• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
حوار مع الشيخ: كمال الخطيب

حوار مع الشيخ: كمال الخطيب

انتهاكات لم تشهد لها مدينة القدس مثيلاً، يقودها قادة صهاينة سياسيون وأمنيون، علمانيون ومتدينون، تهدف في ظاهرها وباطنها إلى تهويد المدينة المقدسة والحرم القدسي وتحقيق هدفٍ واحدٍ يتجسَّد في الاستيلاء على المسجد الأقصى وإقامة ما يسمى «الهيكل الثالث» المزعوم على انقاض قبة الصخرة المشرفة.

ما يجري من هجمات صهيونية ممنهجة وقوية بحق المدينة المقدسة كان محور لقاء مجلة البيان مع الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948م، ورئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث.

في مستهل حديثه، أكد الشيخ كمال الخطيب على أن المعركة الدائرة هي معركة القدس؛ نظراً لالتقاء الإرادة السياسية والدينية لدى الكيان الصهيوني حكومة وشعباً، جميعهم يرمي عن قوس واحدة تستهدف المدينة المقدسة بكل مكوناتها الدينية الإسلامية الفلسطينية.

وشدد الشيخ الخطيب على أن هذه الإجراءات تأتي في سياق سياسة الـ«خطوة خطوة» لبناء الهيكل الثالث.

ولفت الخطيب إلى أن مصدر الأموال التي دفعت لأصحاب البيوت من قبل سماسرة هو دولة عربية،  وفقاً للمعلومات المؤكدة لديه، مضيفاً أنه تم تحويل تلك الأموال لبنك فلسطيني في حي العيزرية بالقدس المحتلة.

وطالب رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بضرورة تشكيل لجنة تحقيق في كيفية بيع هذه العقارات، حيث لم يستبعد تورط جهات سياسية أو أمنية وفردية فلسطينية في هذه القضية.

وعبَّر الشيخ الخطيب عن دهشته من بعض التصريحات التي أكدت وجود غرفة عمليات مشتركة بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال لمنع حدوث انتفاضة القدس.

وفيما يلي نص الحوار:

البيان: هل لك أن تضعنا في صورة ما يحدث في المدينة المقدسة حالياً؟

- إذا كنا نقول في السابق إن القدس في خطر فهي الآن في خطر عظيم عظيم لا يستهان به، وما كان بالأمس القريب من اقتحامات فردية وجماعات قليلة أصبح اليوم اقتحامات كبيرة يترأسها قادة سياسيون، وما كان يصدر في السابق من فتاوى ضئيلة من بعض الحاخامات التي تبيح تدنيس المسجد الأقصى أصبح اليوم هناك حمى فتاوى من حاخامات اليهود وأحبارهم لتشجيع عمليات الاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى لتحقيق أهدافهم.

البيان: إلام ترمي إجراءات التضييق والقبضة الأمنية وعمليات الاقتحام للمدينة المقدسة؟

- هذه الإجراءات تأتي في سياق سياسة الـ«خطوة خطوة» التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية والجماعات المتطرفة لتحقيق الهدف النهائي ببناء الهيكل الثالث. إن عمليات الاقتحام التي ينفذها قادة من الصف الأول للقيادة الصهيونية بمن فيهم وزير الإسكان ووزير الأمن الداخلي ونائب رئيس الكنيست تشير إلى أن الأوضاع في المدينة المقدسة تختلف عما كانت عليه في السابق، حيث يسعى الكيان الصهيوني من خلال تنفيذ سياسته وانتهاج الخطة المتدحرجة لقياس ردة الفعل الفلسطينية والعربية والدولية تجاه ما يحدث وتنفيذ مخططاته وفقاً لقياس ردة الفعل، وإن ما يجري في الواقع هو عمليات ترويض للفكر العربي والإسلامي لجعل عمليات الاقتحام اليومية وما يجري في المدينة المقدسة أمراً طبيعياً.

البيان: ماذا عن عمليات تسريب ممتلكات الفلسطينيين وبيعها لليهود عن طريق سماسرة العقارات؟

- الاحتلال الصهيوني ومن يقف من ورائه يخوضون معركة ضد القدس، معركة ضد البنيان والإنسان، معركة ضد الماضي والحاضر والمستقبل، لاسيما في الأحياء العربية الملاصقة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، خاصة حي سلون الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى، حيث يحاول الاحتلال إيجاد بؤر استيطانية في هذا الحي عن طريق اغتصاب منازل الفلسطينيين وإخلائهم منها عنوة أو شرائها عن طريق «سماسرة وتجار خونة».

البيان: ماذا عن شراء 34 شقة في حي سلوان لصالح جماعات صهيونية؟

- وفقاً للمعلومات المؤكدة، مصدر الأموال التي دفعت لأصحاب البيوت من قبل سماسرة هو دولة عربية، وتم تحويل تلك الأموال لبنك فلسطيني في حي العيزرية بالقدس المحتلة. نستغرب من تحويل مثل هذه المبالغ الكبيرة ودخولها وخروجها من البنك دون رقابة مصرفية فلسطينية.

من خلال الحديث مع أصحاب العقارات المباعة كانت رواية السماسرة تقول إن هذه المنازل ستباع لصالح جهات استثمارية خليجية لتحويلها إلى فنادق ونزل للسياح العرب والمسلمين في المدينة المقدسة، ولكن المفاجأة كانت أنه تم شراؤها لصالح جماعات صهيونية، والمفاجأة الأكبر أن وزير الإسكان الصهيوني سينقل مقر إقامته إلى إحدى هذه الشقق.

ونلفت إلى قول وزير الإسكان الصهيوني إن هناك مفاجآت أخرى ستتفجر خلال الأيام القادمة، ولا نستبعد أن تكون هذه المفاجآت بيع المزيد من العقارات في المدينة. ولم يستبعد تورط جهات سياسية أو أمنية وفردية فلسطينية في هذه القضية، ونطالب بضرورة تشكيل لجنة تحقيق في كيفية بيع هذه العقارات.

البيان: ما هي رسالتك للأردن باعتبارها صاحبة الوصاية على المدينة المقدسة؟

- نطالب الأردن بضرورة القيام بدورها الحقيقي النابع من وصايتها على المدينة المقدسة لمنع كافة الإجراءات الحاصلة اليوم، والأردن إن مارست دورها بدعم عربي وإسلامي فإن ذلك سيغير كثيراً من واقع المدينة المقدسة.

البيان: ماذا عن دور السلطة الفلسطينية وما هي رسالتك لها؟

- إن لم تستطع السلطة الفلسطينية تأدية دورها المطلوب تجاه المدينة المقدسة فعليها رفع يدها وعصاها الثقيلة عن الفلسطينيين في الضفة الغربية ومنع قمع المظاهرات المناصرة للقدس.

السلطة الفلسطينية تجاوزت كل الخطوط الحمراء والتاريخ الفلسطيني لم يشهد مرحلة مثل هذه المرحلة في التعاون والتنسيق مع الاحتلال الصهيوني كما هو حاصل حالياً، حيث كتب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن طلب السلطة الفلسطينية من الاحتلال تزويدها بقطع سلاح لكن قوات الاحتلال زودتها بأسلحة لقمع التظاهرات.

:: مجلة البيان العدد  330 صفر  1436هـ، نوفمبر  2014م.


أعلى