رباعيات من هذا العصر

رباعيات من هذا العصر

 (غثاء السيل) 
قال قائل : أوَ من قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل»!
لأنَّا غَدَوْنا كسَقْطِ المتاعْ
وفي الشرقِ تنهشُ مِنَّا الضِّباعْ
ولا كُلُّ جرْسٍ بحُلْوِ السماعْ
فكبِّرْ عليه ليثوي بِقاعْ
تداعَوا علينا تَداعِي الجِياعْ
فبالغرب لُذْنا فكان الضياع
فما كلُّ برْق يُرَوِّي البقاع
ومَنْ يَحسَب الخيرَ عندَ الرَّعاع

(بعد الحياة حياة)
إني ليعجبني الرجل إذا سِيم خُطَّة خَسْفٍ، أن يقول بملء فيه: لا! (عمر بن الخطاب)
يُميت ويُحيي وما مِنْ سواهْ
وأنْ بعد هذي الحياة حياهْ
وتبسِم للوَغْدِ منكَ الشفاهْ
وأنْ يُستَذلَّ امرؤٌ عن رضاهْ
إذا كنتَ تُؤمنُ أنَّ الإله
وأنكَ في العيش رهن المنون
فكيف تُطأطِئُ للأشقياء
فإنَّ العقيدة تأبى الخضوع

(أحياء ميتون)
أكبر عقاب للأمة المتخاذلة وجود الطاغية فيها (مصطفى السباعي)
وأبرم أمراً وهم ساكتونْ
ويا ليتَ كانوا، وكان المنونْ
وغطَّى التعالي نورَ العيونْ
مع الميتين، وهم ينظرون؟
تمادَى بُظلم وهم نائمونْ
وما هم بموتى ليُبكى عليهم
لقد أخرس الظلمُ أفواهَهم
أليس من الخير أنْ يُكتَبوا

(الانتحار في الغرب)
إنه لا خلاص للقلوب والأرواح من قبضة القلق الرهيب، ومن دوَّامات الاضطراب والخوف، ومن ظمأ
الضلالة وحرقة نار البعد عن الله إلا بمعرفة خالق واحد أحد (بديع الزمان سعيد النورسي)
لماذا إذاً يكرهونَ الحياةْ؟
وقد زعموه مِنَ المعجزاتْ؟
وحتَّامَ يجرون خَلْفَ الشَّتاتْ؟
فبئسَ الحياةُ، وبئسَ المماتْ
إذا كان عيشُ الورى طيِّباً
أيَشْقَون فيها بما حقَّقوا
فأين السعادةُ في عيشيهم
ولا يجدون سِوى الانتحارِ


(دماء المسلمين)
الخطر محدق بالمسلمين من كل صوب لتحطيم إسلامهم؛ فماذا صنع المسلمون لصد هذا الخطر؟ (المفكر محمد المبارك)

وحَلَّ الدَّمارُ محلَّ السلامْ
لتُذبحَ غَدْراً ونحنُ نيامْ!
وأسمعُ منهم - لعمري - الحُسامْ
ولكنْ دمُ الكافرينَ حَرامْ!
غَدَوْنا شياهاً بعصر الظلام
ففي كلِّ يومٍ تُساقُ المئون
ونشكو مصاباً لصُمٍّ وبُكْمٍ
يهون عليهم دَمُ المسلمين
 

أعلى