• - الموافق2024/04/26م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
نــــدوة  «مصر 2013م»   برعــــاية "مجـــلة البيــان"

نــــدوة «مصر 2013م» برعــــاية "مجـــلة البيــان"



 أقيمت قبل أسابيع قليلة بالعاصمة المصرية (القاهرة) ندوة موسَّعة بمناسبة الإصدار الأول لكتاب «مصر 2013م... دراسة تحليلية لعملية التحول السياسي في مصر: مراحلها، مشكلاتها، سيناريوهات المستقبل»، وهو أحدث إصدارات مركز البحوث والدراسات في مجلة البيان، وقد انعقدت الندوة برعاية مجلة البيان بالتعاون مع المركز العربي للدراسات الإنسانية في فندق «رمسيس هيلتون»، وحضرها لفيف من الإعلاميين والناشطين السياسيين، واستمرت أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وكانت حافلة بالفعاليات والنقاشات.

شارك في مناقشة الكتاب كلٌّ من د. وحيد عبد المجيد (وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، وهو أكاديمي معروف في مركز الأهرام للدراسات)، ود. كمال حبيب (الناشط السياسي، والباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية).

تولَّى إدارة الندوة د. محمود خليل (أمين لجنة الثقافة في حزب الحرية والعدالة، ومدير في إذاعة القرآن الكريم) فألقى كلمة أشار فيها إلى أهمية الدراسة، ثم أعقبها افتتاحيةٌ ألقاها أ. حسن الرشيدي (مدير المركز العربي للدراسات الإنسانية) الذي تحدَّث عن أهمية المشاركات الإسلامية البحثية في تحليل الواقع السياسي المصري.

قدم الباحث أحمد فهمي (مؤلف الكتاب) في بداية الندوة عرضاً مختصراً للأسباب التي دعت إلى إعداد الدراسة، مع بيان أهم موضوعاتها، فقال: إن الهدف الرئيسي منها هو تقديم إطار تحليلي للمشهد السياسي في مصر يعطي للناس تصوراً واضحاً عن مسارات الأحداث وتطوراتها وطبيعة المرحلة وَفْقَ منهج علمي ينأى بالقارئ عن حالة التخمة بالمعلومات الغزيرة التي تقدمها وسائل الإعلام بصورة يومية وتؤدي إلى تشتت الأذهان، وكذلك تنقذه من سيل التحليلات السياسية التي تعتمد على التخمين والقفزات الاستنتاجية دون استناد لأي قواعد علمية.

وقال المؤلف أيضاً: إن مرحلة ما بعد الثورة التي تسمى في الأدبيات السياسية «مرحلة التحول السياسي» هي من أخطر المراحل التي تمر بها الدولة في تاريخها؛ لأنها تتخلص من نظامها القديم وتشرع في بناء نظام جديد؛ ففي هذه المرحلة تعاني المكونات السياسية من حالة سيولة واضحة يبرز خطرها في اتجاهين:

الأول: أن الدولة بأَسْرها تكون عُرضَة للتدخُّلات الخارجية التي تسعى إلى ممارسة كل وسائل التأثير الممكنة ليأتي النظام الجديد متوافقاً مع مصالحها.

الثاني: أن تدافع القوى الداخلية يؤدي إلى حالة استقطاب تتزايد خطورته مع تأخُّر عملية التحول، وهو ما يهدد بعودة النظام القديم مرة أخرى وإن كان بواجهة جديدة.

وأشار المؤلف إلى السيناريوهات المحتمَلة مستقبلاً، فقال: إن أهم المتغيرات المؤثرة هي: المجلس العسكري، القوى السياسية، القوى الخارجية، كما أكد على أهمية انتخابات الرئاسة القادمة وتأثيرها في دفع عملية التحوُّل للأمام، وعرض بعض الأساليب العلمية لتوقُّع شخص الرئيس القادم وتوجهه.

بدأ (د. وحيد عبد المجيد) ملاحظاته على الدراسة بالتأكيد على أهميتها وعلى الجهد المبذول فيها، كما أثنى على منهجها العلمي، وألقى الضوء على بعض الأفكار المهمة حول عملية التحول السياسي في مصر، فقال: إن الخطر الكبير يكمن في إجراء عملية تجميل أو «نيو لوك» للنظام القديم تحت رعاية المجلس العسكري، وقال: إن هذا الهدف هو سبب بقاء جسد النظام السابق حتى هذه اللحظة في كثير من مفاصل الدولة؛ فالمجلس العسكري لم يحاول الاعتماد على الكفاءات الشعبية بل زاد من ترسُّخ الرموز القديمة في النظام الجديد، وهذا الوضع سيجعل مهمة الرئيس القادم بالغة الصعوبة؛ إذ سيكون عليه التخلص من بقايا الجسد القديم.

وقال (د. وحيد): إن المجلس العسكري لا يستند إلى أنماط الشرعية الطبيعية، وإنما ينطلق في حكمه من قاعدة «الأمر الواقع». وقال: إن نظرية «الموظف الفعلي» التي تقدمها العلوم السياسية تفسر هذا الوضع؛ فالجيش لم يكن له بديل بعد سقوط نظام مبارك، ولم يعترض الشعب على قيامه بدور الحاكم المؤقت، وبذلك أصبحت شرعيته مستمَدة من «الأمر الواقع» وليس من الدستور أو الثورة.

وقال: إن الدستور يواجه عقباتٍ كثيرةً، أهمها ما يتعلق بوضع القوات المسلحة ومناقشة الميزانية العسكرية ومستقبل المنظومة الاقتصادية التي يديرها الجيش في مصر وتحتل مكانة مؤثرة في الاقتصاد القومي.

وحذر (د. عبد المجيد) مما يسمى «الطرف الثالث» الذي يدير المؤامرات، وقال: إنه قابع في وزارة الداخلية التي لم يتم هيكلتها منذ نجاح الثورة.

بعد ذلك قدم (د. كمال حبيب) مناقشة تفصيلية لموضوع الكتاب - الذي وصفه بالبحث الجاد - ونبَّه إلى اتباعه القواعد العلمية في البحث السياسي، ودعا إلى تشجيع مزيد من هذه الأعمال البحثية التي تثري المكتبة السياسية.

أكد (د. كمال) على نقاط مهمة، منها: أن الإسلاميين يجب أن ينطلقوا في حَراكهم السياسي بوصفهم ممثلين للشعب كله، وليسوا معبِّرين عن مصالح الجماعة أو التيار، كما أكد على ضرورة استيعاب الشباب الثوري في المنظومة السياسية وإلا سيؤدي استبعادهم إلى مشكلات وأزمات متلاحقة، كما أشار إلى عِظَم المسؤولية الملقاة على عاتق الإسلاميين بعد اختيار أغلبية الشعب لهم، وأنهم لا بد أن يُثبِتوا كفاءتهم وقدرتهم على تلبية طموحات الجماهير وإلا فقدوا ثقة الشعب.

وأكد (د. حبيب) أن مصر تتسم بأنها «دولة عميقة»؛ أي أن جذورها التاريخية والجغرافية ممتدة، ومن الصعب أن تتفكك أو تنهار كما يحذر بعض الناس، كما يتعايش أهلها سويةً منذ آلاف السنين.

بعد ذلك بدأ الحاضرون في تقديم مداخلاتهم التي تنوعت ما بين الملاحظات العامة حول موضوع الكتاب، أو بعض التعليقات على أفكاره، أو أسئلة تتعلق بموضوعه.

ومن الأسئلة التي طرحت، ما يتعلق بموقف المجلس العسكري من الثورة ودوره في حمايتها؟ كما سأل أحد الحاضرين (من اليمن) عن قضية التغيير «الديمقراطي»، وهل يكتمل التحول بالعمليات الانتخابية؟ أم لا بد من إجراء تغييرات أكثر جذرية؟ وسأل آخر عن دور الأزهر الحالي والمستقبلي؟ وسؤال رابع عن التعارض بين النظام الإسلامي والديمقراطية؟

وقدم بعض الحاضرين ملاحظات قيمة حول المستقبل السياسي للإسلاميين، والمحاذير المهمة في هذا الصدد، وهو ما يكشف حجم الترقب والقلق والتطلع أيضاً لنجاح هذه التجربة الجديدة للإسلاميين في مصر، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على العمل السياسي الإسلامي في المنطقة.

انتهت فعاليات الندوة مع نهاية النقاش المفتوح الذي امتد نحو ساعة كاملة، وكان واضحاً الحضور المكثَّف لمختلف وسائل الإعلام: من فضائيات وصحف ومواقع إخبارية؛ فقد حضر من الفضائيات قنوات: الجزيرة مباشر مصر، أون تي في ، الناس، الحكمة، مصر 25، الخليجية، قناة 25، إذاعة صوت العرب.

ومن الصحف حضر مراسلون من صحف: اليوم السابع، الشروق، المصريون، الفتح، الوفد، عقيدتي، المساء.

ومن المواقع الإخبارية حضر مراسلون من إسلام أون لاين، مفكرة الإسلام، بوابة الوفد.

 

أعلى