البوسنة والهرسك والخداع الأممي

البوسنة والهرسك والخداع الأممي


ما بين الأعوام 1992-1995 ارتكبت القوات الصربية المسيحية أبشع جريمة حرب في العصر الحديث راح ضحيتها أكثر من 100 ألف مسلم ومسلمة إثر صراع عرقي بين مسلمي البوسنة والهرسك والصرب المسيحيين، وقد كشفت تلك الجريمة بشاعة الخصومة التي تحملها واشنطن وأوروبا للمسلمين، إذ نفذت الجريمة بغطاء كامل من كلا الطرفين وتحت  مظلة الأمم المتحدة التي كانت تلعب دور الحمل الوديع في تلك المرحلة.

رادوفان كاراديش الذي سمح لقواته بإغتصاب أكثر من 50 ألف سيدة مسلمة وتهجير أكثر من مليوني مسلم بوسني اعتقل في يوليو عام 2008 وعرض على محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، حيث أصدرت المحكمة الدولية حكماً يقضي بسجنه 40 عاما.

 خلال تلك المجزرة تعرض سوق ماركالا لهجومين الأول في 5 فبراير 1994 وأدى إلى مقتل 68 شخصاً و الآخر في 28 أغسطس 1995 و أدى إلى مقتل 43 شخصاً، وقد بلغت حصيلة الضحايا في سراييفو وحدها 10 آلاف قتيل، فيما قدمت بلدة سربرنيتسا 8 آلاف و 372 قتيلاً في 11 يوليو 1995.

أما بيالينا فقد قدمت 500 قتيل بوسني في مجزرة ارتكبت عام 1992، وفي فيشاغراد قتل 1700 شخص بينما هرب أغلب سكان المدينة من منازلهم خوفاً على حياتهم، وفي فوتشه قتل 1900 شخص فيما لايزال 850 شخصاً من المفقودين، و قتل الفان و 700 شخص عام 1992 في زفورنيك و لايزال 1500 شخص في عداد المفقودين.

وفي بلدة ترافنيك بحسب إحصائية نشرتها وكالة أنباء الاناضول التركية، قتل 224 بوسنيا في مجزرة ارتكبت في 21 اغسطس عام 1992، فيما لا يزال 118 في عداد المفقودين، إضافة إلى مقتل 116 بوسنيا في مجزرة بقرية أهميتشي في 16 ابريل عام 1993.

في يوليو عام 2014 قضت محكمة هولندية بتجريم الكتيبة الهولندية التابعة للأمم المتحدة والتي كانت مكلفة بحماية المسلمين في سربرينيتسا في يوليو عام 1995. وتعاونت  الكتيبة مع القوات الصربية المسيحية وسهلت لهم تنفيذ جريمتهم ضد المسلمين الذين لجؤوا إليها لحمايتهم.

وقالت المحكمة ومقرها لاهاي"كان ينبغي لها أن تعلم بأنهم سيقتلون على يد صرب البوسنة عندما سلمتهم من مجمع بوتوكاري التابع للأمم المتحدة".

وقالت المحكمة :"يمكن القول بقدر كاف من اليقين، لو كانت الكتيبة الهولندية سمحت ببقائهم في المجمع، لظل هؤلاء الرجال أحياء. فمن خلال التعاون في تسليم هؤلاء الرجال، تكون الكتيبة الهولندية قد أدت عملها على نحو غير قانوني."وقالت منيرة سوباسيتش، ممثلة مجموعة من الضحايا، "يبدو أن المحكمة لم يكن لديها أدنى إحساس بالعدالة."

وأضافت:"كيف يمكن تقسيم الضحايا وأن نقول لإحدى الأمهات إن هولندا مسؤولة عن قتل ابنها على جانب دون الجانب الآخر؟"

وأعلنت الأمم المتحدة سربرينيتسا "منطقة آمنة" للمدنيين عام 1993. وسقطت في يوليو عام 1995، بعد أكثر من عامين من الحصار.

وقامت الكتيبة الهولندية بتسليم آلاف المسلمين البوسنيين إلى الصرب مقابل مقابل الإفراج عن 14 جنديا من قوات حفظ السلام الهولندية المحتجزين لدى صرب البوسنة -كما زعموا-، وعقب تلك العملية بدأت المذابح بحقهم.

أعلى