• - الموافق2024/04/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الخروج من مستنقع الشرق الأوسط

الخروج من مستنقع الشرق الأوسط

مارتن إنديك ـ بروكنجز
SUNDAY DECEMBER 12, 2010
The Way Out of the Middle Eastern Morass
DECEMBER 09, 2010


http://www.brookings.edu/opinions/2010/1209_middle_east_indyk.aspx?p=1

البيان: لقد ماتت عملية سلام الشرق الأوسط فعليًا، ولكن لا يبدو أن أحدًا يريد أن يقيم سرادق العزاء، فالجهود الأمريكية التي استمرت عشرين شهرًا لتجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي لخلق بيئة مناسبة للتفاوض لم تسفر عن شيء في النهاية، فقط مأزقًا كبيرًا؛ بل لم يهتم الكثيرون بأن إدارة أوباما أعلنت بهدوء هذا الأسبوع أن جهودها قد توقفت، فقد تحول تركيز واشنطن إلى مفاوضات أكثر فائدة مع الكونجرس حول تجديد التخفيضات الضريبية. أما إسرائيل فقد مضت قدمًا في معالجة مشاكلها الجديدة، فضائح جنسية للشرطة هنا وكارثة طبيعية هناك، أما في الضفة الغربية فقد كانت الحياة هادئة: 11% نسبة نمو في الاقتصاد، انخفاض في مستوى البطالة، كما أن الشرطة الفلسطينية تحافظ بهدوء على الأمن، بل حتى في غزة فإن الحياة تسير بشكل طبيعي بالرغم من أنها ترزح تحت حكم حماس القمعي.


فبالرغم من أن حماس وحزب الله وإيران لا يزالون يكررون قسمهم بأنهم سوف يحررون فلسطين عن طريق العنف، إلا أنهم لا يفعلون أي شيء في الوقت الراهن لتعكير صفو الهدوء الحالي؛ كما كشفت تسريبات ويكيليكس عن السر الدفين: أن الهاجس الأكبر للزعماء العرب هو التهديدات الإيرانية وليس القضية الفلسطينية.


فهل يمكن أن يكون الشرق الأوسط قد عثر على ضالته وطريقته الخاصة للعيش بدون الحاجة إلى عملية سلام؟ من المؤكد أن ذلك سيجعل الحياة أسهل على كل من الرئيس باراك أوباما وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك الزعيم الفلسطيني محمود عباس، فسوف يستطيعون جميعًا تجنب القرارات الخطرة سياسيًا والتي يمكن أن تؤدي إلى تعكير العلاقات ما بين العرب والإسرائيليين، والتي يمكن في الوقت ذاته أن تطيح برؤوسهم؛ فأوباما آن يستطيع أن يحافظ على رصيده السياسي ونسب القبول الشعبي في الداخل الأمريكي بدون تقليص، أما نتنياهو فيمكن أن يحافظ على التحالف الهش لحكومته ويركز في المقابل على التهديد الإيراني، في حين يستطيع محمود عباس أن يتجنب التفاوض مع شريك إسرائيلي لا يعتبره جادًا، في مقابل شن حملة تهدف إلى نزع الشرعية عن إسرائيل لكي يحظى بالاعتراف الدولي بدولة فلسطينية.


ولكن في مثل تلك الظروف فإن المشاركين في عملية السلام سوف يصلون إلى نظرية الدراجة: إذا لم تدفع البدال فسوف تتوقف الدراجة ثم يسقط راكبها؛ فالوقت ليس في مصلحة الجميع؛ فالساعة الديموجرافية الإسرائيلية لم تتوقف عن العمل حيث يتقلص اليهود ويزداد العرب، كما أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية يستمر في الخصم من شرعيته الدولية، في حين أن حماس وحزب الله ـ بمساندة إيران ـ لم يتخلوا عن عزمهم على استخدام الإرهاب والعنف والتهديد من أجل تدمير إسرائيل، لتنفيذ أجندتهم وتحقيق مصالحهم. والشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية لن توفي إلى الأبد بالتزاماتها لتوفير الأمن في حين يقوم رئيسها بإعلان دولته المستقلة التي سوف تبدو أنها معزولة إلى الأبد، أما القادة المعتدلون ـ أمثال عباس وسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني ـ فلن يظلوا طويلاً في السلطة إذا لم يستطيعوا أن يثبتوا أن المحادثات مع إسرائيل وبناء الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية يمكن أن يصلا بهم إلى التحرر من الاحتلال في النهاية.


ولكن بدلاً من أن تتخلى الولايات المتحدة عن صنع السلام فسوف يكون من الحكمة استمرار جهود إنهاء الاستيطان من أجل بناء طريقة أكثر فاعلية للتوصل إلى سلام إسرائيلي فلسطيني، ولكن كيف يمكن فعل ذلك؟


أولاً، التوقف والتقاط الأنفاس سوف يكون في مصلحة الولايات المتحدة في الوقت الراهن؛ فاللهاث وراء الإسرائيليين للوفاء بالتزاماتهم تجاه "خريطة الطريق" نحو الفلسطينيين للدخول في مفاوضات مباشرة اصبح غير مجدٍ. فبينما يمكن لواشنطن أن تعطي لجميع الأطراف وقتًا كافيًا لإعادة النظر في أولوياتهم، يجب عليها أن تعود إلى الأصول وتنشئ مخططًا جديدًا لعملية التفاوض، ويجب ألا يتغير الهدف النهائي ألا وهو حل الدولتين، ولكننا لا نستطيع الوصول إليه في النهاية بدون أن نعرّف الحدود التي تفصل بين هاتين الدولتين، لذا يجب أن تكون المفاوضات التالية بشأن الحدود: فما الذي يجب أن نفعله تجاه قضايا المستوطنات والأمن واللاجئين والقدس سوف ينبع من حلنا لتلك القضية، وعبارة "إنها الحدود أيها الأحمق" يجب أن تكون هي شعار المرحلة؛ فالتفاوض حول الحدود يجب أن يبنى على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242، والذي كان حلاً قديمًا لعملية السلام برمتها، وهو أن الحدود بين ا لدولتين يجب أن تكون مبنية على حدود 4 يونيو 1967م بتعديلات في مسار تلك الحدود، وهذا يتماشى مع السياسة الأمريكية في العقود الأخيرة، لذا يجب على الرئيس أوباما أن يعلن أن الموقف الأمريكي يذهب باتجاه تلك المفاوضات بشأن الحدود.


فالتركيز على الحدود سوف يقودنا تلقائيًا إلى الفكرة الأساسية للقرار الأول للجمعية العامة لمجلس الأمن عام 1947م  والذي هدف إلى عقد صفقة لحسم الصراع حول فلسطين، بتقسيم الأرض إلى دولتين، واحدة لليهود وأخرى للعرب، بنظام خاص للقدس، وبحقوق متساوية وبحماية متساوية أمام القانون لكافة المواطنين في الدولتين.


ولإطلاق جولة جديدة من المفاوضات، لماذا لا تعلن إسرائيل أنها تعترف بدولة فلسطين العربية، بحقوق متساوية لكافة مواطنيها، وأن تعلن منظمة التحرير الفلسطينية أنها تعترف بدولة إسرائيل اليهودية، بحقوق متساوية لكافة مواطنيها؟ فحينئذ يستطيع كلاهما أن يعلن أنهما سيدخلان المفاوضات من أجل ترسيم الحدود فيما بينهما. وسوف ترحب الدول العربية باعتراف إسرائيل بدولة فلسطين العربية ويتخذون خطواتهم للاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية. وتلك الخطوات الحاسمة يمكن أن تحفز المفاوضات وتطلقها من جديد بإعطاء كل جانب شيئًا أساسيًا يطلبه كلاهما، وهو الاعتراف المتبادل بطموحاتهم وآمالهم الوطنية.
وفي النهاية يجب أن يلتزم الطرفان بالتوصل إلى اتفاقية بشأن الحدود بحلول سبتمبر 2011م  لكي يمكن حينئذ ان تقام الدولة الفلسطينية عندما تجتمع الجمعية العامة القادمة لمجلس الأمن، كما وعد الرئيس أوباما. بالطبع سوف تكون هناك عقبات، ولكن من المؤكد أنه لن يكون هناك خلاف حول حاجتنا جميعًا إلى إيجاد طريقة أكثر فاعلية من أجل التحرك للأمام. فالرجوع إلى الأساسيات ـ دولتين لشعبين تفصلهما حدود متفق عليها ـ هو مكان جيد يمكننا البدء والانطلاق منه.

 

أعلى