"شفيق" .. خيار صهيوني بامتياز


إن مخرجات السياسية الصهيونية منذ نشأة الكيان الصهيوني هي ترسيخ العداء للإسلام والمسلمين بين القوميات و الأديان الأخرى في العالم، و استغلال كافة السبل لتحقيق هذه الغاية. لأنه كلما زادت الضغوط على المسلمين و تشتت كلمتهم فإن ذلك يساعد في إطالة عمر هذا الكيان السرطاني الذي يسكن في قلب العالم الإسلامي. وبالرغم من التسليم المطلق بعداوة اليهود لنا نحن المسلمين استنادا للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إلا أننا نجد البعض مثل مرشح الرئاسة المصرية الفريق أحمد شفيق يرون بأنهم ليس أعداء بعد أن وقعت مصر معهم اتفاقية سلام، و هنا يطرح سؤال تعجب.. هل اتفاقية "كامب ديفيد" ألغت ما ورد في القرآن الكريم ؟! و الأكثر عجبا في ذلك أن هذا الرجل بنبرته صريحة العداء للمسلمين قد حصل على نصف الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات، وليست هذه قضيتنا إنما قضيتنا بالأساس هو أن الأمة كيف تقع في الفخ بسبب جهل الجاهلين و إعراض الجبناء و الخائفين و خيانة العملاء أمثال هؤلاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم لأعداء الأمة من اليهود والنصارى في شرق الأرض وغربها؟!.

مواقف صهيونية

- موشى يعلون، نائب رئيس الوزراء: فوز شفيق يعنى استعادة الشراكة الإستراتيجية بيننا وبين مصر، وعلى العالم تعزيز حظوظه في النجاح في انتخابات الإعادة. (الإذاعة العبرية، الساعة السادسة من مساء الجمعة الماضية).

- بنيامين بن إليعازر، النائب الحالي والوزير السابق، وأقرب الإسرائيليين لقلب مبارك: تراجع المصريين عن إلغاء صفقة الغاز أصبح احتمالا واقعيا واردا بعد تقدم شفيق (القناة الأولى في التليفزيون الصهيوني، الساعة 8 مساء الجمعة).

- شاؤول موفاز رئيس أركان سابق: صعود شفيق يدلل على أنه يتوجب عدم الاستسلام لليأس وأنه بالإمكان تدارك ما فقدناه بخلع مبارك. (إذاعة الجيش الصهيوني، السبت الساعة العاشرة صباحا).

- المستشرق الصهيوني شاؤول بيلو: على الغرب البحث عن طرق "إبداعية" لمساعدة شفيق في الفوز بمقعد الرئاسة، وإسدال الستار على الربيع العربي (الجمعة، الساعة الثالثة بعد الظهر).

- رئيس الاستخبارات الصهيوني السابق عاموس يادلين: أفزعنا احتمال أن تقود مصر بعد الثورة تكتلا إقليميا معاديا لنا، لكن في حال انتخاب شفيق، فإن ذلك الاحتمال لن يتحقق (جاءت أقواله أثناء ندوة عقدت عصر الجمعة في تل أبيب، ونقلتها مساء نفس اليوم الإذاعة العبرية).

مواقف شفيق

حينما سألت مذيعة "سي أن أن" أحمد شفيق عن الاعتقالات السياسية ضد الناشطين المصريين أثناء توليه رئاسة الحكومة، تجاهل السؤال بحجة عدم سماع الصوت، وفي أخر لحظة أجاب قائلا :" آه ..ذلك يحدث بدون قصد عزيزتي".  ليس ذلك الموقف الوحيد الذي يأخذ على شفيق بل إنه في لقاء متلفز مع قناة الحياة المصرية حينما سأله المذيع عن أسباب اعتباره للرئيس المخلوع حسني مبارك "قدوة له" فأجاب قائلا :" لا زلت أقولها لك ولآخر يوم حقولها لك.. كان عنده قدرة خطيرة على التفرقة بين العلاقة و العمل..".

وفي لقطة ساخرة على هامش برنامج 90 دقيقة الذي تقدمه قناة المحور المصرية سؤال شفيق عن الأحصنة التي ذهبت لميدان التحرير في معركة الجمل فقال :" كانوا ريحين جامع مصطفى محمود يرقصوا .. وبعدين قالوا انو حيروحوا يرقصوا في التحرير".

وفي قناة " سي بي سي" المصرية صرح شفيق في برنامج حواري تعليقا على بداية ثورة 25 يناير :" كنا فكرين العملية حتنحصر.. وحنبتدي نشتغل.. لكن للآسف الثورة نجحت ".  ثم في مؤتمر صحفي بثته قناة الجزيرة مباشر –مصر  توعد عناصر الاخوان المسلمين وقال " أنا كل واحد حعرفوا حجموا بالضبط.. أنا عارف بيجتمع مع مين"، وأكد وجود مندوبين عن أمن الدولة في ميدان التحرير يقدمون تقارير مستمرة عن نشطاء الثورة".

أما حول تطبيق الشريعة الإسلامية فإن شفيق في برنامج يقدمه المذيع المصري مجدي الجلاد على قناة " سي بي سي" فإنه يقول إن التطبيق المطلق للشريعة مستحيل للآن ولا بعدين".  الكثير من مقاطع الفيديو التي توثق مواقف للفريق أحمد شفيق الذي قضى الجزء الأكبر من حياته في خدمة أنظمة مصرية متعاقبة منذ جمال عبد الناصر وحتى توليه رئاسة الحكومة في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك.

سيرته الذاتية

أحمد محمد شفيق من مواليد ( 1941م)، وهو نجل وكيل وزارة الري المصري المهندس محمد شفيق، أما والدته فهي عزة ابنة توفيق عبد الفتاح الوزير الأسبق للشئون الاجتماعية والعمل، تخرج عام 1961 تخرج من الكلية الجوية، وعمل بعدها كطيار في القوات الجوية المصرية.

حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحرب‏ العليا للأسلحة المشتركة بباريس ودكتوراه الفلسفة في الإستراتيجية القومية للفضاء الخارجي وبالفترة من عام 1984 إلى عام 1986 عمل في سفارة مصر بإيطاليا كملحق عسكري. في عام 1991 عين رئيسًا لأركان القوات الجوية المصرية، وفي أبريل من عام 1996 عين قائدًا للقوات الجوية، واستمر في هذا المنصب مدة 6 سنوات، وهي تعتبر أطول فترة لقائد القوات الجوية في مصر،وبعد تركه لمنصبه في عام 2002 عين وزيرًا للطيران المدني.

وفي عام 2010 برز أسمه لخلافة الرئيس المصري المخلوع محمد حسنى مبارك وظهر ذلك في صحيفة وال استريت جورنال في تقرير لها تحت عنوان "منافس جديد يبرز في مصر"، تم جاءت الثورة ليتم اختياره في يوم 29 يناير 2011 لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة أحمد نظيف كمحاولة لتخفيف حركة الثورة. وبالرغم من سقوط نظام مبارك و قيام حكومته باعتقال المئات من الناشطين المصريين وإصدار أحكام عسكرية بحقهم  إلا أن المجلس الأعلى قرر استمرار عمل حكومته لتسيير الأعمال وذلك حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.

تعرض شفيق للضرب بالأحذية مرتين أثناء ذهابه للتسجيل في دائرته الانتخابية من  الجماهير الذي تعتبره أحد عناصر النظام السابق ومشارك في جريمة قتل المئات من المتظاهرين في ساحات التحرير.

أعلن أحمد شفيق في نوفمبر 2011 ترشحه للانتخابات الرئاسية المصرية. وفي 24 أبريل 2012 قررت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية استبعاده من قائمة المرشحين تطبيقاً لقانون العزل السياسي الذي يمنع أي شخص له صلة بالنظام السابق بالمشاركة في الإنتخابات، ثم أعادته بعد يومين بعد أن طعن أمام اللجنة على القانون مستنداً إلى أن القانون الجديد غير دستوري.

فساد مالي

تقدم عدد من العاملين بوزارة الطيران المدني وشركة مصر للطيران في بداية شهر مايو من 2012 بــ24 بلاغًا إلى النائب العام يتهمون فيها الفريق شفيق بإهدار المال العام في مشروع تجديد مطار القاهرة الذي بلغت تكلفته 3,3 مليار جنيه بقروض من البنك الدولي، ومحاباة نجلي الرئيس السابق علاء وجمال مبارك الشريكان في شركة موفنبيك. كما اتهمه عصام سلطان النائب بمجلس الشعب المصري ببيع 40 ألف فدان و38 متر تقع على البحيرات المرة لنجلي الرئيس آنذاك، محمد حسني مبارك، بسعر أقل من سعرها الحقيقي، وقد هدد شفيق سلطان على إثر ذلك في مؤتمر صحفي بثته قناة الجزيرة مباشر. واتهم سلطان بأنه كان مندوبا لجهاز أمن الدولة لنقل معلومات عن الحركات الاحتجاجية المعارضة للنظام.

 :: -ملف خاص- الانتخابات المصرية.. رئيس أم مرؤوس

أعلى