حوار مع قائد جبهة (لواء الإسلام) السورية
لواء
الإسلام اسم لمع مبكراً في ساحات الجهاد في أرض الشام المباركة، وانطلاقته الأولى
كانت من مدينة دوما في غوطة دمشق، حيث فسطاط المسلمين يوم تقوم الملاحم في آخر
الزمان، وهو اليوم يعد واحداً من أهم الفصائل الجهادية العاملة على أغلب التراب
السوري، لا سيما في دمشق وريفها.
مجلة
البيان كان لها لقاء مع قائد لواء الإسلام[1] تناول فيه نشأة اللواء، والدور المهم الذي يلعبه، وتطرق لبعض
النواحي السياسية والإغاثية وغيرها، وفيما يلي نص الحوار:
البيان:
في بداية هذا الحوار نحب أن تطلعونا على بدايات التفكير في إنشاء لواء الإسلام؟
الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فعندما
قامت الثورة في آذار/ مارس 2011 كنت مسجوناً من قبل النظام، حيث إن النشاطات الدعوية
التي كنت أمارسها في سورية سبّبت لي ملاحقات أمنية عديدة، بدأت عام 1987 وانتهت
بتوقيفي بداية سنة 2009 في أفرع المخابرات، إلى أن ختمت بالسجن في سجن صيدنايا
العسكري الأول.
وقد
مثلت الثورة حدثاً فارقاً، وشكلت المظاهرات في بدايتها ضغطاً على الحكومة جعلها
تطلق سراح عددٍ من المعتقلين، فخرجت من السجن في 22/6/2011، أي بعد بداية الثورة
بثلاثة أشهر، وحال خروجي من السجن عملت على تأسيس قوة عسكرية لمحاربة النظام كان
اسمها في بدايتها سرية الإسلام، ثم تطورت إلى أن صارت لواء الإسلام في الوقت
الحالي.
البيان:
لكن ما الذي دفعكم لتأسيس السرية الأولى للواء الإسلام؟
بدأ
التفكير في إنشاء قوة عسكرية لمحاربة النظام انطلاقاً من أمرين اثنين:
أولهما:
الحكم الشرعي في كيفية التعامل مع النظام في ظل الظروف الناشئة في بداية الثورة،
حيث انتهت دراستنا - بعد استشارة عدد من طلبة العلم - إلى تعيُّن الجهاد بالسلاح
لهذا النظام، باعتباره من جهاد الدفع، وهو أحد نوعي الجهاد المشروع.
ثانيهما:
التاريخ الأسود للطائفة النصيرية التي ينتمي إليها النظام، والتي ثبت أنها لم
ترتدع عبر التاريخ إلا بالقتال.
البيان:
وهل لكم أن تحدثونا بشيء من التفصيل عن لواء الإسلام؛ دوره، أماكن عمله، والهدف من
إنشائه؟
لواء
الإسلام - بفضل الله عز وجل - يعدّ القوة الأولى في دمشق وريفها، وله سلسلة عمليات
ضخمة ضد هذا النظام، ويضم ألوفاً من المجاهدين، وهو مكون من مجلس قيادة، و23
مكتباً إدارياً، و64 كتيبة عسكرية، وينتشر في مناطق كثيرة من سورية.
وقد
كانت غايتنا منذ البداية تحرير سورية من العصابة الحاكمة، وإقامة الدولة التي تجعل
القرآن والسنة دستورها، وتحكم الناس بالعدل، وليس لنا أي مرجعية إلا علماء الإسلام
الربانيين على اختلاف بلدانهم وأقطارهم. ونحن اليوم نسعى بكل ما أوتينا من قوة
لتحقيق هذا الهدف وحماية الجهاد من الانحراف وحفظ ثمرته من السرقة.
البيان:
مما لا شك فيه أن الخطوة الأولى دوماً تعترضها العقبات، لا سيما في أمر عظيم
كالجهاد، وبخاصة في بلد مثل سورية حُكِم لعقود بنظام علماني طائفي قمعي، فما
الصعوبات التي واجهتكم في البداية؟
لقد
واجهتنا في البداية صعوبات شتى، وأهمها في نظري: عدم إقبال أهل العلم عندنا على
الجهاد، بل صدهم الناس عنه بدافع الخوف والجبن أو السطحية في التفكير والجهل
بالتاريخ، وغيرها من الأسباب، كما أننا في البداية عانينا كثيراً وفاتتنا فرص
كبيرة لعدم قناعة الوجهاء من أصحاب الأموال بالحل العسكري، أضف إلى ذلك الصعوبات
الأمنية الكثيرة والخطيرة التي حفّت الجهاد في بدايته، بسبب سيطرة النظام على
البلاد.. إلى غير ذلك من الصعوبات.
البيان:
وكيف تنظرون إلى سير الأعمال العسكرية في مختلف المحافظات اليوم؟
العمل
العسكري يتطور - بفضل الله - تطوراً جيداً، لكن طول المدة وتدخّل الأجندات والركون
إلى الدنيا من البعض؛ كل ذلك يعيق نجاح العمل، لكن مع كل هذا فالمبشرات كثيرة
والحمد لله؛ كضعف الجيش وكثرة الانشقاقات فيه، واتساع المناطق المحررة، وازدياد
قوة المجاهدين.
البيان:
كانت هناك دعوات كثيرة لتوحّد الكتائب والألوية في كيان واحد، لكن هذا لم يتحقق
حتى الآن، فما العوائق أمام هذا التوحد؟
هذه
الدعوات أثمرت جزئياً عبر توحّد مجموعة من الألوية والكتائب في جبهات موحدة، فنحن
مثلاً في لواء الإسلام جزء من جبهة تحرير سورية الإسلامية، وكانت فكرة إنشائها
تقوم على تجميع القوى العسكرية الإسلامية وتوحيد جهودها، والانطلاق بها نحو
الأفضل، وينضوي تحت الجبهة عدد من الألوية والكتائب، على رأسها: صقور الشام،
والفاروق، ولواء التوحيد، وغيرها.
وأما
عدم توحّد كل الألوية في كيان واحد، فقد يكون من أهم الأسباب تدخّل الممولين
للألوية في سياساتها، فهذا مع عدم قدرة بعض قادة الألوية على التطاوع مع الآخرين؛
يدفعان للانزواء والانفراد في موضوع التعاون والتطاوع، لكن هناك سبل يجري العمل
عليها لتحقيق شيء من المأمول، ولعل الله تبارك وتعالى ييسر الأمر.
البيان:
دار كلام في المدة السابقة عن تشكيل نواة لما يشبه الصحوات في العراق، فهل لديكم
معلومات حول مثل هذا الأمر؟ وما مدى قابليته للتنفيذ؟ وهل لديكم خطط للتعامل مع
مثل هذا الوضع؟
نحن
لدينا إحساس بأن بعض الجهات الخارجية والداخلية تحاول تشكيل صحوات سورية؛ ذلك أننا
لا نجد أي مبرر لبعض الجهات الخارجية والداخلية في دعم عصابات من المجرمين
والحثالات والإعراض عن دعم المجاهدين الصادقين، إلا أن هذه الجهات تمهد لصحوات في
سورية، ونقول بكل أسف إن مشروع الصحوات مع صعوبة تنفيذه في سورية على غرار ما حدث
في العراق، إلا أنه لا يستحيل تنفيذه إن ساء الوضع أكثر من ذلك، وأنا لا أجد حلاً
لهذه المعضلة أنجح من توحّد الكتائب الإسلامية الذي سيدفع كثيراً من الباطل ويعلي
كثيراً من الحق.
البيان:
الثورة السورية طالت بشكل لم يسبق له مثيل في باقي البلاد التي قامت فيها الثورات،
وهذا قد يصيب بعض الناس باليأس، فما قولكم؟
جوابي
على هذا هو قوله تبارك وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ
أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31]، وقوله عز وجل: {لِيَمِيزَ
اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ
فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
[الأنفال: 37]، وقوله: {حَتَّى إِذَا
اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا
فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}
[يوسف: 110].
وأنا
أدعو جميع إخواني في سورية وخارجها إلى التحلي بالصبر والتعلّق بالله جل وعلا وعدم
اليأس، قال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:
87]. وأقول لهم كما قال كليم الله موسى عليه السلام لقومه: {اسْتَعِينُوا
بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
[الأعراف: 128].
البيان:
بارك الله فيكم، ولكن على الجانب الآخر هناك من يرى في طول هذه المحنة منحاً
وعطايا، فما رأيكم؟
هذا
صحيح، والمنح والعطايا في هذه الثورة كثيرة: منها إقبال الصادقين على تجريد النية
لله عز وجل، وتمييز المجاهدين الصادقين من الوصوليين الذين يلبسون لبوس الجهاد وهو
منهم براء، ومنها انقطاع الحجة عن أصحاب الحلول التي تتوسط بين الحق والباطل،
ومنها ظهور كلام المؤمنين الصادقين وتمييزهم عن المنافقين، وأيضاً ازدياد الجرأة
العسكرية لدى المجاهدين بشكل كبير جداً، ولعل ذلك تهيئة من الله لأمر عظيم قادم.
البيان:
هذا يجرنا للكلام عن الحالة الإيمانية لدى المجاهدين ولدى عامة الناس، فكيف
تقوّمونها اليوم؟
الحالة
الإيمانية ما زالت بفضل الله جل وعلا مرتفعة في قلوب عباد الله، رغم ما لحق بهم من
ضيق في أرزاقهم وأعمالهم، ورغم القتل والتدمير والتشريد والمعاناة العظيمة وما
نراه من آثار ذلك عليهم؛ فرغم كل الألم والمعاناة إلا أن الناس ما زالوا يدفعون
أولادهم للالتحاق بركب المجاهدين الصادقين، وما زال المجاهدون يتواثبون إلى
النزال، ويتسابقون إلى الجنان، وهذا فضل من الله تبارك وتعالى.
البيان:
كنا نسمع قديماً عن عدم وجود قبول شعبي للمنهج السلفي في سورية، فهل صحيح أن
كثيراً من الناس مع بداية الثورة صاروا يتقبّلون هذا المنهج؟
نعم
هذا صحيح، وبفضل الله فقد وُضِع القَبول للمنهج السلفي في بلادنا مع بداية الثورة
لأسباب عدة، أهمها: أن أوضح صورة للاضطهاد الديني كانت متجلية في اضطهاد النظام
لدعاة المنهج السلفي في كل سورية، والسبب الآخر أن الثورة أثبتت مصداقية الأطروحات
السلفية في اعتماد مبدأ العقيدة ميزاناً للولاء والبراء، وتمييز الأصدقاء عن
الأعداء، وهذا المبدأ كثيراً ما كان يحاربه أعداء السلفية الذين سقطوا في بداية
الأحداث، وفقدوا مصداقيتهم، وكُشفت الأقنعة عن وجوههم القبيحة المعادية للأمة؛
فسقوط رموز أعداء السلفية كالدكتور البوطي[2] والحسون وكثير من الخونة الآخرين؛ أثبت مصداقية المنهج الذي عبّر
عنه السلفيون ودعوا الناس إليه وقاسوا الويلات من أجله في السجون.
البيان:
لكن كيف السبيل للمحافظة على هذا المكسب الكبير؟
يمكن ذلك بزيادة عدد الدعاة إلى الله على هذا المنهج في بلادنا، مع دعمهم دعماً كبيراً في المجالات الدعوية والإغاثية وغيرها.
البيان:
طالما تطرقتم للدعوة، فهل هناك جهود دعوية تقومون بها في المناطق المحررة؟
نعم ولله الحمد، فنحن نقوم بجهود دعوية متنوعة تتجلى في إنشاء كثير من المعاهد الدعوية، إضافة لتمكين الخطباء وطلبة العلم من حَمَلة المنهج السلفي، ودعمهم وتوجيههم ونشر الكتب والمجلات وغير ذلك.
البيان:
وكيف ترون مستقبل العمل الدعوي على منهج أهل السنة والجماعة؟
لا شك أن مستقبل العمل الدعوي على منهج أهل السنة والجماعة سيكون أفضل بكثير من ذي قبل - إن شاء الله تعالى -؛ لأننا لم نرَ حرباً على هذا المنهج كالحرب التي كان يشنها النظام ضده، إلا ما قرأناه في الكتب عن حرب العبيديين أو من يسمون الفاطميين لهذا المنهج أيام حكمهم لمصر، ومع ذلك بقي هذا المنهج في بلادنا صامداً، لكن هذا المستقبل المشرق الذي نرجوه يتوقف بعد توفيق الله تعالى على توافر الكوادر الدعوية واجتهادها وانطلاقها وتفانيها كما كنا نرى منها أيام النظام.
إن الناس في بلادنا طيبون محبون للحق، ينقادون عند توافر الداعية الصادق الذي يكون بهم رحيماً، ويكون لهم موجهاً رفيقاً وأخاً عطوفاً وناصحاً أميناً، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعلي كلمته ويرفع راية دينه.
البيان:
هناك سؤال يدور في أذهان كثير من الناس خارج سورية عن الكيفية التي يتم بها
التعامل مع احتياجات الناس الغذائية والصحية وغيرها؟
هناك صعوبة كبيرة في توفير احتياجات الناس من كل النواحي المعيشية؛ كالغذائية والصحية وغيرها؛ لذا فقد اضطررنا لتكليف جزء كبير من قواتنا بالقيام بهذه المهام؛ من توفير الدقيق ونقله، وتوفير المحروقات وتوزيعها على الناس، وتشغيل الأفران، وحماية خطوط الإمداد، وتوفير الحماية لبعض مصادر التغذية، وإنشاء مؤسسات إغاثية كما هو الحال في مؤسسة (نور الإسلام) التي أنشأها لواء الإسلام.
أما كيف يتدبر الناس أمورهم فأقول إن الناس في ضعف شديد وبلاء، ولا معين لهم إلا الله، ونحن نحاول أن نوفر فرص عمل لألوف العاطلين فيما يفيدهم وأمتهم، ويكون عوناً ورديفاً للجهاد، وهذا حاصل في أكثر من ثلاثين مؤسسة ومكتباً أسسها لواء الإسلام في سورية - ولله الحمد.
البيان:
إذا انتقلنا للجانب السياسي، فكيف تنظرون إلى الخطوة الأخيرة المتعلقة بتشكيل
الحكومة المؤقتة؟
نحن نقول بكل وضوح وصرامة، إنه ومنذ سقوط الدولة العثمانية جرت العادة على أن يقطف الثمرة من لم يزرع بذرتها، ونحن موقفنا من كل المشاريع السياسية أننا نحرص على أن يقطف الثمرة أهلها الذين سقوها بدمائهم؛ فنحن لن نُخدع هذه المرة إن شاء الله. نحن نقبل بأي حكومة تنطلق من الشريعة الإسلامية مصدراً وحيداً للتشريع، وتحافظ على حقوق الأكثرية المسلوبة خلال العقود السابقة، وتتحرر من التبعية للخارج، أما غير ذلك فلن نسمح بتمرير حكومة تقتات على ثمار الثورة التي سقاها شهداؤنا بدمائهم.
البيان:
لكن ما السبيل لذلك، لا سيما أن كثيراً من أنصار الثورة يأخذون على الكتائب
الرئيسة عدم وجود كيانات سياسية تمثلها وتتحدث باسمها، فما السبب؟
إن الطريق التي سلكها كثير من الكتائب الرئيسة تحتاج في كثير من الأحيان إلى نوع جيد من الساسة ليمثلوها، هذا النوع الذي يجمع بين الفقه في الدين، الذي هو المصدر والمنبع للسياسة الشرعية، وبين المعرفة بالواقع الداخلي، الذي هو المنطلق والسلاح للحرب السياسية، وبين إدراك سياسة الدول الأخرى التي تقوم على المصالح ولا تراعي المبادئ، وكيفية التعامل معها بسياسة شرعية تقوم على المبادئ وتراعي المصالح؛ هؤلاء الساسة الذين يدركون كل ما سبق هم عملة نادرة لا تتوافر في كثير من البقاع والأحيان، وغالباً ما تجدهم عند توافرهم قادة يسوسون الأمة في الداخل، وهناك جهود كبيرة الآن لانتقاء عدد من الساسة الشرعيين ليحكموا مجموعة سياسية لعدد من الكتائب تتحدث باسمها وتستثمر عملها في الملتقيات السياسية.
البيان:
لكن المخاوف كبيرة من تكرار تجارب لا تخفى عليكم من بذل المجاهدين دماءهم وأرواحهم
ثم مجيء من يقطف الثمرة بدلاً منهم، فكيف تنظرون للمستقبل بعد سقوط النظام؟
نوهنا سابقاً إلى أن مشاريع قطف الثمرة جارية الآن على قدم وساق وبأشكال متعددة، فنحن نعتبر أن تشكيل كتائب جديدة في مناطق محررة، وبعد ما يقرب من سنتين من الجهاد، هو مشروع لقطف ثمرة جهاد من استشهدوا في تحرير هذه المناطق، وكذلك ما يفرض علينا من قيادات سياسية من مشاريع جاهزة ومعدة سلفاً دون المشاركة في دراستها واختيارها هو مشروع لقطف ثمرة الجهاد، وأيضاً الضخ الإعلامي المسعور لمشاريع إغاثية وتعليمية بعينها هو مشروع لقطف الثمرة، وشراء ولاءات بعض الكتائب المعدمة مادياً وغير ذلك كثير؛ كل هذه مشاريع لقطف الثمرة.
وفي ضوء هذه المعطيات والصراع على قطف الثمرة، فنحن ننظر للمستقبل في ظل اجتهاد مفاده أن الأمر سيؤول إلى صراع إعلامي وسياسي وفكري شديد إن كانت الكتائب المجاهدة الباذلة واعية للصوص الثورات وقاطفي الثمار، وسيؤول الأمر إن شاء الله بعد هذا الصراع لأخذ أهل الحق حقوقهم، والله أعلم.
البيان:
نحن في الختام نريد أن نوصل صوتكم إلى إخوانكم في مشارق الأرض ومغاربها فكيف يمكن
للمسلمين مساعدتكم؟
إننا اليوم نخوض حرباً كبيرة، ونحن بحاجة إلى جهد كل مسلم صادق في مساعدتنا في كل المجالات، ونحن ننصح إخواننا بالإقلاع عن خوض تجارب خاضها من قبلنا وأثبتت فشلها، وأخص بالذكر إخواننا الداعمين الذين يغفلون في كثير من الأحيان عن اعتماد التاريخ ميزاناً لتزكية الكتائب والأشخاص الذين يدعمونهم، فالامتناع عن دعم أشخاص ذوي تاريخ مشرف في الدعوة والعمل، والإقبال على دعم أشخاص ذوي تاريخ معاكس أو تاريخ غامض؛ ليس عدلاً ولا يخدم مصلحة الأمة، ثم التعقيد من الداعمين الصادقين يدفعنا للوقوع في مآزق كبيرة لا تحمد عقباها.
البيان: في
ختام هذا الحوار الطيب لا يسعنا إلا أن نشكركم على ما أتحتموه من وقتكم الثمين
لمجلة البيان وقرائها، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليكم بالنصر القريب وأن
يقرّ أعين المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها بالفتح المبين، فجزاكم الله خيراً.
بارك الله فيكم، ونفع بكم، ووفقنا وإياكم وعامة المسلمين لما يحب ويرضى.
:: "البيان" تنشر ملف شامل ومواكب لأحداث الثورة السورية
:: مجلة البيان العدد 311 رجب 1434هـ،
مايو - يونيو 2013م.
[1] الشيخ محمد زهران بن
عبد الله علوش «أبو عبد الله»، من مواليد دوما في ريف دمشق، ووالده هو الشيخ عبد
الله علوش من مشايخ دوما العاملين والمعروفين بالتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة
والدعوة إليه. قرأ الشيخ زهران القرآن الكريم على والده وعلى بعض كبار شيوخ بلده،
والتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق، ثم أكمل الدراسة في الجامعة الإسلامية
بالمدينة المنورة في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، ثم درس الماجستير في
كلية الشريعة بجامعة دمشق، وكان قبل الثورة يعمل في مجال المقاولات، حيث أسس شركة
للخدمات المساندة للإعمار.
[2] تم
إجراء هذا الحوار قبل مقتل البوطي.