• - الموافق2024/04/26م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha

اليـمـن .. ثـورة شعـب! الخلفية والأبعاد

يمثل شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) مطلبا حاضرا في حراك الشعوب العربية بعد نجاح ثورتي تونس ومصر الجزئي في إقصاء رموز السلطة عن الحكم وإسقاط مشاريعها العائلية في توريث السلطة والثروة معا.

وقد أصبح هذا الشعار الذي بات يردد في دول عربية أخرى سقفا أعلى يتجاوز المطالب الإصلاحية التي كانت تنادي بها الأحزاب والقوى السياسية من قبل، في إطار مرجعية الدستور ومنظومة الحكم.

 اليمن لم تكن بعيدة عن الأحداث التي شهدتها تونس ومصر، وإن كانت المطالب المنادية بالتغيير والإصلاحات السياسية وإسقاط النظام حاضرة من قبل، كما أن اللجوء إلى الشارع كان الورقة التي تراهن عليها الأحزاب في إطار استقوائها على السلطة لتلبية مطالبها. غير أن ما جرى في تونس ومصر أحال ورقة الضغط هذه من أداة في الصراع السياسي بين القوى الحزبية إلى منهجية تغييرية تتظافر لها كل القوى الاجتماعية والثقافية والسياسية فتقلب ميزان القوى، وتطرح حقيقة قدرة الأنظمة على البقاء في المحك، في ضوء ما وصلت إليه من قطيعة على كافة الصعد: السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية داخليا وخارجيا. لذا لم يعد الحديث عن ضغوط شعبية لإصلاح مواد دستورية وصيغ تقاسم للسلطة والثروة وإعادة هيكلة نظام الحكم منطقيا على إثر الأحداث التي تشهدها المنطقة، ويقودها ميدانيا جماهير شبابية وشعبية تنادي برحيل وزوال الأنظمة مطلقا، وتنقلها وسائل الإعلام لحظة بلحظة لتشكل العدوى التي باتت تخافها الأنظمة.

 من هنا جاءت ردة فعل الشارع اليمني لهذه الثورة طبيعية وسريعة، خاصة في ظل التعبئة التي مارستها قوى مختلفة خلال الفترة السابقة على خلفية صراعها مع السلطة، كالحراك الجنوبي بفصائله الداعية إلى فك الارتباط (الانفصال) أو إلى تصحيح مسار الوحدة، والحوثيين الذين دخلوا مع السلطة ستة حروب عسكرية من أجل قيام مشروع دويلة شيعية في الشمال، والمعارضة التي أقصيت عن أي فعل وتأثير على المشهد السياسي وعن المكاسب والمغانم في السلطة والثروة!

وعوضا عن أن تقود المعارضة بكل أطيافها الشارع، أصبح الشارع اليمني أسبق من المعارضة وأقوى حضورا على ساحة الفعل السياسي بتكرار المشهد الثوري الجماهيري في صورة مظاهرات ومسيرات واعتصامات حاشدة.

 المسألة لا تقف عند القوى الداخلية، بل يتجاوزه إلى القوى الدولية التي عبرت في أكثر من موقف عن عدم قناعتها بنظام الرئيس علي عبدالله صالح، وعدم إيمانها بقدرته على تحقيق الأجندة المطلوبة دوليا، سواء كان ذلك في صيغ مطالب سياسية للنظام أو عون للمعارضة أو نقد يأخذ طابع التقارير والدراسات والتصريحات الإعلامية.

 لذلك فإن جهود تواصل السفارة الأمريكية –وغيرها ممن يسير في فلكها- مع القوى المعارضة والنخب الثقافية والفكرية والاجتماعية والشبابية لم تخل من نوع من التعبئة والتدريب والتأهيل وتنسيق المواقف والجهود وتعزيز القدرات والإمكانات. هذا كله استعدادا للحظة فارقة يمكن من خلالها إيصال هذه القوى إلى السلطة عبر ضغوط أو وعود أو منهجية تمكين وإحلال.

 من هنا تأتي دراسة ما يجري في اليمن في ضوء المعطيات السابقة، لتعطي خارطة واضحة عن الصراع وأطرافه.

 

 

 

أعلى