• - الموافق2024/04/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الجولان ..خطوة قادمة للأسد

الجولان ..خطوة قادمة للأسد

 

النظام السوري يوجه المظاهرات التي خرجت في ذكرى النكبة والنكسة من أجل خدمة أهدافه والحفاظ على سياسة تبادل الاستقرار والبقاء بين (إسرائيل) وحزب البعث.

ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الحدود السورية الإسرائيلية هادئة منذ 40 عام، وإشعالها في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة لسوريا يشير إلى إن هناك ضغط على النظام السوري ويريد أن يوجه رسالة إلى (إسرائيل) بالتأثير على الإدارة الأمريكية في هذا الملف وتهدئة الضغوط القادمه إليه.

نظام الرئيس السوري بشار الأسد دعم التظاهرات يومي النكبة والنكسة و محاولة اختراق هضبة الجولان المحتل والاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي على تلك الحدود التي كانت هادئة لـ40 عاما، وذلك لصرف الأنظار عن أزمة الاحتجاجات المطالبة بالحرية داخل سوريا.

دفع الفلسطينيين إلى مواجه مع (إسرائيل) هو دلاله واضحة على أن نظام بشار الأسد ومن قبله أبيه كان يستغل القضية الفلسطينية فقط للتظاهر بالمقاومة، التنظيمات الفلسطينية ليس عليها حرج في أن تلتزم الصمت كونها لا تجد الحضن الدافئ مثل سوريا والشعب السوري لاحتضانها لكنها تتعامل مع الملف بحذر لربما يضغط حزب البعث عليها إذا خرجت  الأمور عن السيطرة ويضغط على حزب الله لتأجيج الأوضاع على الحدود لكن، هل في مقابل ذلك يمكن أن تتجه الأمور إلى حرب طائفية في سوريا؟!، فهناك الدرزي والشيعي والسني والكردي، لا أعتقد ذلك لأن الذي وقع تحت ظلم البعث هو الشعب السوري دون التمييز بين لون أو جنس.. هؤلاء الحكام كلهم كذلك يقولون بأن أحوال البلد تختلف لكن العدوة تنتقل لأن حاضنات هذه العدوة موجودة وهي الظلم والفساد، بإزالة الظلم والفساد تفقد الثورة قدرتها على الصمود لكن أن يكون هناك ظلم وفساد وكبت للحريات ثم يأتي بعدها القتل فهذه هي بداية النهاية لأي نظام يسلك إسلوب العصابات في معالجة أزمته، ولو أن احد نجح في ذلك لكانت (إسرائيل) قضت على المقاومة الفلسطينية منذ عقود.

لن تتوانى( إسرائيل) في قتل المتظاهرين ليس لأن طبيعة الجيش الإسرائيلي وتشكيلته الأساسية من عصابات الأرغون وأشتيرن التي امتهنت ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، لكن لأن الشهداء الذين سيسقطون برصاصه على حدود الجولان سيكونون قلة مقارنة بجرائم الأسد والقتلى الذين يسقطون يومياً في سوريا واليمن وليبيا، إذا هانت الدماء على أصحابها فكيف لا تهون على عصابات اليهود؟.

 ظهر بالأمس شاب سوري يقول إنه ضابط في الجيش ويطالب زملائه بالوقوف إلى جانب شعبهم وهذه بداية انقسامات في الجيش السوري، مهما كان الولاء و الانتماء فلن ينتظر أحد أن تقتل عائلته وهو يشاهدها تموت برصاص المجرمين، يحاول السوريون الحفاظ على سلمية الثورة لكن فظاعة الجريمة لن تسمح لهم بذلك وستجبرهم مثلما حدث في اليمن أو ليبيا على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، فهو صراع بقاء بين عصابة مجرمة وشعب يبحث عن حرية يستحقها، وليس الحصول على الحرية فقط بل يحتاج إلى تعويض عن عشرات السنين الذي قضاها تحت أسياط جلادي البعث..لا يجب على السوريون أن ينتظروا أحد كي يساعدهم، لو كان البعث يوماً ما مقاوماً لرد على القصف الإسرائيلي لمنشآت عسكرية عام 2008 لكنهم فقط يسعون إلى الحفاظ على أن تكون سوريا أداة إيران لتنفيذ سياساتها في المنطقة العربية، ولذلك تقوم بدعم بقاء النظام السوري بشتى الطرق لأنها الخاسر الوحيد من خسارة النظام..

أمام السوريون ثلاثة خيارات:

 الأول: انتظار الدعم الغربي لإسقاط النظام وهذا لن يأتي طالما تعارضت مصالح الغرب مع سقوط النظام السوري، لكن سيتدخلون فعلا إذا شعروا أن امن (إسرائيل) في خطر.

والخيار الثاني: الحفاظ على السلمية والمزيد من الضحايا بشكل يومي دون إحداث تغيير فالرجل لا يريد الرحيل مهما سقط ضحايا وشاهدنا مثالاً سابقاً تجسد في شخصية القذافي.

والخيار الثالث: استمالة الجيش وتشكيل جماعات شعبية للدفاع عن القرى والمدن من همجية النظام وعصاباته... ولن تمر هذه الأزمة بوقت قصير ستطول وتطول.

 

 

 

أعلى