• - الموافق2024/04/20م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
حوار مع الدكتور عبدالعلي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في المغرب

حوار مع الدكتور عبدالعلي حامي الدين


مجلة البيان: شهد المغرب في الرابع من سبتمبر الجاري انتخابات محلية وجهوية، كيف تلقيتم في حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) النتائج؟

حزب العدالة والتنمية استعد لهذه الانتخابات بما تستحقه من جدية واهتمام، وساهم بفعالية في مختلف مراحل المسار التشاوري والتشريعي المؤطر للعملية الانتخابية، وتفوق في امتحان الديمقراطية الداخلية لاختيار مرشحيه للجماعات والجهات، وخاض حملة انتخابية نظيفة مبنية على خطاب سياسي واضح تحت شعار: «صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح»، وسجل المراقبون حجم التجاوب التلقائي للمواطنين والمواطنات مع الخطاب السياسي لأبناء الحزب ومرشحيه، وحجم الإقبال الجماهيري المكثف على اللقاءات المباشرة التي قام بها الأمين العام للحزب عبدالإله بن كيران بمناسبة هذه الحملة الانتخابية بشكل غير مألوف في تاريخ الانتخابات المغربية، وهو ما جرى تتويجه بنتائج جد إيجابية تؤكد التجاوب الكبير لفئات واسعة من الشعب المغربي مع خيار مواصلة الإصلاح.

لقد حصل حزب العدالة والتنمية على المرتبة الأولى في عدد الأصوات بأكثر من ١٫٥ مليون صوت، أي بزيادة ٩٠٠ ألف صوت عن انتخابات ٢٠٠٩م، كما ضاعف الحزب مقاعده بثلاث مرات ونصف مقارنة مع الانتخابات الجماعية السابقة، وقفز من الرتبة السادسة إلى الرتبة الثالثة من حيث عدد المقاعد، وحصل على المرتبة الأولى بالنسبة للجهات بفوزه بـ174 مقعدًا من أصل ٦٧٨ أي بنسبة بلغت 25,66 بالمائة، وهكذا بوأه الناخبون المرتبة الأولى في كل من جهة الدار البيضاء سطات، جهة الرباط سلا القنيطرة، جهة فاس مكناس، جهة درعة تافيلالت وجهة سوس ماسة، كما فاز الحزب بالمرتبة الأولى في معظم المدن المغربية وحاز على الأغلبية المطلقة في الدار البيضاء ومكناس وطنجة ومراكش والقنيطرة والراشيدية وتمارة والشاون وغيرها، كما حقق الحزب انتصارًا بطعم خاص في مدينة فاس حيث أسقط عمدة المدينة السابق والأمين العام لحزب الاستقلال بأغلبية الساحقة، وهي رسالة واضحة لرفض نموذج في السياسة قائم على البلطجة والابتزاز كان يراد تعميمه على جميع الأحزاب.

مجلة البيان: كيف تفسرون الاكتساح الذي سجلتموه في المدن الكبرى؟

الأمر لا يتعلق باكتساح بقدر ما يعكس ثقة كبيرة للناخبين وخاصة في المدن الكبرى، صحيح حصلنا على الأغلبية المطلقة في بعض المدن، وهذا يعكس نجاح منهج قائم على المصداقية والوضوح، بالإضافة إلى التقييم الإيجابي للأداء الحكومي الذي يتحمل فيه حزب العدالة والتنمية المسؤولية الأساسية.

مجلة البيان: ما هي المكاسب التي حققها المغرب من هذه الانتخابات؟

لقد نجح المغرب في تنظيم الانتخابات الجماعية والجهوية بعد مسلسل تشاوري هام بين الأحزاب السياسية حول القوانين التنظيمية المرتبطة بالجهات والعمالات والأقاليم والجماعات الأخرى توج بالمصادقة عليها بالإجماع.

وهي خطوة مهمة لتنزيل أحكام الدستور المتعلقة بالجهوية المتقدمة واستكمال مسار الإصلاح المؤسساتي الذي اختارته بلادنا منذ المصادقة على دستور ٢٠١١م، مرورًا بتنظيم الانتخابات التشريعية ليوم ٢٥ نوفمبر ٢٠١١ وتشكيل حكومة جديدة أشرفت على تنظيم انتخابات المأجورين والغرف المهنية، بالإضافة إلى الانتخابات الأخيرة التي جرت يوم ٤ سبتمبر. لقد نجحت الحكومة في توفير كافة الشروط القانونية والتنظيمية واللوجستية لتنظيم هذه الانتخابات في ظروف جيدة.

وبغض النظر عن بعض الملاحظات التدبيرية والتقنية التي عمت بعض مكاتب التصويت يوم الاقتراع، فقد عبرت اللجنة المركزية للإشراف على الانتخابات ممثلة في وزارة العدل والحريات ووزارة الداخلية عن جاهزية معتبرة ليمر يوم الاقتراع في أحسن الظروف.

مجلة البيان: برغم موجة الردة التي تعرفها دول الربيع العربي والانقلاب على الإسلاميين، ما زالت الحكومة التي يقودها حزبكم مستمرة في المغرب، ما سر هذا الصمود؟

لقد عبرت هذه النتائج عن أن الناخبين المغاربة اختاروا دعم المسار الإصلاحي الذي اعتمده الحزب في تدبير الشأن العام سواء على المستوى الحكومي أو على المستوى المحلي وفقًا لمنهجه القائم على التعاون والتشارك والتدرج والجرأة في مباشرة الإصلاحات الضرورية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، وقرروا منحه فرصة جديدة لمواصلة الإصلاح في ظل الاستقرار وفي ظل المؤسسات القائمة، وهو ما سيسهم بحول الله في تعزيز صورة بلدنا في الخارج وجعله في مصاف الدول التي تسير بثبات لترسيخ دعائم المسار الديمقراطي والانخراط في مصاف الدول الصاعدة، ومن باب الأمانة والموضوعية فإن هذا الوضع هو نتيجة الحكمة التي أبانت عنها مختلف المؤسسات الحزبية والسياسية، وعلى رأسها حكمة الملك محمد السادس الذي يقود خيار الإصلاح الديمقراطي الذي لا رجعة فيه بإذن الله.

مجلة البيان: تحالفتم في الحكومة التي يقودها حزبكم الإسلامي مع أحزاب ليبرالية وعلمانية، كيف تتعايشون داخل هذا التحالف؟

تحالفاتنا ليست مبنية على أساس أيديولوجي، ولكنها مبنية على أساس برامج اقتصادية واجتماعية تستهدف تحقيق التنمية وتحسين عيش الساكنة وإصلاح المالية العمومية والبنيات التحتية والنهوض بالشرائح الاجتماعية الفقيرة وغير ذلك، وهذه أهداف لا يمكن للعقلاء أن يختلفوا عليها.

حزبنا يعتز بمرجعيته الإسلامية، لكن فهمنا للمرجعية في عملنا السياسي لا يعني أن نفرض على الآخرين فهمنا لهذه المرجعية، وإنما نحاول أن نلتزم نحن بهذه المرجعية التي تعني لنا النزاهة والشفافية والتفاني في خدمة الناس والتضحية من أجل إسعادهم.

مجلة البيان: خلال السنوات الأربع التي ترأستم فيها الحكومة هل استطاع حزبكم أن يُطبع علاقته مع المؤسسة الملكية ومحيطها؟

نحن كنّا واضحين منذ اليوم الأول، وقلنا إن هدفنا هو الإسهام في الإصلاح وليس منازعة المؤسسة الملكية، ولذلك فعلاقة الحزب بالملك وبالمؤسسة الملكية علاقة احترام وتقدير كبيرين نظرًا للأدوار التاريخية التي يقوم بها الملك بصفته رئيسًا للدولة وبصفته أميرًا للمؤمنين.

مجلة البيان: ينعتكم خصومكم في المعارضة بفرع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين بالمغرب، هل هذا صحيح؟

الإخوان المسلمون جماعة إسلامية كبيرة ونشأتها تعود إلى ما يقارب تسعين سنة وقد أسهمت بشكل كبير في الدعوة الإسلامية على الصعيد العالمي، ومن الطبيعي أن تكون للحركات الإسلامية في المغرب علاقات تعارف مع هذه الجماعة واطلاع على أدبياتها وأفكارها، أما بالنسبة للارتباط التنظيمي فالجميع يعرف أن حزب العدالة والتنمية وقبله حركة التوحيد والإصلاح لا تربطهما أية روابط تنظيمية إطلاقًا بجماعة الإخوان المسلمين.

مجلة البيان: كيف تنظرون لمستقبل التجربة المغربية ما بعد انتخابات 2016 البرلمانية؟

المغرب يشق طريقه بخطى ثابتة ليتحول إلى دولة صاعدة، ومستقبل التجربة الإصلاحية في المغرب مستقبل واعد، ونجاحه رهين بتعاون جميع نخبه السياسية، وحزب العدالة والتنمية بمكانته الجديدة يسهم بدوره في تعزيز هذا المسار ويعمل على ترسيخ ثقافة التعاون ونبذ ثقافة الصراع والتنازع.

:: مجلة البيان العدد  341 مـحـرّم  1437هـ، أكتوبر - نوفمبر  2015م.

أعلى