تهويد الأقصى في الانتخابات الصهيونية

تهويد الأقصى في الانتخابات الصهيونية

تدل كل المؤشرات على أن قضية تهويد المسجد الأقصى واستكمال مشروع "أسرلة" القدس المحتلة سيكون على رأس القضايا التي سيتم التركيز عليها في الانتخابات الصهيونية القادمة.

فقد أعلنت رئيسة لجنة الداخلية في البرلمان الصهيوني الجنرال ميري ريغف، التي تنتمي لحزب"الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الانتخابات ستشكل تحولاً في كل ما يتعلق بالموقف الصهيوني من الأوضاع في الحرم القدسي ومدينة القدس بشكل عام.

وخلال حديثها لعدد من منتسبي حزب "الليكود" في مستوطنة "معاليه أدوميم" نوهت إلى إن تكريس السيادة اليهودية في المسجد الأقصى هي أهم تجسيد للسيادة السياسية والدينية والثقافية لـ "الشعب اليهودي على أرضه".

ويدعم موقف ريغف العلمانية  وزيرا الاقتصاد نفتالي بنات والإسكان أوي أرئيل ورئيس لجنة الخارجية والأمن زئيف إلكين ورئيس كتلة الائتلاف في البرلمان داني ليفين.

وجاء هذا التطور في أعقاب قيام صحيفة "هارتس" في عددها الصادر الأحد الماضي بالكشفعن اجتماع عقده عدد من كبار الحاخامات لبحث خطط عملية تهدف إلى بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.ونشرت الصحيفة صورة لعدد من الحاخامات ومهندس وهم ينكبون على مجموعة من الخرائط التفصيلية للمسجد الأقصى.

وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تعرف الحاخامات الذين ظهروا في الصورة،إلا أن أحدهم هو الحاخام يسرائيلأرئيلي رئيس "معهد الهيكل"،الذي يعتبر أكثر المرجعيات الدينية حماساً لتدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ولا يتوانى الحاخام أرئيلي عن التحرك على كل الجبهات من أجل التنظير لفكرته،التي تبين أن وزراء ونواب ونخب كثيرة تشاطره.

ويعتبر أرئيل صاحب فكرة التوجه للحكومة الإيطالية لمطالبتها بإعادة مقتنيات،يزعم أن القائد الروماني تيتوس قد نهبها من الهيكل الثاني عندما دمر الوجود السياسي لليهود في أرض فلسطيني قبل ألفي عام!!!.

وقد حرص الحاخام أرئيلي عندما تم تشكيل "معه الهيكل" ب "التأصيل الفقهي" لإضفاء شرعية دينية على المحاولات التي يقوم بها اليهود للمس بالمسجد الأقصى.

وقدلعب هذا الحاخام دوراً كبيراً في إحداث تغيير في التعاطي الفقهي مع قضية صلاة اليهود في المسجد الأقصى.

وقد أبطل أرئيلي عملياً العمل بفتوى أصدرتها الحاخامية الكبرى بعد حرب 1967تحظر على اليهود الصلاة في المسجد الأقصى، بزعم أن ترابه يحتوي على بقايا من جثث اليهود القدماء، وأنه لا يجوز –تبعاً لذلك - الصلاة فيه.

واشترطت الحاخامية الكبرى في حينه إلا بعد أن يتم إقامة الهيكل اليهودي مرة أخرى،وبعد ذل يمكن الصلاة فيه.وقد حاول أرئيلي اقناع عدد من زملائه من كبار الحاخامات ببلورة مسوغات أخرى تبيح صلاة اليهود في الأقصى، حيث تمكن من اقناع أكثر من مائة من كبار الحاخامات بتاريخ 12-8-2008 على التوقيع علىفتوىتجيز لليهود الصلاة في الأقصى

في الوقت ذاته تبي أن أحد المشاركين في الاجتماع،الذي استهدف دراسة سبل تدمير الأقصى هو الحاخام يهودا عتصيون،الذي قاد التنظيم الإرهابي اليهودي في ثمانينيات القرن الماضي.

ويعتبر هذا التنظيم هو المسؤول عن تنفيذ مجزرة جامعة الخليل التي راح ضحيتها 15 طالباً من بين قتيل وجريح،علاوة على مسؤوليته عن تنفيذ ثلاث محاولات غتيال ضد رؤساء البلديات المنتخبين في الضفة الغربية.وقد أسفرت إحدى المحاولات عن ، إصابة رئيس بلدية نابلس في ذلك الوقت بسام الشكعة بإعاقة دائمة.

ويذكر أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد تعهد لملك الأردن بعدم الإقدام على أية خطوة من شأنها تغيير صورة الوضع القائم في المسجد الأقصى،وهو ما نسفه وزراء ونواب في الائتلاف الحاكم المنحل.

وقد انضم ما يعرف بقادة "معسكر السلام" الصهيوني لجوقة المطالبين بعد إبداء أي تنازل في القدس.فقد أكد إسحاق هيرتزوغ،زعيم حزب العمل أن حزبه ملتزم بالحفاظ على القدس "كعاصمة أبدية" للكيان الصهيوني.

من ناحية ثانية فاجأ محامي إسرائيلي بكشف النقاب عن أن كلاً من دوائر صنع القرار السياسي والمؤسسة العسكرية في تل أبيب شجعت تنظيماً إرهابياً على المس بالمقدسات الإسلامية في القدس والضفة الغربية داخل فلسطين 48.

 وقال المحامي إيتمار بن غفير أن الأوساط السياسية والأمنية الصهيونية كانت تطلب من تنظيم "لاهفا" الإرهابي شن هجماته على الفلسطينيين.

وفي مقابلة أجرتها معه صباح الخميس الماضي إذاعة الجيش الإسرائيلي،قالإيتمار بن غفير،وهومحاميبنتسيغوفشتاين،زعيم "لاهفا" أن ساسة من الحكومة والكنيست وضباط كبار طلبوا من موكله العمل ضد الفلسطينيين لأنهم أدرك قيمة النتائج التي تحققها عملياته.

ويذكر أن منظمة "لاهفا"،إحدى التنظيمات الإرهابية اليهودية التي تنشط في مجال إحراق المساجد واستهداف المؤسسات التعليمية الفلسطينية،سيما في القدس.

وتجاهر "لاهفا" بالاعتداء على سائقي الحافلات وسيارات الأجرة الفلسطينيين لمنعهم من العمل في القدس بحجة،حيث تنظم بشكل معلن عشرات الاعتداءات في الشهر الواحد على المقدسيين.

وقد تبين أن معظم سائقي الحافلات الفلسطينيين قد توقفوا عن العمل في القدس بسبب الاعتداءات التي تنفذها ضدهم "لاهفا".

ويذكر أن يوس الريموني،وهوسائق حافلة مقدسي قد وجدوا مشنوقاً في حافلته قبل شهرين،وهو ما أفضى إلى موجة عمليات لمقاومين في المدينة.

ومن المفارقة أن المحكمة المركزية في مدينة القدس قد أطلقت سراح المجرم غوفشتاين بحجة أن ما أقدم عليه لا يعد تعدياً على القانون.

ولا يكتفي غوفشتاين وزوجته سارا بالانخراط في العمليات التي تستهدف المقدسات والفلسطينيين،بل يلعبان دوراً مركزياً في الاعتداء على العلائلات الفلسطينية التي يتزوج أبناؤها من يهوديات ثم يتحولن إلى الدين الإسلامي

وقد نظم غوفشتاين وزوجته مظاهرة عنيفة بمشاركة المئات من المتطرفين اليهود أمام صالة أفراح في يافا عقد فيها احتفال زواج شاب فلسطيني ويهودية.ومن الواضح أن تركيب مشهداً إجمالياً يدلل على أن القدس والمسجد الأقصى لم يكن في خطر كما هو عليه الحال الآن.

 

أعلى