلاعب في الانتخابات المصرية ينذر بخطر شديد، وليس أمام الإسلاميين إلا الاصطفاف مع مرشح واحد تجتمع عليه الكلمة، وتحفظ فيه البلاد من فلول النظام البائد وأشباههم. حمى الله مصر من كل سوء .

اختتم مؤتمر حملة نصرة سورية في تركيا، وسرني جدا أنه تجاوز التنظير إلى اعتماد برامج ومشاريع عملية إغاثية وطبية وإعلامية وغيرها من أولويات المرحلة.

وفي خاتمته جمعت تبرعات من المؤسسات والأفراد أثلجت الصدور.

وبكلمات مؤثرة أبكت الجميع ختم شاب ممن حضر الجلسة بقوله: كل ما أملكه من الدنيا بيتين ومزرعة وأشهد الله ثم أشهدكم أنني تبرعت بها لنصرة سورية.

اتصلت بأحد الدعاة في لبنان أسأله عن حال اللاجئين السوريين، فحدثني بصوت متهدج، ثم بكى وطلب الاتصال في وقت آخر.. لكم الله يا أيها المرابطون، فاصبروا وصابروا.

كثير منا أثقلته الشكوى وهو يتابع أحداث سورية، وما عاد يعرف غير الشكوى، ألا يمكن أن نترجم ذلك بقليل من البذل والعطاء والعمل؛ فالنار تتقى ولو بشق تمرة، وقد حذرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ألا نحقر من المعروف شيئاً.

أخطر السراق ليس من يسرق مالك؛ لكنه الذي يسرق عقلك، ويزدري كرامتك، ويعبث بفكرك، ويغلف ذلك كله بقفاز الحرية والانفتاح الثقافي !

وا أسفاه ثم وا أسفاه على عمر يضيع دون معروف تبذله، أو خير تصنعه، أو قربة تتذلل بها بين يدي مولاك .

عندما تتحدث عن حقوق السنة في إيران يوبخك بعض إخوانك لأنك تحيي الطائفية، وعندما تخبره عن القتل والتشريد على الهوية في العراق، يتهمك بالتعصب والتشدد .

وعندما تتحدث عن مشاريع إيران في البحرين وعن حراك وتسليح الحوثيين في اليمن فأنت طائفي بامتياز، أما حينما تتجرأ في نقد حزب الله فأنت تجتر صراعات تاريخية.

والمحصلة أن إيران تستأصل السنة في بعض البلاد، وتخترق بمشاريعها دولا أخرى، وتصل إلي الآفاق بدعاتها وسفرائها، ونحن لا زلنا نحذر من الطائفية.

أكاذيب ومضحكات القمة العربية كثيرة:
فمن أكاذيبها: أن المالكي يحذر من تسليح أطراف النزاع في سوريا، وهو بالتأكيد يقصد العرب وحدهم، أما إيران وجيش المهدي فلا بأس أن يفعلوا ذلك!
ومن أكاذيبها بل من دجلها وعبثها: أن المالكي يعطي القادة العرب موعظة بليغة في التحذير من الطائفية وليس لهذا تفسير إلا قوله سبحانه: { فاستخف قومه فأطاعوه }.
ومن مضحكاتها: أن الرئيس الصومالي يدعو أطراف النزاع في سوريا إلى الحوار.. ألا يخجل من هذه الموعظة الباردة وهو يرى الحرب أهلكت بلاد !
ومن مضحكاتها: أن رئيس لبنان يدعو إلى القومية العربية للقضاء على الطائفية ويذكر لبنان مثالا على ذلك.

لك الله يا بغداد !

أتذكرين ابن العلقمي وأصحابه ؟ 

هاهم يعودون إليك ثانية بعمائمهم و ملاليهم، ويدنسون أرضك بخياناتهم وبغيهم !

أما إذا سألت عنا.. فعذراً نحن في شغل آخر بعيدا عنك! . .

لست أدري ما الذي بقي من عروبة العراق حتى يجتمع فيه القادة العرب، بعد أن التهم الصفويون كل شيء، وأصبحت بغداد محمية لولاية الفقيه! 

واختيارهم لبغداد في هذه المرحلة التاريخية هل هو تسليم بالاحتلال الأمريكي، أم استسلام للاختراق الإيراني، أم عجز وخنوع، أم إنهم لا يعرفون أصلاً حقيقة دور الملالي؟!

أتدرون ما الحب الذي لا تشوبه شوائب القطيعة أو الكدر، ولا تقلبات الزمان وأهوائه ؟!

إنه حب الأم لأبنائها، فهو كماء المزن أنقى من العذب الزلال. وأحلى من العسل المصفى .. 
فاللهم احفظ أمهاتنا من كل سوء، وارحم الأموات منهن، وأعنا على برهن والإحسان إليهن .

زار جناح البيان في معرض الكتاب ظهر اليوم فتاة سويدية غير مسلمة تجيد العربية، تسأل عن كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، وتقول إنها قرأت الكتاب كاملاً، لكنها علمت أن الشيخ سفر الحوالي حقق الكتاب وأرادت أن تحصل على نسخة منه، ثم قالت إن لديها أسئلة عن موضوع الكتاب وتريد رقم الشيخ، فأخبرها الإخوة أنه مريض ولا يستطيع أن يتكلم معها، لكنهم أعطوها رقم أحد باحثي البيان متخصص في مقارنة الأديان، وسألت عن كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم، والبحث عن الحق من أجل نعم الله على العبد ؛ فاسألوا الله أن يشرح صدرها للإسلام .

التقيت في معرض الكتاب بالرياض ناشراً من أهل السنة في إيران نقل لي رسالة من أحد شيوخ السنة في محافظة كرمانشاه، يستنصر بنا، ويرجو دعمهم بالمصاحف وبناء المساجد .

أهل السنة في إيران يمثلون أكثر من ثلث السكان، ومع ذلك فقضيتهم مغيبة حتى عند كثير من الدعاة، والتواصل معهم لا يخلو من عقبات لكنه ممكن بعون الله تعالى .

هنيئاً لمن رفع يديه في جوف الليل خالياً متضرعاً منكسراً بين يدي مولاه، داعياً لإخوانه في سورية بالنصر والتمكين وسرعة الفرج، وداعياً على الطواغيت والظلمة بالذلة والصغار وسرعة الهلاك .

تابعنا التصفية الطائفية لأهل السنة في العراق، ومرت المجازر الوحشية دون نحرك ساكناً، حتى تمكن الصفويون من سرقة العراق وتشريد أهله، وها نحن شهود على مجازر طائفية جديدة في سورية، تهلك الحرث والنسل، وتستبيح الحرمات، وتملأ الأرض دماء و أشلاء، وتنتهك الأعراض، فهل سيستمر عجزنا وهواننا ؟!

مجازر في سورية في إثر مجازر.. وإيران شريك حقيقي ترمي بثقلها لاستنقاذ النظام الطائفي البغيض، والله إنها لمأساة محزنة!
وتصاعد حالات الاغتصاب، ليست مجرد نزوات شهوانية لبعض الجنود، بل هي جرائم ممنهجة لكسر الكرامة وإثارة الإحباط واليأس،
فأين الحمية يا مسلمون؟

حسن الظن بالآخرين وحمل كلامهم على أحسن المحامل، سيجعلك قريباً من قلوبهم، قادراً على فهم آرائهم، وإن لم تتفق معهم في كل التفاصيل.

تأتي على المرء أوقات يتحول فيها إيمانه إلى ثمرة ذابلة جافة، فإذا سقاها بنور الطاعة أينعت، وإذا غفل عنها فقدها أو كاد!

أف.. ثم أف لعالم أو مفكر أو إعلامي همه الأساس تسويغ الفساد أو الدفاع عن الاستبداد، ولا يفعل ذلك – غالبا – إلا المتملقون أصحاب المطامع الرخيصة!

أحيانا أتمنى أن آخذ بتلابيب بعض ذوي الطاقات الكبيرة التي لم تستثمر بدرجة كافية، ثم أهزه .. وأهزه .. قائلا له: كفى عجزاً وسلبية، فأمتك أحوج ما تكون إلى طاقتك وخبرتك !

أكتب لكم هذه الليلة من القاهرة، فقد وصلت منذ ثلاثة أيام، التقيت فيها الإخوة في حزب النور وعلى رأسهم الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب والمتحدث الرسمي باسم الحزب محمد نور، كما التقيت فضيلة الشيخ ياسر برهامي والمهندس عبد المنعم الشحات الناطق باسم الدعوة السلفية، وزرت رئيس حزب الأصالة اللواء عادل عبد المقصود، والتقيت فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود وهو من كبار علماء الدعوة السلفية، وزرت الإخوة في حزب الحرية والعدالة، والمركز العام للإخوان المسلمين، والتقيت فضيلة المرشد الدكتور بديع، والمرشد السابق محمد مهدي عاكف، وجلست جلسة مطولة مع نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر، وجلسة أخرى مع الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد. كما زرت الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الدكتور محمد يسري، وخرجت بتفاؤل كبير، فقد رأيت قدراً عالياً من المسؤولية والجدية في التعامل مع المرحلة التاريخية في مصر، ورأيت أفقا واسعا من التكامل والتآزر واستيعاب التحديات الراهنة. ثبتهم الله جميعا بالقول الثابت وجمع كلمتهم على الحق .

عندما تعيش في زمن استمرأ فيه أكثر الناس الدعة والركون إلى الدنيا، فإن كلمة الحق ستكون في موازينهم تهوراً وتسرعا !

ما أبأس ذلك الإنسان الذي يتيه في ظلمات الفكر الغربي ويتقلب بين مستنقعاته، ولم يطمئن قلبه أو تنعم عينه بتلاوة آيات التنزيل الحكيم!

عندما يلجأ الإنسان إلى السباب أو السخرية والتجريح في حواراته مع الآخرين؛ فاعلم أنه لا ينتصر لنفسه، بل يسقطها!

كشفت لنا الثورات أن دعاة الديمقراطية هم أكثر الناس ضيقاً بها و انقلاباً عليها، ودعاة الحرية هم أكثر الناس سقوطاً في مستنقعات التبعية والعبودية .

يا أهلنا في الشام اثبتوا واصبروا وصابروا، ولا يضرنكم تقصيرنا وخذلاننا لكم، و والله لن يخزيكم الله أبدا ما دمتم معتصمين بحبله المتين، متوكلين عليه وحده لا شريك له. وقد أصبح شعاركم (ما لنا غيرك يا الله) درسا لكل الشعوب، نصركم الله وأعزكم بقوته وعونه .

واعجباً لك أتشكو من قسوة قلبك و عينك لم تنعم بتلاوة القرآن منذ رمضان الماضي؟

اطلعت على البيان الذي وقعه جمع من المنافحين عن كشغري، وذكروا أنهم يرفضون محاكمته واستتابته، ويطالبون بالإفراج عنه وحمايته !
وأبلغ ما ورد على ذهني عندما رأيت تناصرهم على الباطل قول الحق تبارك وتعالى: {وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون} .

أين موقعك من هذه التحولات التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية؟

هل لا زلت في مدرجات المتفرجين؟!

وهل لا زلت تختزل اهتمامك بقضايا الأمة بمتابعة القنوات الإخبارية؟!

آن الأوان أن يكون لك دور في صناعة التغيير وبناء الأمة، واسمع مني بلا محاباة: لا تكن ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم، بل احرص على استنقاذ نفسك ولو بتبليغ آية واحدة .

يواجه عمل المحتسبين الناشطين في الأمر المعروف والنهي عن المنكر من طوائف عديدة، من أبرزها :

الطائفة الأولى: فئام من أهل الأهواء والمفسدين الذين يرون في عمل هؤلاء المحتسبين قطع لسبيلهم ونقض لمشروعهم، ولهذا فهم يجتهدون في التضييق عليهم وتشويه صورتهم في وسائل الإعلام. وفعل هؤلاء ليس غريبا فما زال صناع الفساد عبر الأجيال يضيقون ذرعاً بالمصلحين، وكم شرقت حلوقهم وعبست وجوههم من كلمة الحق التي لا تداهن ولا تحابي !

الطائفة الثانية: جمع من الشباب الذين يهونون من عمل المحتسبين، ويزهدون في طريقتهم، بحجة أنهم يشتغلون في جزئيات محدودة، وهذا جهل منهم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم .

والحقيقة أن حماية الفضيلة في المجتمع والتصدي لقاطرة الرذيلة التي يغتصب عربتها بعض المفسدين، ليس عملا في الجزئيات، وإن ظهر بادي الرأي أن بعض موضوعات هذا العمل كذلك . ويا ليت من ينتقدهم يتصدى حقا للاحتساب في القضايا الكبرى، لكن الواقع مع الأسف الشديد لا يعمل هنا ولا هناك . وأربأ بهؤلاء أن يكونوا مجرد مخذلين مثبطين .

الطائفة الثالثة: بعض الدعاة الصالحين الذين يرون أعراض إخوانهم من المحتسبين تنتهك، وسمعتهم تنتقص، فلا يحرك ذلك فيهم ساكناً، ولا ينشطون في الذب عنهم . وهذا من الخذلان المنهي عنه شرعاً، ومن لم ينشط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليس أقل من أن يكون ردءً ونصيراً يحوط إخوانه من ورائهم .

اللهم احفظنا من كل سوء، واكفنا شر الأشرار .

مجموعة من المحتسبين يثيرون الشغب في مهرجان الجنادرية !
هكذا وصفت بعض الصحف المحلية ما حدث قي المهرجان، وهذا بلا شك كذب وتزوير، فالمحتسبون هالهم محاولات تطبيع الفساد وإغراق المجتمع بالمنكرات، وتعاملوا بطريقة هادئة متزنة، لكن بعض أهل الأهواء يستنكف أن يعترض عليه أحد، ويتعامل مع المحتسبين بمنطق القمع لا غير، ويسعون لتشويه صورة الدعاة بكل وسيلة !
يا أيها الكرام ! الأمر بالمعروف شعيرة ماضية، وهي حصانة المجتمع من التردي والانحلال، وما ترك قوم هذه الشعيرة إلا حل عليهم سخط الجبار سبحانه وتعالى .

قال الله تعالى:{إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ وتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأَصِيلاً} ففي هذه الآية حق مشترك بين الله عزوجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهو الإيمان، وحق خاص بالله تعالى وهو التسبيح، وحق خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو تعزيره وتوقيره.
و قد بين ابن تيمية معنى التعزير والتوقير قائلا: ( التعزير: اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه. والتوقير : اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار ) الصارم المسلول (ص 422)

لست أحمل هم العمل، ولكني –والله!– أحمل هم الإخلاص فيه، وهم التوفيق والبركة. وكم أفسدت على نفسي الأمارة بالسوء لذة العمل وحلاوة الإقبال على الطاعات؛ فجاهدوا قلوبكم وتعاهدوها بالاستغفار، واسألوا الله تعالى أن يعمر قلوبكم بصدق النية وصلاح العمل، وأن يعيذكم من حظوظ النفس وأهوائها.

أسوأ حالات الإنسان أن يشعر بالغربة في قلبه، فهو يأكل ويشرب ويعمل، لكنه كالآلة لا يشعر بطعم لحياته، ولا معنى لحركته !

تأملت قول الله تعالى: { كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون}  فوجدت أن من قلة التوفيق وأعظم الخذلان أن تنتكس الموازين والقيم عند المرء حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن. وهذا سر من أسرار إصرار بعض أهل الأهواء على باطلهم، وتفانيهم في نشره والدفاع عنه. وصدق المولى سبحانه: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}  فأكثروا من الدعاء بأن يريكم الله الحق حقا ويرزقكم اتباعه، ويريكم الباطل باطلا ويرزقكم اجتنابه .

في سورة الكهف وصف للشخص الذي ينبغي الحذر منه، والحرص على تجنب مجالسته، وهو :
أولاً: من غفل قلبه عن ذكر الله .
ثانياً: من اتبع هواه .
ثالثاً: من فرط في أمر دينه ودنياه .
وفي اجتماع هذه الصفات في الشخص تحصيل للخسران من أوسع أبوابه.. فلا تغفل عن ذكر الله و مجالسة الصالحين .

عندما أسمع صراخ نساء وأطفال سوريا في القنوات الإخبارية، وأسمع نداءات الاستغاثة التي تختلط بأصوات الرصاص والقذائف، ثم أنظر إلى دماء الجرحى و جثث القتلى، أشعر بقشعريرة تسري في جسدي، وربما تقصدت إبعاد الأطفال عن سماع ورؤية هذه المشاهد إشفاقا عليهم ..

يا سبحان الله! تختلط في نفوسنا هذه المشاعر وترتجف قلوبنا ونحن نتابع الأحداث من وراء الفضائيات، فكيف ستكون مشاعر السوريين في قلب حمص ودرعا وحماة و إدلب..؟! 

هل تصورنا أحوالهم النفسية وأزيز الرصاص يثير الرعب وينشر الدمار بين أيديهم.. ؟!

يا الله! .. اللهم برحمتك نستغيث.. يا رحمن يا رحيم ! اللهم اربط على قلوبهم وانصرهم على القوم الظالمين..

اللهم إنك إن تكلهم إلى أنفسهم يضعفوا.. وإن تكلهم إلينا نعجز عن نصرتهم.. وإن تكلهم إلى الحكومات والمنظمات الدولية يخونوهم ويخادعوهم .. اللهم يا حنان يا منان كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم انصرهم و لا تكلهم إلى أحد من خلقك طرفة عين .

تصدعت قلوبنا من تطاول أحد السفهاء على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وإثارته للشك والإلحاد، ولي هاهنا وقفتان:

الأولى: أن إشاعة الإلحاد والتمرد على محكمات الدين ظاهرة خطيرة درجت على إثارتها بعض المواقع الليبرالية. وحجب هذه المواقع ليس كافيا على الإطلاق، بل تجب محاسبة أصحابها وردعهم . وكون بعضهم يتستر بأسماء رمزية ليس سببا في تركهم، بل تجب متابعهم وقطع دابرهم وإحالتهم إلى القضاء .

الثانية: لم أستغرب على الإطلاق في محاولات بعض الليبراليين في الدفاع عن صاحبهم وتبرير باطله، لكن آلمتني بل أغاظتني تلك المعاذير الباردة التي تكلف إيرادها بعض المنتسبين إلى الدعوة، و أقول: جميل أن نلتمس المعاذير ونحسن الظن و نحيي ثقافة التغافر والتسامح، لكن أيكون ذلك في حق الله تعالى وحق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ أتدرون ماذا تقولون؟!

يا أيها الفضلاء! إن من أسوا مقامات المرء أن يكون للخائنين خصيما ، و أربأ بكم أن تكونوا ممن يجرح في اعز ما يؤمن به ، ثم يستقبل ذلك بقلب بارد ! قال الله تعالى : {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} .

استمرار المجازر الوحشية التي يمارسها النظام، واستخدام الأسلحة الثقيلة، وتضاعف معدلات القتل والدمار، له دلالات كثيرة، منها:

أولاً: إفلاس النظام وعجزه، واحتراق جميع أوراقه الداخلية، فهو يصارع الموت بمثل هذه المجازر!

ثانياً: ثبات الشعب السوري واستبساله هذه الشهور المتتالية رغم اشتداد آلة القتل والملاحقات الأمنية والحصار الاقتصادي ، تدل دلالة كبيرة على البطولة العظيمة والاستبسال النادر الذي سطره الشيوخ والأطفال والنساء، فضلا عن الشباب، و أرجو أن يكون لهم نصيب وافر من قوله تعالى: {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين} .

وإني أربأ بإخواني و أخواتي من خارج سوريا أن يكونوا مجرد متفرجين يتابعون الأحداث ثم يعرضون ولا يلوون على شيء !
إن المعركة في سوريا ليست مع بشار - وإن كان هو أحد رؤؤس الفتنة -، وليس مع النظام السوري فحسب، بل المعركة مع مشروعين كبيرين :

أحدهما: مشروع الاستبداد والقمع في المنطقة .

والآخر: المشروع الصفوي الذي يريد تطويق المنطقة بطائفته البغيضة .

من أجل ذلك أرى أن نصرة إخواننا في سوريا من أولى أوليات المرحلة ؛ فلتنفروا خفافا وثقالا ، والمحروم من كره الله انبعاثه فثبطه .

الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن ضد إدانة النظام السوري يمثل سقوطاً أخلاقياً مدوياً، لكن تبني أمريكا والاتحاد الأوروبي لقرار الإدانة لا يمثل نجاحاً أخلاقياً، فقد انكشفت أخلاقهم النفعية منذ زمن. والقيم والأخلاق ليس لها مكان في الأمم المتحدة، و إنما هي المصالح والتنازع على مناطق النفوذ، و إدارة الحروب بالوكالة. وما انهزمنا إلا بعد أن أسلمنا قضايانا للشرق أو للغرب، ورضينا أن نكون ألعوبة يدير الأقوياء مصالحهم من خلالنا .

يا أيها الفضلاء ! من واجبنا أن نحاصر النظام السوري في المحافل الدولية، ونمارس شتى الضغوط عليه، لكن لن يستنقذ سورية إلا عون الله تعالى ثم بسالة أبطالها الأحرار، ثبتهم الله ونصرهم على القوم الظالمين .

مصر تمر بمخاض صعب جداً، والثورة المضادة التي تريد الإفساد، وتفريغ تضحيات الشعب المصري من محتواها الحقيقي لم تتوقف قط، والمشكلة في نظري أن بقايا النظام السابق و المنتفعين منه لا زالوا يمسكون ببعض المفاصل السياسية و الأساسية، ويلهثون من أجل المحافظة على مكتسباتهم القديمة، وشغب مباراة الأهلي والمصري ليس معزولاً عن هذا السياق.. أليس كذلك؟!

يسألني كثير من الشباب عن مصطلح ( الإسلاميين )، فأقول :
كل من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً فهو من الإسلاميين بلا شك وإن لم ينتم إلى جمعية أو جماعة إسلامية، و قد يكون مقامه عند الله تعالى أعظم قدراً من بعض المنتمين إلى الجماعات والأحزاب الإسلامية، فمعيار التفاضل في الإسلام ليس في الانتماء إلى الجماعات أو الأحزاب الإسلامية، ولكن بصدق الانتماء إلى دين الإسلام؛ فكن في أي مكان تطمئن له، لكن لتكن غايتك رضا الله تعالى و الالتزام بطاعته والعمل لنصرة دينه .

لكن تعارف الناس على أن مصطلح الإسلاميين في عصرنا الحاضر - ولا مشاحة في الاصطلاح - يراد به الذين يريدون الالتزام بدين الإسلام في حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفي حياتنا كلها، في مقابل العلمانيين الذين يريدون عزل الإسلام عن الواقع وحصره في المسجد، واستيراد الفكر الغربي في السياسة والاقتصاد والثقافة.

الأزمة الاقتصادية التي أطاحت بأكثر من مائة بنك في أمريكا في العامين الماضيين، ثم أزمة اليورو التي تعصف حاليا بدول الاتحاد الأوروبي، أثبتت فشل المنظومة الرأسمالية في الاقتصاد، وهذا ما بدأ يقتنع به بعض مفكري الغرب، لكن الغريب أن بعض الإمعات من بني جلدتنا لا زال يسبح بحمد النظام الرأسمالي ويصفق له !

من قواعد النجاح في كل الميادين والتخصصات: تميز الإنسان بروح المبادرة، فالمتثاقل أو المتواكل لن يصنع شيئا. والمبادرون وحدهم هم القادرون على التغيير والإبداع، القادرون على التجدد والإنجاز .

لحظات تاريخية انعقد فيها البرلمان المصري المنتخب برئاسة رجل كان مصنفاً في عهد الاستبداد البائد في قائمة المتطرفين، وفي هذه اللحظات بدأت تتشكل صفحة جديدة في المشهد السياسي العربي، صفحة مشرقة تتضمن عناوين لمرحلة مختلفة، ترسم خارطة المستقبل، ومن أبرز هذه العناوين : 

1- أن الأحزاب العربية الليبرالية بأطيافها المختلفة لم تتصدر المشهد السياسي العربي خلال العقود الماضية إلا في ظل تحالفها وتواطئها مع الاستبداد، فمقوم بقائها ونفوذها كان مرتبطا بثقافة الإقصاء والقمع التي تمارسها الأنظمة البائدة، فلما عقدت انتخابات نزيهة بانت حقيقة نسبتهم في الشارع العربي .

2- القيم النظرية التي يتشدق بها بعض المنتسبين إلى الثقافة و الفكر العلماني، أوقعتهم في مأزق أخلاقي كشف حقيقة تلك القيم، فدعوتهم إلى الديمقراطية وتداول السلطة والاحتكام لصناديق الاقتراع.. ونحوها، تبين في الممارسة العملية ضيقهم الشديد بها، وانقلابهم عليها .

3- مارست الأنظمة القمعية قطيعة حضارية وتشريعية عزلت المجتمعات العربية عن جذورها العقدية والتاريخية، وقد آن أوان استعادة الهوية والاعتزاز بأحكام الإسلام و أصوله .

4- جدار الخوف والخنوع الذي تساقط لا يمكن إعادة تأسيسه من جديد، فقد استعادت الشعوب كرامتها، وامتلكت قرارها، وأصبحت قادرة على الجهر بالحق الذي تؤمن به لا تخشى فيه لومة لائم .

5- مواجهة مظاهر الفساد بكل ألوانه وأبعاده السياسية، من أكبر التحديات التي ينبغي يتصدى لها المخلصون المحبون لدينهم ووطنهم، ولا يمكن أن تتحقق النهضة الحضارية إلا بقطع طرق الفساد ومحاسبة المفسدين، ونشر ثقافة العدل والقسط التي يأمن فيها الناس على حقوقهم و حقوق أوطانهم .

6- آن الأوان أن يتحول البلد العربي من دولة الحزب الذي يحتكر الحياة السياسية والإعلامية، ويسيطر على الاقتصاد والمناصب الإدارية، ويتعامل مع مقدرات الدولة بمنطق الملكية المطلقة، ولا يطبق الأنظمة إلا على المستضعفين؛ إلى دولة لكل الشعب غنيهم وفقيرهم.. قويهم وضعيفهم..صغيرهم وكبيرهم، يسود فيها العدل والنظام الشامل، وتحفظ فيها كرامة الإنسان وحقوقه التي شرعها الله تعالى له، ويأمن فيها الإنسان على دينه ودمه وماله وعرضه .

7- النهضة الاقتصادية التي تتطلع لها الشعوب تتطلب عملا دؤوباً، و جهداً كبيراً لمعالجة الأزمات التي اصطنعتها الأنظمة القمعية، ولن يتحقق ذلك إلا بإصلاح المنظومة الاقتصادية من جذورها، والسعي لتأسيس بيئة واعية قادرة على استثمار المقدرات الهائلة التي تملكها دولنا العربية، وتوظيفها بمهنية عالية لخدمة المجتمع ومعالجة مشكلاته المزمنة .

إنها لحظات تاريخية ليس لها جزاء إلا السجود شكراً وخضوعاً واستسلاماً للملك الديّان الذي ذلت لسطوته جبابرة الأرض .

 

من مشكلاتنا أن لحظات التأمل والتفكر في الأشياء والأحداث من حولنا نادرة جداً، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على قراءتنا للظواهر المحيطة بنا، وعلى تفسيرنا للأشياء من حولنا .

إذا أردت أن تكون داعية فأصلح ما بينك وبين الله، و تسلح بسلاح العلم والفهم، وانفض عنك غبار الكسل والتسويف، ثم انطلق بهمة وصدق، ولا تحقرن من المعروف شيئا، ولا تنظر إلى المثبطين ورسائلهم السلبية من حولك.

محبة الناس للمسؤول لا تستجلب بالجاه والمنصب، و لا تفرض بقوة السلطان، ولا تتحقق بمدائح الإعلام، و لا تشترى بالمال، حتى وإن كثر حوله المصفقين.. وإنما تظهر حقا عندما يدرك الناس نزاهته وصدقه وترفعه عن المطامع، وحرصه على أداء الحقوق بإنصاف وعدل، و قربه من ذوي الحاجات بجودة العمل و طيب الكلام وحسن الخلق .

إذا أردت معيارا لصدق إيمانك ومقدار صلاحك، فلا تلتفت إلى ثناء الناس عليك، ولكن انظر إلى حالك في الخلوات. فمن عظم الله في السر، وحفظ أوامره ونواهيه، كان ذلك آية على صدق إيمانه ولهذا قال تعالى : {من خشي الرحمن بالغيب} .

قاعدتان من أهم قواعد العلاقات الاجتماعية، من حرمهما حرم خيراً كثيراً : 
الأولى: كف الأذى .
الثانية: بذل المعروف .
وقد تأملت في أخلاق الإسلام، فوجدت أن هاتين الصفتين من أجمع الآداب، وأرسخها في بناء شخصية الإنسان وسموه، وأعمقها تأثيرا في تحقيق الطمأنينة والسلم الاجتماعي، وجماع ذلك في قوله تعالى:
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [ الأعراف: 199] .

 

بعض الناس يكون شغله الأساس تتبع أخطاء الآخرين والتعالم في نقد أقوالهم وأعمالهم، وخاصة العلماء والدعاة.. وينسى عيوبه وتقصيره. ولا يفعل ذلك غالبا إلا من أقعده العجز وقيده الكسل، ثم يعبر عن ذلك بتطاوله وتجريحه لإنجازات الآخرين.

النقد ضرورة لكن ينبغي أن يكون موضوعياً، يهدف للبناء والتصحيح وليس للهدم والتسفيه!

ننشغل في أعمالنا اليومية، ونحرص على علاقاتنا الاجتماعية وإرضاء من حولنا، و نفكر كثيرا في طلب الرزق، ونبحث عن السعادة والأنس، تستفزنا الضوضاء و الازدحام ومشكلات الطريق، وتثقلنا الدنيا بهمومها.. حتى إذا جن الليل و هدأت حركتنا، كان أجمل و أعظم ما نفعله لنسقط كل تلك الأثقال، ونتخلص من تلك الأعباء، وننام قريري العين مطمئني البال: صلاة الوتر، لنرفع أيدينا بالدعاء، ونتضرع بصدق وتجرد نستمطر الرحمات، ونلتمس أبواب السعادة. ومن كان مع الله كان الله معه.

هل فكرت في يوم من الأيام أن تؤذي أحدا أو تجرح إنسانا ابتداء أو انتقاما؟!
إذا كان ذلك كذلك فتذكر أنه هذه نزغة من الشيطان، لا يقدم عليها من رسخ في قلبه نور القرآن، وتأمل قول الله تعالى:
{وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}، فهذه الآية نزلت في حادثة الإفك التي تطاول فيها بعضهم على عرض الصديقة رضي الله عنها، ومع ذلك يأمر الله بالعفو والصفح، ليتربى المسلم على سمو النفس، و طهارة القلب، ويترفع عن شيم أهل الأهواء.

النفوس الصغيرة تدور حول الصغائر وتوافه الأمور، والنفوس الكبيرة تسمو بأشواقها نحو المعالي، ونتطلع دائما لكرائم الأقوال وشريف الأعمال. و ليس غريبا أن يسقط الغراب على الجيف، وتسمو النسور نحو أعالي الجبال.

ألا ترون أن الثقافة في مفهوم بعض من يسمّـون أنفسهم بالتنويريين السعوديين ضرب من ضروب التصابي والسفه ؟!

مجموعة من أهل الفضل والإصلاح يوقعون وثيقة يطالبون فيها بإصلاحات سياسية وتشريعية يرفعونها لرئيس الإمارات العربية فيكون الجواب سحب الجنسية من هؤلاء!!

أتظنون هذا الخبر قبل ثلاثة أو أربعة عقود؟!

بالتأكيد لا، ولكنه قبل أيام قلائل وفي ظل الربيع الذي امتد بظلاله على عالمنا العربي.

لست أدرى كيف يفكر من اتخذ هذا القرار، لكن الذي أدريه أن عقلية الاستبداد تخبط خبط عشواء، بلا وعي ولا بصيرة..!

ألح علي أحد أصدقاء الفيسبوك بطلب الزيارة، فلما التقيته كان حليقاً و يلبس ملابس رياضية شبابية، وبادرني القول: حرصت أن آتيك كما هي عادتي دون تكلف أو تصنع، فقد وجدت نفسي داعية ناصحاً في بعض المواقع الالكترونية، وكثيراً ما أجد النقد من بعض أصحابي.. فهل يصلح أن أكون داعية بهذه الهيئة؟!

فقلت له: بل يجب أن تكون كذلك، وربما يكون تأثيرك على أقرانك من الشباب أكثر من تأثير كبار الدعاة عليهم، فلا تتردد في النصيحة والدعوة بطريقة مباشرة وغير مباشرة فأنت تحقق بذلك عملاً عظيماً، ولا تحقرن من المعروف شيئا. لكن لا تتكلم إلا فيما تعلم، وما يأتيك من نقد إذا كان حقاً فاقبله ولا تنزعج منه، وما كان خطأ فلا تلتفت له، ولا تتأثر بالمثبطين .

فرح صاحبي بذلك وقال: يعني يصلح أن أكون داعية بهذه الهيئة.. أنت متأكد؟!

فقلت له: الدعوة ليست وظيفة يحتكرها مجموعة محدودة من الناس، بل هي رسالتنا جميعا رجالاً ونساء، كل حسب وسعه وعلمه، فقد صح عن رسول الله قوله: ( بلغوا عني ولو آية).

يا أيها الشباب! يا أيتها الفتيات!

ليكن شعارنا: كلنا دعاة.. كلنا أنصار الدين.. حتى مع تقصيرنا و ضعفنا، وأرجو أن يكون عملنا في الدعوة سبباً من أسباب تصحيحنا لواقعنا .

 

تأملت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فوجدته توجيها عظيما يؤسس لمجتمع متماسك، ويبني الإحساس الصادق بمشاعر الآخرين وحقوقهم، و يسقط الأثرة وحب الذات والأنانية، ونحوها من الصفات التي تبني القطيعة والقسوة والتوحش في العلاقات الإنسانية.

حاول أن تقرأ هذا الحديث في سلوكك وسلوك الناس من حولك فماذا سوف تجد؟ وهل ترى أنك راض عن نفسك؟

 

عندما تلقي نظرة في بعض صفحات الفيسبوك والتويتر ونحوها، تجد فراغاً كبيراً يحيط بعقول بعض الشباب والفتيات، ينعكس هذا في غثاء من القيل والقال، واهتمامات سطحية، وموضوعات تافهة !

يا أيها الشباب لن نكون مؤثرين وفاعلين في مجتمعاتنا ما لم يكن لكل واحد منا مشروع طموح يعبر فيه عن شخصيته، ويحقق فيه إنجازاً ينفع فيه نفسه و الناس من حوله .

فما مشروعك الذي اخترته لنفسك؟ وهل ترى أنه يستوعب بصدق طاقاتك الكامنة؟

 

البلطجية أو البلاطجة في الروايتين المصرية واليمنية، أو الشبيحة في الرواية السورية، مصطلح يدل في معناه الشائع على مجموعة من المستأجرين الذين يمارسون أسوأ أنواع الإفساد والعبث، وبقدر ما يدفع لهم يزداد تطاولهم و تخريبهم.

وهناك نوع آخر من البلطجية يلبسون قفازات من حرير وملابس أنيقة، لا يستخدمون العصي ولا يجرون في الشوارع خلف المتظاهرين، لكنهم يستخدمون أقلاما مأجورة، ويلهثون في البرامج الفضائية وصفحات الرأي في الصحافة العربية، مهمتهم ليست الضرب والمطاردة؛ وإنما التزوير والتلفيق.

إنها بلطجية الثقافة و الفكر والأسماء اللامعة.. فلا تغرنكم زخارفهم، فهم مفضوحون {ولتعرفنهم في لحن القول}.

 

بعد تسع سنوات من الاحتلال خرج الجيش الأمريكي  من العراق، ومن الوعود التي تشدق بها الرئيس الأمريكي بوش في بداية الغزو أنه سيجعل العراق أنموذجاً للدولة الديمقراطية  يحتذي به العرب..!

طموح جميل لكنه في الوقت نفسه طموح كاذب مخادع، نعم سقطت ديكتاتورية صدام، لكن سقط العراق في بحار من الدماء، وحطم الاحتلال كل معاني الإنسانية والكرامة، و زرعت ديكتاتورية طائفية قمعية، جمعت السوء من أوسع أبوابه، وارتهن العراق للنفوذ الفارسي الصفوي.

لقد فرّط العرب في عراقهم، فهل سينهضون لتحريره و إعادته إلى هويته الإسلامية العربية؟

 

أوقفت سيارتي بجوار سوق تجاري، وتوقفت بجانبي سيارة أخرى، و أغاظني جداً أن صاحب السيارة كان يدخن رغم أن زوجته وأطفاله كانوا معه، فلما نزل سلمت عليه و أخذته بعيدا عن أطفاله وقلت له: إن من أكبر الجنايات التي تجنيها على أطفالك أن تدخن في مكان مغلق و أطفالك معك، فهل يسرك أن تحرق قلوبهم بغير ذنب جنوه ؟ فابتسم بكل خجل، ثم شكرني وذهب.


الطريف في الأمر أن أحد الأطفال رآني في السوق فجاء إلي مسرعا وقال بكل براءة :
شكراً عمّي .. شكراً عمّي .. ولعلّ والده قد أخبر أهله بما دار بيننا.

 

تأملت في صحافتنا المحلية فوجدت أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي أكبر قضية غصت بها حلوق كثير من كتاب الرأي، وشرقت بها أقلامهم. ولن تجد مثالا على التحامل وضعف الموضوعية والازدواجية في الرأي أبلغ من كتاباتهم في هذا الموضوع .
نعم يوجد قصور وأخطاء بشرية، لكنها تفسر في كثير من الأحوال تفسيرات مغرقة في التحامل و التزوير .

من المفارقات الغريبة أنه في الوقت الذي يعقد في مدينة الرياض مؤتمراً عن (المرأة السعودية ما لها وما عليها)، تطالعنا وسائل الإعلام بخبر عن سفر مجموعة من السعوديات إلى فرنسا لتنفيذ أول برنامج يهدف إلى تعزيز الثقافة الحقوقية والقانونية للمرأة السعودية في دورته الثانية، في مجالات الصحة والتجارة والأعمال والقانون والقضاء والشؤون الاجتماعية والتعليم والثقافة والآثار.

إذا نحن أمام صورتين من التدافع بين الحق الباطل، صورة تسعى لتعزيز هوية المجتمع والثقة بفكر الأمة وثقافة البلد، تقابلها صورة تريد مسخ شخصية المرأة السعودية و إسقاطها في مستنقعات التبعية و مجاراة الآخرين ، فأي الفريقين أولى بالدفاع عن المرأة وحقوقها؟!

 

إذا أردت أن تعرف صدقية أمريكا في دعوتها للديمقراطية وحقوق الإنسان، فتأمل هذا الخبر:

أكدت منظمة العفو الدولية أن شركات أمريكية زودت الداخلية المصرية بثلاث شحنات لقنابل مسيلة للدموع منذ 25 يناير بموافقة السلطات الأمريكية.

وهذا يعني ببساطة شدبدة أن أمريكا كانت ولا زالت داعمة رئيسة للديكتاتوريات العربية، لأن مصالحها الاقتصادية والسياسية لن تتحقق إلا في ظل الديكتاتوريات التي قطعت صلتها بشعوبها.

 

تنطلق عصر هذا اليوم السبت فعاليات مؤتمر بعنوان (المرأة السعودية ما لها وما عليها) ينظمه

 "مركز باحثات لدراسات المرأة والأسرة" لمدة يومين،  وهذا المؤتمر من المبادرات الرائدة التي تدل على وعي كبير بخطورة التحديات التي تستهدف كيان المجتمع.

وفق الله الجميع لخدمة دين الإسلام.

 

أتدرون ما هو الخطر الأكبر الذي ينتظر مصر ؟

أجاب أحد الكتاب عن ذلك في موقع قنطرة الألماني قائلاً :

(خصيصة أخري في الشأن المصري هي البزوغ اللافت لقوى التيار السلفي، هذه القوى التي لا تحترم التعدد أو أبسط قواعد السياسة من تقبل للآخر، والتي هي نتاج التربية الأمنية لعصر مبارك حيث دربها على استهداف خصومه، ستدخل البرلمان بعاصفة من الأفكار القمعية والاستبعادية، وهي حالياً تلقي التدليل من المجلس العسكري وكل المسيسين، وهم كما عبّروا جهاراً نهاراً سيحرقون الأخضر واليابس لو لم يحققوا رؤاهم الظلامية ضد المجتمع، هؤلاء هم الخطر الأكبر بين قوى الإسلام السياسي).
هذا مثال للغصة التي شرقت بها حلوق الليبرايين... وما تخفي صدورهم أكبر.

 

كشفت الانتخابات المصرية عن معركة فكرية وثقافية كبيرة في الشارع المصري، اصطفت فيها الأحزاب الليبرالية واليسارية والأقباط، وبدأت هذه التيارات بالحشد الجماهيري والإعلامي لاستدراك ما يمكن استدراكه في المرحلتين القادمتين، والمثير في الأمر أن السفارة الأمريكية في القاهرة كسرت الأعراف الدبلوماسية ودعت صراحة من تسميهم بأصدقاء السفارة لتدارس تداعيات تقدم الإسلاميين في المرحلة الأولى من الانتخابات، وتنسيق الحراك الليبرالي في المراحل القادمة، وصدق المولى جل وعلا: {وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون} .

ومع كل هذا الحشد فإننا واثقون بفطنة التيار الإسلامي بأطيافه المتنوعة وحرصه على التكامل والتنسيق، وواثقون بنباهة الشعب المصري وخياراته، قال الله تعالى: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} .

أدام الله لنا مصر كنانة للإسلام ، وأرضا للأمن والإيمان .

 

رغم أن معظم المؤشرات الأولية كانت تدل على فوز الإسلاميين في الانتخابات المصرية إلا أن العلمانيين أصيبوا بصدمة أفزعتهم وأفقدتهم توازنهم الفكري والأخلاقي، وراحوا يملؤون الفضائيات والصحف بمناحات متشنجة، و تخويف من الإسلاميين، و إليكم هذين المثالين:

- كتب "يوسف القعيد" في صحيفة الأخبار: (ينتظر الأدب والفن وروح مصر وحضارة مصر وتاريخ مصر و آثار مصر فترة ظلام لا يعرف إلا الله مداها) .

- وكتب "أبوكريشة" في الجمهورية: (إذا تركنا الأمور مائعة فسيصبح الوطن ريشة في مهب الريح، سنرى مهازل ومساخر، سنرى حكومات تتساقط كورق الخريف من أجل فلم رأى البرلمان أنه إباحي، ومن أجل لوحة تشكيلية رأى أنها بورنو، ومن أجل كتاب أو رواية قليلة الأدب، ومن أجل نقاب أو حجاب أو حفل راقص، وقرارات بإلغاء اتفاقيات وطرد سفراء، لقد كانوا يقيمون الدنيا ويقعدونها من أجل ذلك كله وهم خارج البرلمان وخارج المنظومة السياسية كلها، فماذا سيفعلون وهم أغلبية برلمانية؟ بالتأكيد سيقعدون الوطن ولن يقيموه أبدا) .

وبسبب هذه الصدمة راحوا يتنادون و يستنفرون صفوفهم للمواجهة، فهذا جلال عارف يكتب في الأخبار: (المشكلة الآن أن يمسك التطرف بعملية التشريع وكتابة الدستور، فهل يستمر السكوت حتى تقع الكارثة، أم أن هذا وقت تحالف كل المثقفين وكل القوى الوطنية من أجل الدفاع عن الحريات وعن صحيح الإسلام؟) .

يا أيها الفضلاء: لم تظهر تلك الأحزاب الليبرالية والعلمانية إلا عندما تحالفت مع الاستبداد و أصبحت جزء منه، فكانت بيئتهم هي بيئة القمع والإقصاء والصناديق المزورة، وعندما سقط الاستبداد تقطعت بهم الحبال و تبين أن جذورهم في المجتمع جذور هشة لا تقوى على الوقوف.

 

أربعة دروس عظيمة من دروس عاشوراء، ينبغي استحضارها ونحن نستعد بعون الله تعالى لصيامه:

الأول: أن الطواغيت على مر التاريخ لا يفهمون ولا يعقلون إلا بعد ضياع الوقت وذهاب الفرصة، وهذا مستفاد من قول الله تعالى في قصة هلاك فرعون: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين}. ولهذا جاء التوبيخ له حاداً: {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}. وتأمل قول ابن علي: فهمتكم، وقول حسني: أفندم، وقول القذافي وصاحبيه: نحن غير تونس ومصر.

الثاني: أن الله يملي للظالم، فيغتر بطغيانه وجبروته، ويضرب الله على قلبه الغفلة، ويتطاول على عباد الله بالبغي والإفساد، لكن الله ينتصف للمظلوم من الظالم، ويأخذه أخذ عزيز مقتدر، قال الله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون}.

الثالث: وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لأخيه موسى عليه الصلاة والسلام، وهذا مستفاد من قوله: (نحن أحق بموسى منهم) . فالأنبياء جميعا إخوة، ولا يتم إيمان المسلم إلا بمحبتهم والإيمان بهم، فنحن أحق بموسى عليه الصلاة والسلام من اليهود، وأحق بعيسى عليه الصلاة والسلام من النصارى.

الرابع: تميز الشخصية المسلمة، واعتزازها بهويتها وقيمها، وهذا مستفاد من حرصه عليه الصلاة والسلام على مخالفة اليهود: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع).

فلنحرص على صيام هذا اليوم العظيم، وليكن من دعائنا على الإفطار الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح في مسند أحمد وسنن أبي داود والترمذي: (ربنا أعن المسلمين ولا تعن عليهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، و امكر لهم ولا تمكر عليهم، واهدهم ويسر الهدى إليهم،  وامكر لهم ولا تمكر عليهم، واهدهم ويسر الهدى إليهم، وانصرهم على من بغى عليهم).

 

أتدرون أن من أكبر الجنايات التي تجنيها الفتاة أن تسقط حجابها ، أو تتقصد إظهار شيء من مفاتنها من أجل أن تلفت أنظار الشباب إليها . 

 

ألا ترون أن التوتر والاحتقان الشديد في الشارع المصري ناتج عن أمرين رئيسين :

أحدهما : أن الاتجاهات والأحزاب الليبرالية تخشى أن تفقد مكتسباتها العلمانية التي اصطنعتها خلال العقود الماضية بالتحالف مع النظام القمعي .

والآخر : أن الأحزاب العلمانية تخشى من الخيار الديموقراطي الذي كانت تبشر به ردحا طويلا من الزمن تحت مظلة الاستبداد ، فصناديق الاقتراع النزيهة التي جاءت بحزبي النهضة في تونس والعدالة والتنمية في المغرب ، قد تأتي بالأحزاب الإسلامية في مصر .

سوف تبدأ الانتخابات هذا اليوم ؛ فادعو الله أن يحفظ مصر من شر الأشرار وكيد الفجار، و أن ينصر الدين وأهله .

 

افعل ما تشاء ، وقل ما تشاء ، واكتب ما تشاء ، واذهب إلى مكان تشاء ؛ لكن تذكر أن عين الله ناظرة إليك .

 ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) .

 

   

أحدث التعليقات 0

اكتب تعليقك

150
Captcha
أعلى