• - الموافق2024/04/20م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
برناردينو ليون.. مبعوث أممي متعطش للمال

برناردينو ليون.. مبعوث أممي متعطش للمال


كعادة المبعوثين لدى الأمم المتحدة، في الجنوح نحو تطويل فترات الأزمات، من أجل استمرارية أعمالهم في البلدان التي يبتعثون إليها، لجلب الكثير من المال والمستحقات الشهرية.

برناردينو ليون، السياسي الإسباني، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، الذي أٌقيل من عمله الشهر الماضي، بعد أن كشفت صحيفة "ذا غارديان" عن قبوله بالعمل كرئيس للأكاديمية العربية في الإمارات العربية المتحدة مقابل راتب يفوق 35 ألف جنية استرليني في الشهر الواحد.

وانهالت كثير من الاتهامات على ليون بسبب موافقته على العمل مع دولة متهمة بأنها تدعم أحد الأطراف الليبية، ومن المفترض على المبعوث الأممي أن يبقى على الحياد، ولا يميل إلى أي طرف كان.

وعلى إثر هذه الأزمة أوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك أن المنظمة الدولية تسلمت طلباً من المؤتمر الوطني العام في ليبيا للتحقيق مع المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا برناردينو ليون بشأن حصوله على عقد عمل مع حكومة الإمارات في الوقت الذي كان يعمل مبعوثاً في ليبيا.

وقد انتقد عضو مجلس الشيوخ الإيطالي لوتشو مالان قَبولَ المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون منصب مدير الأكاديمية الدبلوماسية في الإمارات، ورأى أن قبوله لهذا المنصب يعد سلوكاً خطيراً جداً، وخيانة لدوره كوسيط أممي يفترض فيه عدم الانحياز، ودليلاً على أنه كان يفكر في مصالحه الشخصية أكثر من العمل من أجل السلام بليبيا.

وقد كشفت الغارديان، نماذج من الرسائل بين ليون ومسؤولين في الإمارات، كشف فيها ليون عن خطته لكسر ما وصفه بـ "التحالف الخطير جداً" بين التجار الأثرياء في مصراته والإسلاميين الذين يحافظون على قوة المؤتمر الوطني العام، وهو ما يعني أنه لا يعمل على إحلال السلام بين الأطراف المتصارعة؛ وإنما يحاول أن يستقوي بأحد الأطراف ضد الآخر، وينفذ أهداف دول تسعى لتعميد واقع غير مقبول من قبل أحد أطراف الصراع.

ومما يثبت هذا الأمر، أن ليون من خلال مراسلاته مع وزير خارجية الإمارات، قال إنه "لا يعمل على خطة سياسية من شأنها أن تشمل الجميع، بل يتحدث عن استراتيجية لـ "نزع الشرعية تماماً" عن المؤتمر الوطني العام".

إذن فلم يكن ليون مبعوثاً لإحلال السلام، بل لإحلال الحرب وإشعالها أكثر مما هي مشتعلة في الأساس، ولذلك فشلت مهمته كمهمة المبعوثين السابقين في اليمن وسوريا وغيرها من الدول.

ومما زاد من حجم الشكوك حول هذا الرجل ما كشف عنه السياسي المصري المعروف محمد البرادعي؛ حيث أكد أنه اتفق مع "برناردينو ليون" على تنفيذ خطة سياسية بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، ولكن هذه الخطة - حسب تعبير البرادعي - ألقيت من النافذة، مشيراً إلى أن الخطة كان يفترض بها أن تفضي إلى مصالحة في البلاد، وإخراجها من حالة الفوضى السياسية التي كانت تعيشها.

وقال البرادعي خلال ندوة سياسية تحدث من خلالها حول الأحداث في مصر: "في يوليو من سنة 2013م كان علي أن أكون جزءاً من المعارضة ولكن أساساً لكي أقول: إننا بحاجة إلى نهج توافقي شامل يضم كافة القوى والأطياف السياسية».

وتابع بأن «ما حدث بعد ذلك كان تماماً عكس ما وقَّعت عليه، فقد وقَّعت على انتخابات رئاسية مبكرة، وعلى خروج مشرف للرئيس مرسي، وللوصول لحالة نهج شامل تكون جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين جزءاً منه».

وأضاف البرادعي في الندوة قائلاً: «وقّعت على الخطة التي وضعها بالفعل برناردينو ليون الذي يحاول الآن أن يفعل الشيء نفسه في ليبيا، ولكن بعد ذلك كل هذا تم إلقاؤه من النافذة، وبدأ العنف يترسخ، وبمجرد أن بدأ ترسخ العنف لم يعد هناك مكان لشخص مثلي، وليس هناك مجال سياسي».

وبالعودة السريعة إلى سيرة هذا الرجل، فهو من مواليد مدينة مالقة في إسبانيا، ودبلوماسي إسباني سابق، شغل منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي، وتقلد العديد من المناصب في السفارة الإسبانية في ليبيريا والجزائر، وشغل العديد من المناصب في الحكومة الإسبانية من بينها، منصب كبير المستشارين لدى رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس للشؤون السياسية في عام 2008م.

تولى ليون في 18 يوليو 2011م منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لشؤون جنوب البحر الأبيض المتوسط، وفي أغسطس 2014م عين ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها إلى ليبيا (خلفاً للبناني طارق متري) لكنه فشل في مهمته واتُّهم بالانحياز إلى أحد الأطراف وتمت إقالته في أكتوبر الماضي، وتعيين الألماني مارتن كوبلر بديلاً عنه.

أعلى