جنود أمريكا على الحدود الليبية

جنود أمريكا على الحدود الليبية

 

يظهر الموقف الأمني في ليبيا معقداً إلى حد يمكن أن يعتبر عقبة كبيرة أمام تحقيق الاستقرار، فبعد أن فتحت الحكومة المجال أمام عناصر المليشيات المسلحة التي شاركت في الثورة للتسجيل للدخول في صفوف الأجهزة الأمنية آملة بذلك أن تغلق هذا الملف إلا أنها فوجئت بحركة تسجيل ضعيفة جداً. وبحسب مصادر في طرابلس فإن 100 شخص ينتمون لمليشيات ضعيفة هم فقط من سجل لدخول الأجهزة الأمنية الحكومية،

وتتشكل هذه المليشيات من مئات الآلاف من العناصر المنتشرة في المدن الليبية وتحكم سيطرتها على العديد من المناطق والمؤسسات الحكومية، وتريد تقاسم السلطة بقوة السلاح.

ويرى رئيس المجلس الانتقالي "مصطفى عبد الجليل" أن هذا الباب هو الأمل الوحيد للدخول في مرحلة مستقبلية إيجابية، وإذا لم يستجيبوا فإن ليبيا ستواجه حرباً أهلية.

وميدانياً تتقاتل مليشيات مسلحة فيما بينها بالقرب من بلدة غريان منذ الأحد بحسب رويترز، وأبلغت مصادر طبية عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين رغم سعى الحكومة لوقف إطلاق النار بين الطرفين.

وقال المتحدث باسم مجلس مدينة غريان "إسماعيل العايب" إن وفداً من المجلس الوطني الانتقالي موجود في البلدة حالياً وأمكن الاتفاق على وقف لإطلاق النار في الساعة الثالثة عصراً لكنه لم يستمر.

وسارع "أسامة الجويلي" وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية إلى غريان يوم السبت سعياً لوقف المعارك بين ميليشيا من البلدة وأخرى من بلدة الاصابعة.

وذكر عضو في مجلس مدينة غريان أن القتال بدأ يوم الجمعة بعد أن استوقف مقاتلون من الاصابعة مدنيين وجردوا أحدهما من ملابسه وطعنوا الآخر في ساقه.

قال مسئولو 12 حزباً من الأحزاب الإسلامية المعتدلة في ليبيا يوم السبت إنهم رفضوا مشروع قانون الانتخابات لأنه يشجع على التصويت على أساس قبلي ويعطي نفوذاً مفرطاً للأثرياء.

ومن شأن هذا المشروع الذي نشره المجلس الوطني الانتقالي أن يحدد قواعد التصويت لانتخاب جمعية وطنية تأسيسية في يونيو القادم، والتي ستقوم بدورها بصياغة الدستور وتشكيل حكومة انتقالية ثانية.

وترى وسيلة العاشق زعيمة حزب الأمة أن القانون من شأنه أن يعزز النزعة القبلية و الانتماءات لأن ليبيا لا يوجد فيها أحزاب سياسية يمكنها التنافس فيما بينها، وهذا القانون يجبر المرشحين على خوض الانتخابات مستقلين.

احتلال أمريكي

ولم تكن الأحداث في ليبيا بعيدة عن التحركات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، إذ ترددت أنباء عن إصدار الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" توجيهاً بنشر 12 ألف جندي أمريكي داخل الأراضي الليبية قادمين من قاعدة في مالطا.

وأشارت الكاتبة "سينثيا مكيني" وفق الدورية المنشورة في مركز "غلوبال ريسرش" للدراسات بتاريخ 14 (يناير) الجاري إلى أن المجلس الانتقالي الليبي يعاني من ميليشيات تتمتع بقوة كبيرة تتناحر فيما بينها من أجل كسب مزيد من النفوذ على الأرض، وهو المشهد نفسه الذي حدث في العراق وأفغانستان، في إطار عمليات المقاومة التي كانت تستهدف زعزعة المصالح الأمريكية والصهيونية، لذلك يتمركز الآن 12 ألف جندي أمريكي في مالطا حسب المعلومات التي وردت للكاتبة يستعدون للدخول إلى ليبيا في أي وقت فيما يبدو لتأمين المنشآت النفطية في البلاد.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن أحد الأطباء الذين تعاونوا مع الثوار الليبيين أن جميع موانئ النفط تعتبر في حالة احتلال من قبل منظمة الناتو والسفن الحربية الغربية. وكشف عن صور للمعسكرات الإيطالية والفرنسية في الصحراء الليبية.

وتشير مصادر إلى أن المهندسين القادمين من قطر والإمارات يتحكمون في المصافي النفطية ويمنعون العمال الليبيين الذين يتوقون للعمل في هذا المجال، وبينما تقف الطوابير الطويلة للسائقين الليبيين من أجل الحصول على الوقود تتمكن القوات الأجنبية من مواصلة عمليات التصدير بشكل سلس.

ويعاني الشعب الليبي من الاحتياج إلى الغذاء الكافي والمستلزمات الأساسية للمعيشة بعدما انقلبت الأوضاع في البلاد رأساً على عقب وأصبحت أعداد الضحايا والمفقودين خارج نطاق أي إحصاء.

وكان "مصطفى عبد الجليل" قد أكد أنه لن يسمح للناتو بإقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، ونقل عن المشير "محمد حسين طنطاوي" رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بأنه أبلغ المستشار "مصطفى عبد الجليل" رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي خلال استقباله بالقاهرة رفض مصر الكامل لإقامة أية قواعد عسكرية لحلف الأطلسي "الناتو".

وعلى الرغم من إعلان الحلف إنهاء العملية العسكرية رسمياً إلا أن هناك معلومات مؤكدة حصلت عليها مصر تفيد ببقاء أعداد كبيرة من قوات وخبراء حلف الأطلسي في ليبيا لدراسة واختيار المواقع التي يمكن أن تكون مستقبلاً لإقامة قواعد عسكرية.

وذكرت الصحيفة أن الحلف طالب الليبيين بالموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الغربية المصرية مقابل تسهيل الإفراج عن دفعات من الأموال الليبية المجمدة في المصارف الأمريكية و الأوروبية.

إلى ذلك تعرض أحد المتهمين في قضية اغتيال اللواء "عبد الفتاح يونس" "رجب الجازوي" الذي يعتبر أحد القادة الميدانيين للثوار مساء السبت لمحاولة اغتيال.

ووفقا لعائلة "الجازوي" تم تنفيذ العملية عن طريق زرع قنبلة موقوتة، مؤكدة أنها وضعت أسفل السيارة حينما كانت موقوفة أمام بيت العائلة بمنطقة الحدائق في بنغازي قبل أن يدخلها أحد الأبناء إلى سور البيت.

من جهة أخرى قال رئيس المجلس العسكري لثوار طرابلس المهندس "عبد الله ناكر" أنه قرر تشكيل حزب سياسي تحت اسم "حزب القمة".

 

أعلى