ثامن إتفاق سلام .. هل ينهي التغول على المسلمين في افريقيا الوسطى؟!

بعد نحو ست سنوات من الحرب الدينية بين تحالف "سيليكا" ذو الغالبية المسلمة، ومليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية في إفريقيا الوسطى، وقعت حكومة إفريقيا الوسطى، قبل أيام، مع 14 من


البيان/الاناضول: بعد نحو ست سنوات من الحرب الدينية بين تحالف "سيليكا" ذو الغالبية المسلمة، ومليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية في إفريقيا الوسطى، وقعت حكومة إفريقيا الوسطى، قبل أيام، مع 14 من الحركات المسلحة بالبلاد، اتفاق سلام، في خطوة ترنو إلى صياغة نهاية لأزمة حادة.

الاتفاق يعتبر الثامن من نوعه منذ اندلاع الصراع في 2013، يطرح تساؤلات حول مدى فاعليته أو قدرته على التجسد على رمال متحركة في بلد إفريقي تتقاذفه حمم النزاع منذ سنوات.

وفي مارس 2013 تمكن تحالف "سيليكا"، ائتلاف سياسي عسكري ذو أغلبية مسلمة، من الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، المسيحي الماسك بزمام الحكم منذ 2003، ويعين زعيمه المسلم ميشال دجوتوديا، رئيسا للبلاد.غير أن وصول دجوتوديا، إلى الحكم شكل صدمة كسرت قواعد اللعبة السياسية التي كانت تتحكم فيها طبقة مسيحية تمثل مجموعات عرقية غربي البلاد، فكان أن نشأت في المقابل، مجموعات مسلحة أخرى سمت نفسها "أنتي بالاكا"، ليبدأ الصراع المسلح بين المجموعتين.

وعناصر هذه المجموعات المسلحة من أتباع الرئيس بوزيزيه، وتشكلت منذ سبتمبر 2013، شمال غربي البلاد، ردا على ما قالت إنه "تجاوزات" ارتكبها مسلحون من "سيليكا".

وتعرف مليشيات "أنتي بلاكا" أو"مناهضة السواطير" بلغة السانغو المحلية، بـ"الميليشيات المسيحية للدفاع الذاتي"، وتضم في صفوفها عددا من جنود الجيش ممن خدموا في عهد بوزيزيه.

وتبلغ نسبة المسلمين في إفريقيا الوسطى ما بين 15 و25 بالمائة من إجمالي 5 ملايين نسمة، في حين يمثل المسيحيون النسبة الأكبر في البلاد (نحو 45 بالمائة كاثوليك وقرابة 35 بالمائة بروتستانت)، حسب بعض التقديرات.

ارتكبت ميليشيات "أنتي بالاكا" فظاعات ضد المدنيين المسلمين، حيث قتلت عددا منهم حرقا، وسحلت آخرين حتى الموت، وأحرقت جثثهم، وبترت أعضاءهم.

كما دمرت المساجد، وأحرقت كتب القرآن فيها، وهجّرت أعدادا كبيرة من السكان المسلمين عقب محاصرتهم بآخر معاقلهم بحي "الكيلومتر 5" في بانغي.

ووفق تصريحات نقلها إعلام دولي عن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، تعرضت جميع المساجد في إفريقيا الوسطى والبالغ عددها 436 مسجدا، إلى الدمار الكامل.

من جانبها، توصلت لجنة تحقيق أممية إلى أن الميليشيات المسيحية في إفريقيا الوسطى، نفذت، خلال الأزمة، عملية "تطهير عرقي" ضد المسلمين، لكنها لم تتوصل إلى دليل على وجود نية "إبادة جماعية"، بحسب تقرير رسمي.

 

أعلى