عد أُخيّ لتوبة!

عد أُخيّ لتوبة!


ما لي أراكَ كأنَّ قلبَك لا يعي

تعصي الإلهَ وتطلبُ الإكراما؟!

فالمرءُ أخلاقٌ وتقوىً، إن تكن

ضاعت، فلحماً ينتهي وعظاما

ارتعْ وكُل ما تشتهي يا عاصياً!

هذا الغرور، فلن يظلَّ دَوَاما

مسكين قد أفنيتَ عمرَك ظالماً

أمضيتَ تجني حنظلاً وحَرَاما

أرواحنا أطفالنا إن أُرضِعَت

بالإثم دوماً تعشقُ الآثاما!

إنَّ النفوسَ إذا تعيشُ ذليلةً

قد أفسدت من ذلِّها الأجساما

أقوالنا تحصى علينا أو لنا،

يا حسرتا إنَّا نغطُّ نياما!

حتى متى تبني وتشقى للدُّنا

ويؤول بيتك في الممات ركاما؟!

آن الأوان فقم لربِّك باكياً

يا مسرفاً رتِّل و (كان قواما)

تدعوه مضطراً سقيماً شاحباً...

لو تستحي هل تقرب الإجراما؟

تعصيه، كيف تراك تأكل رزقه!

يا غافلاً لا تشترِ الأسقاما

الكل ينظر في عيونك مشفقاً؛

فعلامَ تفضي للحرام علاما؟!

بادرْ لطاعةِ غافرٍ قبل النَّوى

ها شيبُنا قد بدَّد الأحلاما

عُدْ يا أُخيَّ لتوبةٍ، قُمْ للهدى

                        كي تجعلَ الجُرمَ العظيمَ حطاما!

 

  

أعلى