• - الموافق2024/04/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
المسلسلات المدبلجة .. الطريق المختصر

المسلسلات المدبلجة .. الطريق المختصر


خربشات إعلامية/ 3

في عام 1991م تم دبلجة أول مسلسل باللغة العربية الفصحى ، كانت البداية دبلجة المسلسلات المكسيكية ، ثم تبعتها التركية ، وتعد قناة mbc هي أول من عرض المسلسلات التركية المدبلجة ، ثم انتقلت بعدها العدوى إلى بعض القنوات العربية : أبو ظبي ، الرأي ، الحياة ... وهكذا .

فقد وجدت هذه القنوات أن المسلسلات المدبلجة هي أقصر الطرق للربح السريع – بزعمها - من خلال جذب المشاهدين .

وأصبح إقبال الناس على هذه المسلسلات كبيراً لأنها تبث واقع مجتمعات مختلفة ، وبلغة عربية فصيحة تعيها جميع الشعوب الناطقة بالعربية على اختلاف أجناسها ودياناتها ، وبأصوات تُحسن افتعال التعابير الواقعية للمشاهد التي تُبث في المسلسل .

وتُفصح الجهات المسؤولة في هذه القنوات أنها تسعى قريباً لدبلجة المسلسلات الصينية والهندية والإيرانية ... وغيرها .

إن المتابع لأحوال الناس مع هذه المسلسلات المدبلجة يجد أن بعض الأسر لا تُمانع من مشاهدة جميع أفرادها لها دون قيود ، في حين أن بعض الأسر العربية تتحفظ على أبنائها وبناتها من متابعة هذه المسلسلات المدبلجة إن لم يكن كلها فعلى بعضها ، خوفاً على الأسرة من التأثر بالمشاهد واللقطات والقيم التي تبثها هذه المسلسلات ، ونسمع ونطالع ونقرأ بين الفينة والأخرى نداءات وصرخات - من الأسر ومن الجهات التربوية والمثقفة والمهتمة بالشأن الدعوي والإرشادي - تحذر وتطالب بمنعها لخطرها عقائدياً وأخلاقياً وتربوياً وسلوكياً .

وأود في هذه المقالة أن أذكر نقاطاً محيرةً ، وأَدَعُ القراء الكرام يشاركونني الرأي .

- المسلسلات المدبلجة تبث عادات وقيماً لمجتمعات وشعوب مختلفة ، وهي بهذا تتعرض في كل حلقاتها لزعزعة ثوابت وآداب وقيم من ديننا الإسلامي دون تدخل مقص الرقيب إلا في المكشوف منها بقصد أو بغير قصد ، لأن هذه المسلسلات أصلاً تقوم على إثارة تلك الأحداث كالتحرش ، والاغتصاب ، والإجهاض ، والمثلية ، وعشق المحارم ... وهكذا ، تلك التي إن حُذفت مشاهد منها ذهبت الحبكة الدرامية من البناء الفني للمسلسل ، وهي بهذه الصور تشكل أنماطَ مجتمعاتهم وشعوبهم التي يعيشونها ، بما فيها من إخلال لثوابت الاستقرار الاجتماعي ، والتماسك الأسري ، والانضباط الأخلاقي ، والتفلُّت الديني ، فلا ضير عندهم من وجودها ، لكن وجود هذه المسلسلات في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يشكل خطراً كبيراً أو تهديداً مفزعاً لهدم كيان الأسرة ، ومسخ الثوابت والقيم التي تميزه عن غيره من المجتمعات .

- هذه المسلسلات تصور بطريقة جذابة جداً ، وتطول حلقاتها ، فيعيش الشباب والشابات معها ويدمنون على متابعتها ، وقد تصل بعض حلقاتها إلى 150 حلقة ، وفي هذا تشرُّب للمفاهيم التي تُبث ، وإشباع للعين والعقل الباطن من الانبهار بالشخصيات التي تؤدي الأدوار ، فهي الطريق المختصر لتغريب أبنائنا وبناتنا ، هذا غير إهدار الوقت ، وإزهاق الزمن دون إنتاج أو عمل مثمر .

- انبهرت الكثير من الفتيات بالممثلات في هذه المسلسلات وقلدنهن في قصات شعورهن ، وفي الأصباغ والمكاييج ، بل وسمت بعض الأسر أسماء أبنائهن وبناتهن بأسماء شخصيات هذه المسلسلات .

- من العجائب أن بعض المسلسلات التركية المدبلجة مُنع عرضها في تركيا ، ولكنها عُرِضَت في بلادنا العربية ولاقت قبولاً لافتاً من فئة المراهقين والمراهقات ، وأصبح ممثلوها يُستقبلون بحفاوة بالغة في بلادنا العربية ، بل وتستأجر ممثلاتها لتأدية أدوار في مسلسلات بمبالغ باهضة ، مما يزيد الأمر سوءاً .

- مما يبعث الخوف والقلق أن أكثر المتابعين لهذه المسلسلات هم فئة الشباب والشابات والمراهقين على وجه التحديد ، وهذا ينبئ بخطر فادح ، وشَرخٍ قادح ، حيث التقليد الأعمى ، والتأثر الغير منضبط .

- يخيم على هذه المسلسلات الهدوء ، فلا توجد فيها كوميديا ، ولا عنف ، ولا خيال علمي ، وإنما تراجيديا خفيفة ، مشربة برومانسية فارطة تتغلغل في قلوب الفتيات ، فتشغلهن ويتأثرنَ بها .

- أصبح من المعتاد في كل عام أن تنتظر المجتمعات العربية والإسلامية مسلسلات مدبلجة جديدة .

- بعض الأسماء اللامعة في هذه المسلسلات المدبلجة مشبوهة ، ولديها رصيد من السمعة السيئة ، فكيف تكون قدوة لأبنائنا وبناتنا ؟!.

تساؤلات واستفهامات ، أتمنى من القراء الكرام أن يشاطرونني فيها ، وأن يضيفوا إليها في أحاديثهم الجانبية مع أسرهم وأصدقائهم ، لعل في إثارتها علمياً وإعلامياً وتربوياً إظهاراً لخفايا غائبة ، وتنبيهاً لبعض الحائرين .

 

 خربشات إعلامية 1

خربشات إعلامية 2

خربشات إعلامية 3

خربشات إعلامية 4

أعلى