• - الموافق2024/04/27م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
خطبة عيد الفطر المبارك  (الانتصار بحمد الله تعالى)

الله أكبر؛ كم من عبيد لله تعالى قد قبل الله تعالى في رمضان عملهم، وشكر سعيهم، وغفر ذنبهم، وأعتقهم من النار؛ فاللهم اجعلنا منهم.


الحمد لله خالق الخلق، ومالك الملك، ومدبر الأمر، ومقدر القدر، لا يقضى شأن إلا بعلمه، ولا يقع شيء إلا بأمره. الحمد لله الملك الحق المبين؛ خالق كل شيء، ورازق كل حي، وله مقاليد السموات والأرض، وخزائن السموات والأرض؛ يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويرزق من يشاء بغير حساب، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

الحمد لله الكريم المنان؛ امتن علينا بالإسلام والإيمان، وفرض علينا صيام رمضان، وشرع لنا فيه أنواع البر والإحسان، وأغرانا فيه بالعفو والمغفرة والعتق من النيران، وفتح لنا فيه أبواب الجنة والرحمة والرضوان، فنحمده على ما هدانا واجتبانا، ونشكره على ما أولانا وأعطانا، نحمده حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، ونحمده حمدا يزيد إفضاله وإنعامه، لا نحصي ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستقيموا على أمره بعد رمضان؛ فإنه سبحانه رب الناس في كل زمان، وهم عبيده في كل حال، ﴿‌فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 112].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر؛ كم من عبيد لله تعالى قد قبل الله تعالى في رمضان عملهم، وشكر سعيهم، وغفر ذنبهم، وأعتقهم من النار؛ فاللهم اجعلنا منهم.

الله أكبر؛ كم من بشر غضب الله تعالى عليهم، وأبعدهم من رحمته، فلا يسعدون أبدا؛ فنعوذ بالله تعالى من حالهم ومآلهم.

الله أكبر؛ في ليلة القدر كتبت الآجال والأرزاق، وقدرت المقادير؛ فكم من فرح في أهله لا يدركها من قابل إلا وهو تحت التراب، فهنيئا لمن استعد للقاء الله تعالى في كل آن، وتعسا لمن سوف وفرط حتى خطفته النية وهو غافل سادر.

الله أكبر؛ حق على كل مؤمن أن يشكر الله تعالى على نعمة الخلق والإيجاد، ونعمة الإيمان والقرآن، ونعمة رمضان والصيام والقيام، ونعمة الأعمال الصالحة، ونعمة الجزاء العظيم عليها يوم القيامة.. ومن شكر الله تعالى الديمومة على العمل الصالح بعد رمضان، وإتباعه بصيام ست من شوال، والمحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها الناس:

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

تموج الأرض المباركة بأحداث كبرى... سالت فيها الدماء، ومزقت فيها الأشلاء، لها ما بعدها..

وثمة تسريبات وتخويفات بين الحين والآخر بانتشار وباء مهلك.. أو..

وبلاد كثيرة تعاني اضطرابات شديدة.. وأخرى يتسرب الفقر إلى أوصالها،  تدب المجاعة في أطرافها..

وبلاد أخرى اشتعلت فيها نار الفتن والحروب الداخلية، واستحر فيها القتل؛ فلا القاتل يدري فيم قتل ولا...

وقد سلمنا الله تعالى من ذلك وعافانا.. فوجب علينا كبارا وصغارا، حكاما ومحكومين، شكر الله تعالى على نعمه وآلائه، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واللدعوة إلى دينه القويم...

الإقبال الكبير على الإسلام فما ينتقص الإسلام في أرض إلا نما في أرض أوسع منها، ولا ضعف في شعوب إلا وانتشر في شعوب أكثر منها... وهذا يستوجب هداية الناس للحق، ودعوتهم إلى الهدى، والفرع بالمهتدين، والاستبشار بأن العاقبة للدين هو الذي أرسل رسوله ... ليظهره دين الله لا يناكفه إلا مغلوب، ولا يحاربه إلا مهزوم.. ولن يسنطيع أحد وقف انتشاره.. ولا منع القلوب من استقباله.. فهو دين الحق ودين الفطرة ودين العدل ودين السماحة مع الحزم، ودين اليسر والرخصة مع الامتثال والعزيمة...

وإزاء المخاوف الكبرى.. التوكل على الله تعالى، والاعتصام بحبله، والإيمان بقضائه وقدره، وقوة التعلق به.. واليقين بوعده ويخوفونك بالذين من دونه... فلا تخافوهم وخافوني..

فإن الله يحب المؤمنين وهو مع المؤمنين وهو ناصر المؤمنين ومع الذين اتقو والدين عم محسنون...

ومن عوفي فليحمد الله

أعلى