حقاً أبا خليفة:  ربحت الصحابة ولم تخسر أهل البيت

حقاً أبا خليفة: ربحت الصحابة ولم تخسر أهل البيت


هذه قصة فريدة وماتعة لشاب عاش وتربى في بيئة شيعية، ونشأ على عقيدة الرافضة من أهل البحرين. هداه الله للسنة بعد تساؤل وحيرة خرج بعدها من غياهب الضلال ودعايات المعممين التي ينكرها كل ذي لبٍّ سليم من هنا جاءت هداية الأستاذ أبي خليفة علي بن محمد القضيبي التي سجلها في كتابه (ربحتُ الصحابة ولم أخسر آل البيت) لعل الإخوة القرّاء يطلعون عليها ويستفيدون من خلالها في غمرة الدعايات المتوالية والمضللة من ملالي القوم الذين فتحت لهم عشرات القنوات أبوابها يدلسون ويضلون العوام (مكر الليل والنهار) نسأل الله السلامة.

وضّح المؤلف أنه عاش في بيئة شيعية تقدس آل البيت بل تغلو فيهم وتوفي والده وهو صغير فكفله مع إخوانه (خاله) وحرص على تدريسهم وأبنائه على مذهب القوم فهو شيخ معمم درس في مدرسة دينية في بلدة (جد حفص)، وأكمل دراسته في (قم) وحرص على تدريس أبنائه المذهب الشيعي، وحينما تخرج (علي) من الثانوية رغب في دراسة الموسيقى. فرفض خاله ذلك وأيدته أمه لرغبتها في دراسته مذهبهم؛ ليشارك في المواسم الدينية ولما كبر شارك في مواسمهم خاصة مواكب العزاء، ويقول: إن مشاركته كانت متنفساً وفرصة لمعاكسة الفتيات لسهوله الاختلاط بهنَّ ولا حول ولا قوة إلا بالله، وذكر صوراً من خرافات العامة في الاعتقاد بتقديم النذور للإمام علي، وكيف كانت عمته كثيراً ما تسقط أجنتها فنذرت إن رزقت بطفل أن يأتوا به صباح عاشوراء في موكب التطبير، وبعد عدة سنوات رزقت بطفل وسموه عقيلاً.. لكنه أدرك فيما بعد أنه لا يصح النذر والدعاء إلا لله تعالى فأقنع أهله بحرمة ذلك حتى صارت المسألة ذكرى يتندرون بها . وحكى أبو خليفة قصته مع المرض وكيف ذهبت به والدته إلى أحد المزارات؛ لتنذر له لعله يتعافى ولم ينفذ النذر لظروف وتعافى فيما بعد ولله الحمد بدون نذر.

ثم ذكر المؤلف أن ما أرّقه في المذهب الشيعي ثلاثة أمور هي:

1 - سبُّ الصحابة ولعنهم بدعوى أنهم ظلموا آل البيت، لكنه لم يكن شتاماً فالمسألة في نظره أخلاقية إذ لا يوجد دين يحث أتباعه على شتم الأموات والتلذذ بلعنهم كما في مراجعهم الشيعية مثل (رجال الكشي) و (لآلئ الأخبار) مع أن الله أثنى عليهم وأشاد بهم.

 2 - زواج المتعة، فعلى الرغم من جوازها واستحبابها عند القوم إلا أنه كان يمقتها قبل معرفته لأدلة تحريمها من الكتاب والسنة.

3 - دعاء غير الله والتعلق بالمخلوقين دون الخالق جلَّ وعلا، وقد نسي أن يفصل في هذا الأمر ولا أدري هل هو نسيان من المؤلف أم خطأ في الطبع، وهذا الأمر ولله الحمد واضح وجلي لمن تأمل في الوحيين فسيجد حرمة التعلق بغير الله؛ لأن العبادة لله وحده.

ثم عقد فصلاً من التناقضات التي يعيشها المذهب الجعفري فالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك الإمام علي - رضي الله عنه - يحذرون من التعلق بغير الله، ثم ذكر قصة ذلك المتعالم المعمم في بلدته (القضيبية) والذي عزم على إعادته لمذهبهم بعد تبرؤه من التشيع وخرافاته، وكيف لبَّس عليه ببعض الأعمال الشيطانية لكنه تغلب عليه وأفحمه بالأدلة من الكتاب والسنة، فخنس ذلك المتعالم بعدما واجهه بالحديث المشهور (من أتى عرافاً وسأله وصدَّقه بما قال فقد كذَّب بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) والحديث مذكور في مراجعهم ومنها (مستدرك الوسيلة)، وذكر (أبو خليفة) وفقه الله بعض الصور المعتبرة للتعصب الأعمى عند قومه وخاصة بعد تسميته لابنه (عمر) فقالت إحدى الجاهلات (لعنة الله عليك وعلى عمر ومن سمّى عمر) ونسيت الجاهلة أن الإمام علي والحسين وزين العابدين سموا أولادهم باسم عمر.

- ثم تحدث المؤلف موضحاً أن تاريخ أهل البيت ينفي عقيدة الإمامة التي يزعمون نصيتها، وذكر أن هناك أحاديث شيعية تصرح بإمكانية جهل الشيعة بالإمام، وترسم لهم الموقف في ذلك الظرف وهو ما لا يمكن تصوره في عقيدة الإمامة النصية التي يفترض فيها أن يؤمن الشيعي باثني عشر إماماً وأن يعرفهم بأسمائهم كما ورد في الكافي للكليني (1/342)، ثم تحدث عن (المهدي المنتظر) الذي يسمونه (صاحب الزمان) و (القائم) وهو الذي دخل السرداب عام 260هـ، والإمام الحادي عشر لم يخلف أحداً مما فجَّر أزمة عنيفة في صفوف الشيعة الذين كانوا يعتقدون بضرورة استمراره فتفرقوا على أربع عشرة فرقة كما ذكره القمي في (المقالات) والنوبخي في (فرق الشيعة) والطوسي في (الغيبة).

ومع ذلك شكك بعض علمائهم في إمامهم الثاني عشر مثل آية الله البرقعي (وأحمد الكسروي) و (موسى جار الله) وقد اهتدى أولئك العلماء الثلاثة للسنة وبقي بعض باحثيهم على عقيدتهم مع رفضهم لأسطورة الإمام الثاني عشر مثل المدعو (أحمد الكاتب) في دراسته القيمة (تطور الفكر السياسي الشيعي) حيث هدم نظرية الإمامة لديهم مما أقضَّ مضاجعهم، وأخذوا يردون عليه كذباً وزوراً حتى بلغت الردود على كتابه قريباً من المائة كتاب وهي ردود لا تمت للعلمية بصلة وهدفهم الإساءة له، وحتى لا يتأثر به شبابهم ليس إلاّ.

وفي خاتمة الكتاب وضح الباحث أبو خليفة وفقه الله أنه كان عليه بعد البحث والدراسة أن يختار الإسلام الصحيح الذي لا يقبل اللون الرمادي، وألا يسير في ركب الباطل متسائلاً ما الذي سأخسره إن هجرت معتقدي الذي نشأت عليه إلى معتقد آخر تؤكده الأدلة والبراهين، وتقبله الفطرة السليمة ققرر اختيار الحق حيث ربح الصحابة ولم يخسر أهل البيت، ولمعرفة المزيد من هداية العلماء والمفكرين الشيعة وانتقالهم للسنة عن قناعة ورضا فينظر على سبيل المثال لا الحصر إلى موقع (فيصل نور) و (موقع اجتهادات) للشيخ عمر الزيد، ومنهما سيعرف أن دعاوى القوم في مراجعهم ومواقعهم التي يدلسون فيها بانتقال بعض السنة إلى التشيع ليس صحيحاً إنْ حصل شيء من ذلك فهم إما صوفية ضالون وإما وصوليون يبيعون عقيدتهم بالمال والمتع الباطلة وإثارة الشبهات التي قد لا يعرفها العلماء وقد تنطلي على غيرهم.

وبالمناسبة فإن للأستاذ (علي بن محمد القضيبي) كتاباً آخر بعنوان (عباقرة ولكن) يتحدث فيه عن خواطر وانطباعات ومحاورات مع بعض علماء الشيعة الذين احتجوا على هدايته، وحاولوا إعادته لمذهبهم من جديد، لكنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً حيث قال من خلال حديثي مع مجموعة من علمائهم في مملكة البحرين تبين لي أن العيب ليس في عقول المتبوعين فقط وإنما العيب أيضاً في أبناء الشيعة المساكين الذين يتبعون (معمميهم) ولا  يتبعون ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

والكتابان موجودان في مواقع الإنترنت عبر بوابة (قوقل)

واللهَ أسأل للجميع التوفيق والسداد والهداية.

 

:: موقع مجلة البيان الالكتروني

 

أعلى