الرئاسة الجزائرية.. البحث العلمي في الجزائر رهينة للذاكرة الفرنسية وهي ألغام يجب التخلص منها

دعا عبد المجيد شيخي المستشار برئاسة الجمهورية الجزائرية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية الباحثين في الجزائر إلى تغيير مناهجهم في دراسة المجتمع وإعادة النظر في مصادرهم.

 

البيان/متابعات: دعا عبد المجيد شيخي المستشار برئاسة الجمهورية الجزائرية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية الباحثين في الجزائر إلى تغيير مناهجهم في دراسة المجتمع وإعادة النظر في مصادرهم.

وقال "نحن بحاجة إلى منهجية جديدة، ونحتاج لطريقة جديدة لدراسة المجتمع" مضيفا أن "المسألة ليست بالبسيطة" بل المشروع "صعب في مجتمع ترك فيه الحبل على الغارب". ويتعين "علينا أن نراجع كل شيء، وعلينا أن نقضي على مفعول الألغام التي تُركت في تاريخها وما أكثرها...".

تأتي دعوة مستشار الرئيس تبون، التي أطلقها في ملتقى الجمعيات الدينية في الجزائر بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، في ظرف تحتاج فيه البلاد إلى الاستفادة من الأرشيف الوطني الذي يتضمن وثائق ثمينة تقدم رؤية وحقائق مختلفة أحيانا جذريا عن رؤى الدراسات الاستعمارية الفرنسية التي بقي الكثير من الباحثين الجزائريين أسرى لها ولا يرون ماضي وحاضر الجزائر إلا بأعينها. بل يوجد شبه إهمال للمصادر غير الفرنسية المرتبط في الكثير من الأحيان بمعرفة الجزائريين باللغة الفرنسية أكثر من بقية اللغات الأجنبية بحكم خضوع البلاد للاستعمار الفرنسي لمدة 132 عاما.

في نهاية شهر يوليو الماضي، عين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عبد المجيد شيخي مستشارا لدى رئاسة الجمهورية مكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية. ومن بين المهام المكلف بها شيخي التعاون مع السلطات الفرنسية، الممثلة بالمؤرخ الفرنسي من أصل جزائري بنجامان ستورا، في مجال استعادة الأرشيف الوطني الذي سرقته فرنسا الاستعمارية عشية استقلال الجزائر في سنة 1962، فضلا عن تراث جزائري كبير تراكم لديها بعد تحويله تدريجيا على دفعات إلى فرنسا على مدى كل الحقبة الاستعمارية للبلاد. ومن بين عناصر هذا التراث الأسير لدى المستعمِر السابق أغراض شخصية لزعماء ونُخب جزائريين وجماجم مئات المقاومين للاحتلال الذين قطعت رؤوسهم ووثائق وتقارير وسجلات رسمية ومراسلات وقطع حربية، كالمدافع التي تعود إلى العهد العثماني، ومؤلفات كثيرة لكتاب وعلماء جزائريين خلال القرون الماضية وغيرها.

تجدر الإشارة إلى أن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان من أسوأ وأشرس التجارب الاستعمارية الحديثة وأقساها، وتم برؤية عنصرية أقرب إلى ما حدث عند احتلال الإمبراطورية الإسبانية لشعوب أمريكا الجنوبية وما تلاه من تدمير حضارات وإبادة للسكان الأصليين. وهو ما أصبح معترفا به اليوم حتى في أوساط عدد من المؤرخين والسياسيين الفرنسيين.

وعبد المجيد شيخي التحق بالثورة التحريرية الجزائرية مقاتلا في خمسينيات القرن الماضي (1954/1962)، وشغل بعد استعادة الجزائر سيادتها واستقلالها عن فرنسا في 1962 عدة مناصب هامة، من بينها مدير الركز الوطني للأرشيف في العاصمة الجزائر

 

أعلى